"طباخ أوسلو" أحمد قريع يقود مفاوضات سرية مع "إسرائيل"
كشفت مصادر مقربة من أحمد قريع مفوض عام التعبئة والتنظيم في حركة فتح أنه يجري حاليا مفاوضات سرية مع “إسرائيل”، من أجل إنجاز اتفاق رقبل مؤتمر الخريف الذي طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمشاركة كل الأطراف المعنية به، ولا سيما سوريا ولبنان. وقالت المصادر في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية نشرتها أمس إن قريع يتولى بشكل عملي ملف إدارة المفاوضات الفلسطينية مع “إسرائيل” بمساعدة من صائب عريقات مسؤول دائرة المفاوضات في منظمة التحرير. ورجحت المصادر ألا يتم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي قبل التوصل إلى اتفاق.
وبحسب المصادر نفسها، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اختار قريع لأنه يثق بقدرته على إنجاز اتفاق نهائي مع “إسرائيل”، خصوصا انه كان يقف وراء اتفاق اوسلو السري إلى جانبه. وقالت المصادر “ببساطه اختار الرئيس قريع لأنه صاحب طبخة أوسلو”. وتربط المصادر بين اختيار قريع ودخول المفاوضات مرحلة الحسم حيث يحاول الفلسطينيون التوصل إلى اتفاق إطار مع “الإسرائيليين” قبل الذهاب إلى مؤتمر السلام الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي جورج بوش في الخريف المقبل.
وكان عباس قد حذر أول أمس من فشل المؤتمر الدولي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل موعد انعقاده. وتابع “ليست هناك مفاوضات تدور حتى الآن مع الجانب “الإسرائيلي””، مؤكدا أن أي اتفاق يتم التوصل إليه سيعرض على استفتاء شعبي أو على المجلس الوطني.
لكن المصادر قالت “ليس كل ما في السياسية علني، والسلطة حريصة على بقاء الموضوع طي الكتمان قدر الإمكان، مؤكدة أن قريع أجرى عدة لقاءات واتصالات مع “إسرائيليين” بينهم الرئيس “الإسرائيلي” شمعون بيريز الذي أكد بدوره انه التقى بقريع بعد نفي السلطة لمثل هذا اللقاء. وكانت صحيفة “معاريف” “الإسرائيلية” قد نقلت في وقت سابق عن مصادر فلسطينية قولها إن قريع يجري مفاوضات سرية مع بيريز وذلك في مقر الاخير بمدينة القدس المحتلة. وأضافت المصادر أن المفاوضات تجري بعلم الرئيس الفلسطيني، الذي رجحت أن يكون قد صادق عليها خلال الفترة الأخيرة.
وشدد عباس أمس على ضرورة مشاركة كافة الأطراف المعنية والراعية لعملية التسوية في المؤتمر الدولي الذي سيعقد في الخريف المقبل محذرا من فشل هذا المؤتمر. وقال عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار النمساوي الفرد غزنباور بعد لقائهما في رام الله، “بالنسبة للمؤتمر حتى يكون ناجحا لا بد أن يهيأ له”. وفي تعليقه على تصريحات رئيس الوزراء “الإسرائيلي” ايهود اولمرت الذي استبعد التوصل إلى اتفاق قبل الخريف قال عباس “نعمل كل جهدنا من اجل أن نصل للمؤتمر وقد نكون جهزنا أنفسنا لأن الذهاب بكلام غامض أو ناقص سيكون فشلا كبيرا لا نتمناه للمؤتمر ولا لأنفسنا”. وتابع عباس “قلنا إن الشروط هي معرفة الموعد الدقيق والحضور الذي نصر ان يكون شاملا لكل الأطراف المعنية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”. وأوضح “يجب حضور الدول التي لها أراض محتلة ومنها سوريا ولبنان او التي تدعم عملية السلام”.
على صعيد آخر دان عباس إطلاق الصواريخ محلية الصنع من قطاع غزة على المستعمرات “الإسرائيلية” وقال “ندين إطلاق الصواريخ من غزة وغيرها لأنها تسيء للسلام ولعملية السلام”. وحول موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية أعلن عباس أنها لن تجري “إلا بعد ان تعود اللحمة للوطن والشعب”. وأضاف “لم نعلن عن إجراء انتخابات وإنما أعلنا قانونا لتعديل الانتخابات التي يجب ان تجري في الضفة وغزة والقدس ولن نعقدها قبل أن تعود اللحمة للوطن والشعب الفلسطيني”.
وأكد عباس ما أعلنته الأجهزة الأمنية أمس الأول عن كشف محاولات من جانب حماس “للانقلاب” على السلطة في الضفة الغربية وقال “إنها معلومات لدى الأجهزة الأمنية التي تعمل بكل جد من اجل استتباب الأمن في الضفة لتطبيق شعار سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد”.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد