تقرر كورديسمان حول فرصة أمريكا الأخيرة في العراق
الجمل: ظلت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة تتناقل التقارير والمعلومات حول فشل أمريكا في العراق، ودورها في تسبيب الأزمة العراقية، وعن الصراع في أمريكا بين الجمهوريين الذين يسيطرون على الإدارة الأمريكية، والديمقراطيين الذين يسيطرون على الكونغرس، وتوجهاتهم الهادفة إلى إرغام الإدارة الأمريكية على الانسحاب من العراق.
ولكن ما لم يتم التطرق إليه هو الإجابة على السؤال القائل: لماذا تصر إدارة بوش على البقاء في العراق، وزيادة القوات الأمريكية وتخصيص الميزانيات الهائلة لتمويل الحرب في العراق، برغم الخسائر المالية والبشرية التي تعرضت لها، إضافة إلى التشوهات التي أضرت كثيراً بصورة أمريكا كأقوى بلد في العالم، يمثل حالياً قمة التطور والقوة المادية والتكنولوجية والعسكرية والاقتصادية.
يقول الخبير الأمريكي انطوني كورديسمان، والذي ظل معتدلاً بعض الشيء في تقاريره السابقة حول العراق، ولكنه أبرز بعض ملامح الأمريكي القبيح هذه المرة في تقريره الذي حمل عنوان (فرصة أمريكا الأخيرة في العراق: تغيير استراتيجية الولايات المتحدة من أجل مقابلة الاحتياجات الحقيقية للأزمة اللبنانية)، ونشره اليوم مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية الأمريكي على موقعه الالكتروني..
الدراسات والبحوث الأخرى، التي تحاول التسويق لاستمرارية بقاء أمريكا في العراق، جاءت على النحو الآتي:
- تحليل خبير اللوبي الإسرائيلي ومبعوث السلام السابق دينيس روس الذي حمل عنوان (عراق مستقر) وقام بنشره موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، التابع للوبي الإسرائيلي، وأيضاً صحيفة نيوريبابليك التابعة لجماعة المحافظين الجدد.
- ست نشرات حملت عنوان (تقرير العراق) نشر بواسطة معهد المسعى الأمريكي التابع للوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد، وأشرف على إعدادها اليهودي الأمريكي فريدريك كاغان مفكر جماعة لمحافظين الجدد المختص بـ(الشؤون العراقية).
- تحليلات مجلة ويكلي ستاندار الأمريكية التابعة لجماعة المحافظين الجدد، والتي يترأس تحريرها اليهودي الأمريكي وليم كريستول عراب الجماعة، والتي خصصت لها موقعاً الكترونياً مستقلاً حمل عنوان (فلنفهم الحرب).
الخطاب السياسي الذرائعي الجديد الذي تتبناه إدارة بوش من أجل استدامة احتلال العراق، هو خطاب يقوم على النقاط الآتية:
• المحاذير والكوابح المحرضة على عدم الانسحاب من العراق:
وتتمثل في الآتي:
- لن تستطيع الولايات المتحدة الانسحاب بسرعة من العراق دون القيام بتدمير، أو ترك الكميات الهائلة من العتاد العسكري الأمريكي وراءها، وهو أمر يتعلق بالاعتبارات العملية التي أصبحت أمراً واقعاً بسبب الوجود العسكري الأمريكي الهائل الحجم في العراق.
- إذا تم إرغام وإجبار إدارة بوش على الانسحاب العاجل من العراق، فإنها سوف تقوم بسحب الأفراد، والتخلي عن العتاد، وهذا في حد ذاته سوف يغري باندلاع الحرب الأهلية الشاملة في العراق، وهو أمر سوف يؤدي إلى الدفع باتجاه المزيد من سحب القوات الأمريكية، وبالضرورة سوف يؤدي إلى دفع المتعاقدين والمستثمرين الأمريكيين إلى الخروج من العراق، وأيضاً إلى (انكشاف) المصالح الأمريكية الموجودة في العراق أمام مخاطر الهجمات والاعتداءات المدمرة.
- ان قيام سلطات الاحتلال الأمريكي ببناء جيش عراقي وقوات أمن عراقية، تؤمن وتكفل الدفاع عن المتعاقدين والمستثمرين الأمريكيين، والمصالح الأمريكية هو أمر ذو أهمية قصوى قبل أي تفكير في القيام بإجراء الانسحاب الأمريكي، أياً كان نوعه كلياً أو جزئياً.
- ان فترة سحب القوات والعتاد الأمريكي هي فترة تتراوح على الأقل بين 9 و12 شهراً، وهناك من يرى بأن هذه الفترة يجب أن تكون 24 شهراً.
• المصالح الاستراتيجية الأمريكية في العراق:
وتتمثل هذه المصالح في الآتي:
- تعتمد أمريكا على واردات النفط بشكل أساسي لتسير اقتصادها، وبالتالي فإن الانسحاب من العراق سوف يضر بموقف أمريكا، ومن ثم فإن المصلحة الاستراتيجية لأمريكا يجب أن ترتبط بتوفير البدائل الأخرى للنفط، أي ان اكتشاف مصادر الطاقة الأخرى غير النفط، هو الأساس الوحيد الذي يتيح لأمريكا حماية مصالحها الاستراتيجية وبالتالي فإن أمريكا سوف تتضرر مصالحها إذا انسحبت من العراق، قبل أن يقوم العلماء ومراكز الأبحاث العلمية باكتشاف البدائل الجديدة للنفط.
- انسحاب أمريكا من العراق سوف يجعلها تفقد سيطرتها على الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط، والشرق الأدنى، وسوف يؤدي افتقاد تلك السيطرة الى الاضرار بالمصالح الأمريكية في هذه المناطق.
- انسحاب أمريكا من العراق سوف يؤدي إلى نشوء (فراغ القوة الاستراتيجية) وسوف يغري ذلك القوى الكبرى والعالمية المنافسة لأمريكا مثل الصين وروسيا، من أجل التقدم باتجاه العراق ومحاولة ملء هذا الفراغ.
- الانسحاب من العراق سوف يؤدي إلى زيادة حجم وقوة الحركات والجماعات الإرهابية التي تهدد الولايات المتحدة وحلفائها، وبالذات إيران التي سوف لن تتردد في الحل مكان أمريكا بعد الانسحاب من العراق.
• الالتزامات الأخلاقية الأمريكية إزاء الشعب العراقي:
جاء الأمريكيون إلى العراق من أجل إتاحة الفرصة للعراقيين في ممارسة الديمقراطية وبناء التنمية، وبكل أسف –كما يقول الأمريكيون- لم يتفهم العراقيون الهدف النبيل الامريكي وقاموا بأعمال التمرد والمقاومة والعصيان للوجود الإنساني الأمريكي، وبرغم ذلك فإن على الأمريكيين البقاء في العراق من أجل الإيفاء بالتزامهم الأخلاقي، وذلك بحيث يلعبون دوراً رئيسياً في تشكيل الوقائع الجارية حالياً في العراق وتصحيح أخطاء الوجود الامريكي الحالي والتي تمثلت في الآتي:
- الفشل في التحضير من أجل عمليات الاستقرار وبناء الأمة بعد سقوط صدام حسين.
- السماح بتفشي وسيطرة الكابوس المذهبي والعقائدي.
- عدم إعطاء العراقيين الذين ظلوا موجودين في ؼ/textarea>
<font color="#0000cc">تغيير الاستراتيجية من أجل مقابلة الاحتياجات الحقيقية للأزمة العراقية</font>
إضافة تعليق جديد