الخطأ الأمريكي القادم: استبدال السياسيين العراقيين بزعماء القبائل
الجمل: نشر تقرير رصد الإرهاب الدوري الذي يصدره موقع مؤسسة جيمس تاون الالكتروني، تحليلاً من إعداد الباحث رايدار فاسير، حمل عنوان (زيادة القوات، الشيعة وبناء الدولة في العراق).
يقول رايد فاسير:
· زعماء القبائل الجدد:
أحياناً يرى بعض المحللين بأن استراتيجية زيادة القوات الأمريكية في العراق، التي طبقتها إدارة بوشن من الممكن أن تثمر عن بعض النتائج الإيجابية بالنسبة للعراق والعراقيين. وقد ركز العديد من هؤلاء على قيام بعض زعماء القبائل السنية بقبول التعاون مع القوات الأمريكية في محاربة القاعدة. وما ترتب على ذلك من انخفاض الهجمات ضد القوات الأمريكية في بعض المناطق السنية التي قبل زعماؤها التعاون مع القوات الأمريكية.
ويشير المحلل رايدار فاسير إلى أن الجانب الذي تجاهله هؤلاء المحللون يتمثل في أنهم كانوا متحيزين في نظرتهم إلى ما حدث في بعض المحافظات العراقية من تطور إيجابي بنظر إدارة بوش، وإغفالهم النظر إلى التطورات السلبية جداً التي حدثت في كامل العملية السياسية التي ظلت إدارة بوش تراهن على نجاحها: فقد تفكك التحالف الحاكم، وفي الوقت الذي بدأ فيه بعض زعماء القبائل السنية العراقية يقبلون التعامل مع أمريكا، كان زعماء الحركات السياسية السنية العراقية يتخلون واحداً تلو الآخر عن العملية السياسية والتحالف الحاكم وبالتالي فإن حيرة إدارة بوش ومحلليها السياسيين سوف تكون أكبر لو أدركوا أن حكم العراق يتم بالسياسيين وليس بزعماء القبائل!!
· الخطأ الفادح الجديد:
يشير المحلل رايدار فاسير إلى أن إدارة بوش تعمل باتجاه ارتكاب واحدة من أكبر أخطائها التي تكاثرت وتراكمت في العراق، ففي المنطقة الواقعة جنوب بغداد تحاول القوات الأمريكية حالياً بناء واحد من أهم وأكبر تحالفاتها القبلية في العراق، وسوف تركز القوات الأمريكية على الآتي هذه المرة:
- تجميع بعض القبائل الشيعية ذات التوجهات المعادية لسورية.
- تقديم الدعم والمساعدات لزعماء ورجالات هذه القبائل.
وسوف يركز التحرك الأمريكي على جانب آخر مواز شديد الخطورة يتمثل في تعميق الخلافات والخصومات بين جيش المهدي التابع للتيار الصدري الذي يقوده مقتدى الصدر، وقوات بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يقوده عبد العزيز الحكيم.
بذور الخلاف أصبحت جاهزة، وذلك لأن إيران أصبحت تدعم جيش المهدي، وبالمقابل تقوم الإدارة الأمريكية حالياً بدعم قوات بدر وزعيمها عبد العزيز الحكيم، وذلك على النحو الذي أدى إلى المزيد من الخلافات بين عبد العزيز الحكيم وإيران.
الخلافات لن تكون على مستوى الزعامات الشيعة، بل سوف تأخذ طابعاً ميدانياً، وذلك لأن قوات بدر التابعة لعبد العزيز الحكيم، قد استطاعت –بفضل الدعم الامريكي- التغلغل في قوات الجيش والأمن العراقية، وبالتالي فإن التوقعات تقول بأن الإدارة الأمريكية ترتب لسيناريو قتال أهلي داخلي شيعي- شيعي بين قوات جيش المهدي وقوات بدر. وبكلمات أخرى تخطط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي إلى إشعال حرب وكالة كبرى شيعية- شيعية في جنوب العراق بحيث يقال جيش المهدي بالوكالة عن إيران، ضد قوات بدر التي تقاتل بالوكالة نيابة عن أمريكا، وعند أول اندلاع القتال الداخلي الشيعي- الشيعي، سوف تأتي قوات الجيش والأمن العراقية الجديدة، لتقاتل إلى جانب قوات بدر.
الصراع الشيعي- الشيعي المتوقع في جنوب العراق، سوف تنتقل تداعياته إلى بغداد، وسوف يتحول إلى صراع بين قوات الأمن العراقية المؤيدة لعبد العزيز الحكيم وسكان الأحياء الشيعية المؤيدة لمقتدى الصدر.
ما هو مخيف يتمثل في أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، سوف تعمل هذه المرة بطريقة تؤدي إلى إشعال الصراع السني- الشيعي الذي فشلت عمليات تفجير المساجد والأضرحة المقدسة الأخيرة في تفجيره، وسوف يركز المخطط الجديد على دفع زعماء القبائل السنية إلى التحالف مع عبد العزيز الحكيم والقتال ضد جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، والذي يعتبره السنة العراقيون المسؤول الأول عن عمليات الاغتيال وفرق الموت التي نشطت خلال الفترة الماضية وأدت إلى إفراغ أحياء سنية كاملة من سكانها في العاصمة بغداد إضافة إلى عمليات القتل العشوائي الواسعة النطاق ضد العراقيين السنة.
وتقول المعلومات بأن إدارة بوش، برغم إعلانها عن احتمالات البدء في سحب بعض قواتها الموجودة في العراق، فإن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غاتز قد كلف فريق عمل في البنتاغون بإعداد خطة لوجود عسكري أمريكي طويل الأجل في العراق، يمتد لفترة نصف قرن على الأقل.. وتقول بعض المعلومات بأن القوات الأمريكية سوف يتم إخراجها من المدن العراقية، وإبقاؤها في خمسة قواعد عسكرية يتم توزيعها على مختلف المناطق.
الانسحاب العسكري المفاجئ من البصرة، كان يهدف من الناحية المعلنة إلى تطمين الرأي العام البريطاني بأن القوات البريطانية سوف يتم سحبها قريباً، ولكنه من الناحية غير المعلنة، ترك مدينة البصرة لتقع فريسة في أيدي رجال الميليشيات الأصولية الشيعية على النحو الذي يترتب عليه سيناريو إشعال الصراع الديني بين الفصائل الشيعية داخل البصرة، وحالياً ترصد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز الموساد الإسرائيلي، وأيضاً المخابرات البريطانية كيفية تطور الصراع الشيعي- الشيعي داخل البصرة، والاستفادة من معطيات ذلك، بحيث يتم إدراجها ووضعها في الاعتبار ضمن مخطط الحرب الشيعية- الشيعية الداخلية الشاملة في جنوب العراق.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد