تراشق إعلامي بين الصحافة المصرية والكويتية
دفعت حملة التراشق المتبادل بين صحف الكويت والقاهرة على خلفية واقعة تعذيب مصريين على يد الشرطة الكويتية قبل شهرين بالمثقفين المصريين إلى التدخل لوقف الحملة.
ويقول مراقبون إن القضية كشفت وجود احتقان خفي بين صحفيي البلدين وإن تداعياتها قد تؤثر على العلاقات الرسمية خاصة بعد دخول الصحف الحكومية اللعبة ومطالبة برلمانيين مصريين بموقف حاسم لحكومتم من واقعة التعذيب والتهجم على بلدهم.
جمال فهمي عضو نقابة الصحفيين المصرية يبدي أسفه "لانجرار صحفيي البلدين إلى هذا المستوى من الإسفاف والسباب المتبادل"، مؤكدا أن منع دخول الصحف لن يحل القضية "وإنما إجراء حوار مفتوح وصريح بين مثقفي البلدين وصحفييها هو القادر على احتواء الأزمة ومنع تكرارها مستقبلا".
وأضاف فهمي الذي يرأس لجنة الشؤون العربية والخارجية بالنقابة أن الأخيرة لا تقبل التجاوزات أو إهانة الشعب الكويتي أو أي شعب عربي آخر، وأنها مستعدة لمحاسبة المتجاوزين، لكنه رفض أن تتحمل الصحافة المصرية مسؤولية أخطاء فردية.
أما رئيس تحرير صحيفة الأهرام الحكومية أسامة سرايا فقال إن المشكلة انتهت والعلاقة القوية والمتينة بين الشعبين أكبر من أن يؤثر فيها حادث عارض، لكنه طالب الإعلام العربي عامة والكويتي خاصة بتحمل مسؤولياته تجاه الحفاظ على العلاقات العربية ومصالح شعوبها.
ورفض سرايا اتهام الكتاب المصريين بالمبالغة في معالجة واقعة تعذيب المصريين أو الرد على الصحافة الكويتية.
وقال إن ما كتب ضد مصر وتاريخها لم يكن هينا، لذلك ردت الصحف المعارضة والمستقلة قبل الحكومية، وأضاف "أنصح الأشقاء الكويتيين بتحري الموضوعية عند تناول القضايا الحساسة في علاقات الدول".
وكانت الصحف الكويتية قد استغربت ردة الفعل المصرية على تعذيب مصريين في الكويت "رغم شيوع حالات تعذيب المواطنين في أقسام الشرطة المصرية وامتهان كرامتهم"، واعتبرت أن ذلك "مزايدة على الكويت ومحاولة للنيل من سمعة أجهزتها الأمنية".
وتعليقا على هذا الموقف وصف سرايا موقف الصحف الكويتية بـ"المتناقض واللامنطقي، لأن وقوع تجاوزات فردية من قبل أفراد الشرطة المصرية لا يبرر وجود ثقافة للتعذيب لدى أجهزة الأمن الكويتي، إنها مقارنة معيبة وتكشف تناقضا في فهم القضية".
ورأى رئيس تحرير الأهرام أن "مناخ الحرية اللافت الذي تعيشه الصحافة في مصر والكويت ساعد على تفاقم الأزمة وتصاعدها سريعا". لكنه رفض اللجوء إلى خيارات قانونية أو إجراءات رقابية لمعالجة هذه الأزمات.
وقال إن المطلوب هو زيادة الوعي والإحساس بالمسؤولية لدى الصحفيين وليس وضع أطر رقابية أو قانونية جديدة.
أما مصطفى بكري النائب المستقل رئيس تحرير صحيفة الأسبوع فقال إن الكتاب الذين هاجموا مصر وتطاولوا عليها لا يمثلون الشعب الكويتي أو صحافته، لكنه طالب الحكومة الكويتية "بالوقوف بحزم أمام بعض الكتاب الذين يسيئون لعلاقة البلدين الشقيقين ومحاسبتهم".
ودافع بكري في مقالاته عن موقف الصحافة المصرية خلال الأزمة، وقال "إن تعذيب مواطنينا وسكب ماء النار على أجسادهم جريمة إنسانية بشعة تأذى منها المصريون جميعا، وطبيعي أن تنتقد صحافتنا ذلك وأن تطالب الحكومتين المصرية والكويتية بمحاسبة المسؤولين عنها لعدم تكرارها والمحافظة على كرامة المواطن المصري".
محمود جمعة
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد