«هــآرتس»: تــوق كــردي لــصداقة مــع إسرائيــل
يواصل مراسل الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس»، تسفي بارئيل، جولته في كردستان العراق، ناقلاً انطباعاته عن تلك المنطقة في سلسلة من التقارير المكتوبة. وبعد أن تمحور تقريره الأول، الذي نشرته «هآرتس» الأسبوع الماضي، عن الوضع الأمني والنجاحات التي تمكنت الحكومة الإقليمية من تحقيقها على هذا الصعيد، اختار بارئيل ملف العلاقات الكردية الإسرائيلية ليكون موضوع تقريره الثاني الذي نُشر أمس.
وتحت عنوان «لم ينسوا»، كتب بارئيل أن «التوق للصداقة الكردية» مع إسرائيل ينتظر حالياً إحياءها بعد أن انقطعت العلاقات بين الجانبين «بضربة واحدة» في منتصف السبعينات «واختفت إسرائيل منذئذ عن المنطقة». ونقل الكاتب عن مصدر رفيع في حكومة كردستان قوله، رداً على سؤال عن إمكان استئناف هذه العلاقات: «كان بودنا جداً أن نطور علاقاتنا معكم، لكن ليس بصورة علنية»، مضيفاً: «ثمة سبل يمكنكم أن تساعدونا فيها أكثر من أي وقت مضى». إلا أن المسؤول الكردي أشار إلى أنه على المستوى العلني «لا تسمح الظروف السياسية اليوم بإقامة علاقات مستقلة مع إسرائيل، فالعراق دولة واحدة، تتضمن الإقليم الكردي، والقرار يجب أن يأتي من بغداد».
وتحدث بارئيل عن حراجة الوضع الكردي في موضوع إسرائيل، فرأى أن «كردستان جزء من العراق وتتلقى موازنتها من الموازنة العراقية حتى لو كان أهلها يمقتون النظام في بغداد». وأضاف أن للأكراد أيضاً مصلحة بالحفاظ على العلاقة مع إيران التي تُعَدّ بوابة الحركة الاقتصادية للإقليم، إضافة إلى كونهم «أصدقاء بالاضطرار لسوريا... وكل احتكاك علني مع إسرائيل غير ممكن في هذه الظروف».
أما بالنسبة إلى إسرائيل «التي اختارت أن تبتعد بنفاق عن الأكراد»، فالحسابات المرتبطة بعلنية العلاقات لا تقل تعقيداً عما هي عليه الحال بالنسبة إلى الأكراد. فهناك تركيا التي تشعر تل أبيب بأن «استئناف العلاقة بالأكراد ستضر بالعلاقات الاستراتيجية معها»، رغم أن أنقرة، بحسب بارئيل، تستفيد من صفقات تجارية «طيبة جداً» مع الإقليم الكردي العراقي. كذلك فإن إسرائيل لا تريد أن تصطدم بالمصالح الأميركية التي تتحفظ على التطلعات الفيدرالية للأكراد، رغم أن «واشنطن، التي لا تعرف الصديق من العدو في العراق، تطلب من الأكراد بناء قاعدة أميركية في إقليمهم».
وفي ما يمكن اعتباره تلميحاً لطبيعة العلاقات الضمنية القائمة حالياً بين تل أبيب وكردستان، أشار بارئيل إلى أن «إسرائيل لا يمكنها أن تعلن أنها تساعد الأكراد، وموظفو وزارة الخارجية لا يمكنهم أن يسجلوا هذه العلاقة في تقاريرهم. أما الأكراد فيفعلون ذلك».
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد