ديك تشيني: سيرة ذاتية
ديك تشيني وصفه ستيفن هايس -الصحفي بمجلة ويكلي ستاندارد- في عنوان كتاب ألفه عنه بأنه أقوى نائب رئيس أميركي في تاريخ الولايات المتحدة، كما ألف عنه الصحفي اليساري جون نيكولز كتابا أعطاه عنوان "ديك تشيني رئيس أميركا الفعلي"، وقال عنه إنه يملك سيرة ذاتية "يمكن أن تؤهله للرئاسة".
يقول أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية في واشنطن الدكتور إدموند غريب إن تشيني هو الأكثر تأثيرا على الرئيس جورج بوش الابن، ليس بسبب استماع الرئيس له فحسب، وإنما لأنه يفهم الآلية التي يعمل وفقها البيت الأبيض ويعرف كيف يعمل الكونغرس، وهو عضو في مؤسسات أميركية مؤثرة، وتقلب في مناصب عدة أكسبته خبرات وعلاقات واسعة.
فتشيني عمل لدى ثلاثة رؤساء حيث التحق بإدارة الرئيس ريتشارد نيكسون 1969، وبعد استقالة نيكسون واستلام الرئيس جيرالد فورد للحكم عام 1974 كان تشيني ضمن فريق نقل السلطات، ثم عمل وكيلا مساعدا للرئيس ثم مساعدا له، ثم أصبح رئيساً للطاقم الرئاسي وهو أصغر من تولى هذا المنصب، واستمر فيه إلى نهاية إدارة الرئيس فورد.
وانتخب تشيني عام 1977 نائبا عن ولاية وايومنغ، ثم أعيد انتخابه خمس مرات، وانتخبه زملاؤه ليعمل رئيسا للجنة السياسية للحزب الجمهوري بين عامي 1981 إلى 1987، ثم انتخب رئيساً للنواب الجمهوريين عام 1987 وانتخب في مجلس الأقلية عام 1988.
عمل وزيراً للدفاع بين عامي 1989 و1993 حيث خاض حرب غزو بنما (1989-1990) مع جورج بوش الأب، كما أدار حرب الخليج الثانية عام 1991، وانتخب نائبا للرئيس الأميركي جورج بوش الابن في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2001، واستمر معه في ولايته الثانية التي بدأت عام 2004.
يصنف تشيني على أنه من المنظرين الأساسيين لغزو العراق منذ عام 1998 وذلك بعدما عمل عام 1997 عضوا في مشروع القرن الأميركي الجديد، وربط المحللون تبنيه غزو العراق عام 2003 بعمله في قطاع النفط، حيث كان يرأس شركة هاليبرتون النفطية العملاقة ما بين عامي 1995 و2000 وهي إحدى الشركات التي أعطيت استثمارات عدة في العراق بعد احتلاله. وكذلك لالتحاقه بالمحافظين الجدد في التسعينيات وهم الذين حرضوا على غزو العراق لأسباب أيدولوجية،
ويوصف تشيني بأنه من كبار قادتهم حيث جعلهم من المستشارين المقربين إليه، وهو الحصن الأخير الذي لا يزالون يحتمون به بعدما أقيل الكثير منهم من إدارة بوش، وذلك بعدما حملوا مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في العراق.
وبعد غياب مؤقت بسبب هذا الفشل، عاود تشيني الظهور مؤخرا واتهم سوريا بتخويف البرلمان اللبناني لمنعه من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما هدد إيران بأنها إذا استمرت في سياستها الحالية فإن "الأسرة الدولية" مستعدة لتكبيدها "عواقب وخيمة"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية واحدة.
ويقول إدموند غريب إن تصريحات تشيني محاولة "مضادة" من المحافظين الجدد لاستعادة المبادرة بعد طول غياب إثر الفشل العراقي وتصاعد الاتهامات ضدهم، وإن الحملة التي يقوم بها تشيني تستهدف بالدرجة الأولى إيران ثم سوريا، وإن المحافظين الجدد هم الآن من أكثر دعاة المواجهة مع إيران تشددا.
ويرى الدكتور فواز جرجس الأستاذ بجامعة ساره لورنس بنيويورك في تهديد تشيني لإيران دلالات خطيرة قد تترجم بانفجار في المنطقة، وأن المحللين كانوا يعتقدون أن تشيني سيختفي وراء الكواليس ولن يعاود الظهور، وأن تصريحاته تعكس بعض ما يدور في البيت الأبيض من مخططات، لأنها جاءت بعد حديث بوش عن منع تسبب إيران في حرب عالمية ثالثة.
ويقول جرجس إن إيران هي العدو الأول لهذه الإدارة، وإن الموقف الأميركي من سوريا مرتبط بمؤشر العلاقة المباشرة ما بين دمشق وطهران.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد