روسيا والصين والأمم المتحدة ضد ضرب إيران
أعلنت روسيا والصين والأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي، كل على حدة، أمس، رفض استخدام القوة العسكرية ضد إيران، مؤكدة تمسكها بالحوار، وتراجع وزير الخارجية الفرنسي عن تصريحاته أمس الأول بشأن الاستعداد للحرب على الجمهورية الإسلامية، واتهم وسائل الإعلام بالتلاعب بأقواله. ورغم ان إيران قللت من أهمية هذه التصريحات، إلا أنها شددت على ضرورة اعتذار فرنسي، وهددت ب”إجراءات مشددة” ضد باريس، ورأى البيت الأبيض أن ثمة حلاً دبلوماسياً. وقال رئيس الوزراء “الإسرائيلي” إيهود أولمرت انه على استعداد للتفاوض مع سوريا، بعد أيام من عدوان شنته طائرات حربية داخل سوريا، ودخل المندوب الأمريكي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون على الخط تحريضاً ضد دمشق التي أعربت عن استشعارها “أجواء” تشبه ما قبل غزو العراق.
قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إنه لا يأخذ التصريحات الفرنسية على محمل الجد، وأشار الى ان التصريحات الإعلامية تختلف عن المواقف الحقيقية. وأكد عبدالرضا رحماني فضلي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ان تصريحات كوشنير مرفوضة، وطالب الفرنسيين بإجراء تقييم حقيقي ومنطقي للوضع، وطالب نواب إيرانيون فرنسا بالاعتذار وإلا ستواجه “إجراءات مشددة”، في إشارة الى حركة تبادل تجاري بمليارات اليورو.
وقال السفير الإيراني في باريس علي آهاني ان بلاده فوجئت بالاستماع الى الخطاب الحربي لكوشنير، ما أعطى انطباعا بأن الدبلوماسية الفرنسية تسير في الخط الأمريكي.
وحاول كوشنير توضيح تصريحاته التي أثارت جدلاً وانقساماً حتى داخل فرنسا وفي الاتحاد الأوروبي. وقال الوزير الفرنسي خلال زيارته أمس الى موسكو إن وسائل الإعلام تلاعبت بتصريحاته، وأكد انه لا يريد الحرب بل السلام. وقال “قلت ان الأسوأ سيكون الحرب، ولم أقل ان الأفضل سيكون الحرب”. وشدد على التفاوض والتفاوض ثم التفاوض، وعلى ان العقوبات هي الوسيلة المثلى لمنع الحرب.
ووجهت فرنسا أمس ما يشبه المهلة لإيران من أجل وقف أنشطتها النووية. وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني “لا نريد الانتظار حتى نهاية العام. نعتقد أن على إيران الانصياع فوراً للقرارات الدولية”. وأشارت الى ان فرنسا ستشارك في استصدار قرار جديد من مجلس الأمن بفرض عقوبات اضافية على إيران، فضلاً عن عقوبات فرنسية منفصلة عن الاتحاد الأوروبي. واعتبر وزير الخارجية الأسبق هوبير فيدرين أن هناك خياراً ثالثاً غير القنبلة الإيرانية أو القصف، ونصح واشنطن باتباع سياسة ذكية تجاه إيران، واستذكر خطوة الانفتاح الأمريكي على الصين في 1972 التي كانت فاتحة تطبيع بين البلدين.
وكانت روسيا قد اعتبرت التلويح الغربي بالقوة في وجه إيران “خطأ سياسياً” ستترتب عليه نتائج كارثية، واعتبرت العقوبات تعقد المفاوضات.
وأعربت الصين عن معارضة شديدة للتهديدات المستمرة بالتدخل العسكري ضد إيران، وقالت “نعارض التهديدات المستمرة باللجوء إلى القوة في الشؤون الدولية”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو ان الولايات المتحدة تسعى لاتخاذ اجراءات دبلوماسية في الأزمة مع إيران، وقالت “نعتقد ان ثمة حلاً دبلوماسياً”. وأشارت إلى أن أمريكا تعمل مع الفرنسيين وبقية دول الاتحاد الأوروبي لمواصلة الضغط على إيران حتى تفي بالتزاماتها بموجب قرارات مجلس الأمن.
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التأكيد على وجوب حل أزمة الملف النووي الإيراني وسائر المشاكل الدولية بشكل سلمي عبر الحوار.
وجدد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية، التأكيد على موقف المجلس الداعم للتوصل إلى حل سلمي لأزمة الملف النووي الإيراني. وقال في هذا السياق إن “دول المجلس لا تريد رؤية أي دولة شقيقة أو صديقة تتعرض لعقوبات” وهي حريصة “على تغليب لغة الحوار السلمي لحل كل المشكلات التي يمكن ان تؤثر في الأمن والاستقرار الدوليين”.
وكان رئيس وزراء “إسرائيل” ايهود أولمرت قد قال أمس إن الكيان “يشعر بالقلق لا الخوف” حيال معلومات نشرها موقع “عصر إيران” الالكتروني، وأفادت أن إيران نصبت 600 صاروخ موجهة إلى “إسرائيل” بما فيها مفاعل ديمونة، كما نصبت 15 صاروخاً على الأقل موجهة إلى كل موقع عسكري أمريكي في العراق.
وحظي أولمرت بدعم من رئيس الكيان شيمون بيريز الذي أعلن في مؤتمر صحافي أن حالة التوتر التي سادت منذ اختراق “إسرائيل” الأجواء السورية قد انتهت. وأعلن اولمرت، في مؤتمر صحافي، أنه يكنّ “الاحترام” للرئيس السوري بشار الأسد وللسياسة السورية، وأبدى رغبته في صنع “السلام” مع جميع الدول العربية.
إلى ذلك أثارت تصريحات رئيس الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية” عاموس يدلين أمس الأول حول “ترميم” قوة الردع مؤخراً نقاشات في أوساط خبراء ومراقبين انقسموا بين تأييد موقفه وبين من يشكك فيه، وانشغلت وسائل الإعلام العبرية بالجدل حول الجدوى “الردعية” للغارة على سوريا.
ورجح بولتون أن تكون الضربة “الإسرائيلية” على سوريا أدت إلى مقتل خبراء وعلماء كوريين، ما دفع كوريا إلى انتقاد هذه الضربة ودعم سوريا. ودعا إلى عدم التساهل مع العلاقة بين سوريا وكوريا وإيران والتعامل معها بحذر وجدية.
من جانبها، وصفت كوريا الشمالية أمس المزاعم حول تعاون بينها وبين سوريا في المجال النووي بأنها “تضليل مطلق”، و”مؤامرة”، وجددت التزامها بالمضي بوقف أنشطتها النووية.
وفي دمشق اعتبرت صحيفة “تشرين” الحكومية أن “المزاعم الكاذبة” عن تحليق الطيران “الإسرائيلي” فوق الأجواء السورية بحجة تخزين بعض المنتجات النووية لكوريا الشمالية في البلاد تعيد إلى الأذهان المزاعم الكاذبة بشأن برنامج العراق النووي قبيل غزوه واحتلاله.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد