التحالفات العسكرية الأمريكية الجديدة مع الهند واستراليا واليابان
الجمل: تعتمد الإدارة الأمريكية على حلف الناتو كذراع أساسي في بسط السيطرة العسكرية على نصف الكرة الأرضية الغربي، وتهديد روسيا من ناحية الغرب، وحالياً تحاول الإدارة الأمريكية بناء حلف عسكري جديد من أجل بسط السيطرة العسكرية على نصف الكرة الأرضية الشرقي.
• بناء الحلف العسكري الشرقي:
تستضيف الهند حالياً مناورات عسكرية كبيرة تعتبر الأولى من نوعها في منطقة جنوب آسيا ومنطقة المحيط الهندي، وتشترك في هذه المناورات خمس دول، وتقوم الولايات المتحدة بقيادة هذه المناورات التي ستضم إلى جانب الولايات المتحدة كل من: الهند، استراليا، اليابان، وسنغافورة.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة، قد أشرفت على قيادة مناورات عسكرية مماثلة في منطقة شرق آسيا اشتركت فيها إلى جانب أمريكا من كل من: اليابان، كوريا الجنوبية، وتايوان.
المناورات العسكرية التي تمت بقيادة الولايات المتحدة سواء السابقة التي تمت في منطقة شرق آسيا، أو الحالية التي تتم في جنوب آسيا، هي مناورات تميزت بالطبيعة الاستراتيجية، وذلك على أساس اعتبار الصنوف التسليحية المشاركة فيها، والفرضيات العسكرية التي تتبناها هذه المناورات:
- مشاركة حاملات الطائرات العملاقة.
- مشاركة القاذفات الاستراتيجية العملاقة.
- مشاركة الغواصات النووية.
- مشاركة أقمار التجسس.
• الإدارة الأمريكية ومحاولة رسم الخارطة الاستراتيكية العسكرية الجديد:
بدأت تتضح أكثر فأكثر معالم الخارطة الاستراتيجية العسكرية العالمية الجديدة التي تحاول إدارة بوش تشكيل العالم عسكرية على أساسها، ومن أبرز هذه المعالم.
- انتشار القواعد الأمريكية بشكل مكثف ضمن قطاع رأسي يبرد من قاعدة دييغو غارسيا الموجودة في المحيط الهندي جنوباً.. ومروراً بالقواعد العسكرية الموجودة في منطقة الخليج العربي، وباكستان والوجود العسكري الأمريكي في العراق، ومصر، وتركيا.. وحتى القواعد العسكرية الجديدة في بلغاريا وبولندا في قبرص واليونان، وإيطاليا وألمانيا.
- ان إلقاء نظرة على خارطة العالم يشير إلى أن هذه القواعد تشكل محوراً يمتد رأسياً بحيث يقسم خارطة العالم إلى قطاع شرقي وقطاع غربي.
- حلف الناتو يكون بمثابة الغطاء العسكري للقطاع الغربي، أما القطاع الشرقي، فسوف تتم تغطيته بالحلف العسكري الجديد الذي تحاول أمريكا حالياً بناءه، والذي سوف يشمل: استراليا، اليابان، الهند، كوريا الجنوبية، سنغافورة، وتايوان.
وعموماً، أبرز الملاحظات حول التطورات الاستراتيجية العسكرية العالمية الجديدة تشير إلى الآتي:
- لم تقم الإدارة الأمريكية بالعمل من أجل إشراك باكستان، وهي دولة نووية حليفة لأمريكا، وعلى ما يبدو فإن لأمريكا (نوايا أخرى) إزاء باكستان النووية، خاصة وأن علاقات أمريكا في منطقة جنوب آسيا أصبحت تركز على الهند باعتبارها الحليف (الاستراتيجي) الدائم وباكستان باعتبارها الحليف (التكتيكي) المؤقت، والذي سوف ينتهي دوره بانتهاء الحرب في أفغانستان.
- الأسطول الأمريكي الموجود في منطقة الباسفيكي أصبح يتواجد بشكل مستمر في مياه المحيط الهندي القريبة من شواطئ بحر العرب، وباكستان وغرب الهند.
- التوقعات تقول بأن الحلف العسكري الأمريكي الجديد سوف يتم توزيع قياداته ضمن ثلاث مناطق هي:
أ- القيادة الشرقية، وسوف يكون مقرها في اليابان.
ب- القيادة الغربية، وسوف يكون مقرها في الهند.
ت- القيادة الجنوبية وسوف يكون مقرها في استراليا.
أما الرئاسة، فسوف تكون في استراليا باعتبارها الحليف الاستراتيجي لأمريكا، وحالياً تقوم أمريكا ببناء أكبر قاعدة تجسس الكتروني في العالم.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد