مؤتمر دمشق سيحدد خطوطاً حمر للرئيس عباس في اجتماع أنابوليس
قال مسؤول رفيع المستوى في حركة «حماس» إن «المؤتمر الوطني الفلسطيني» الذي سيعقد يومي 7 و8 الشهر المقبل في دمشق سيحدد «خطوطاً حمرا يجب أن يحترمها الجميع» قبل انعقاد مؤتمر السلام الدولي الذي ترعاه الولايات المتحدة.
وعُلم أن اللجنة التحضيرية طلبت من إيران «المساهمة» مع «حماس» وبقية المنظمات في تمويل مؤتمر دمشق، فيما طلبت دول، بينها تركيا، من مسؤولين سوريين إلغاء المؤتمر، كما قرر الرئيس محمود عباس إيفاد رئيس الوزراء السابق أحمد قريع إلى سورية للهدف ذاته. لكن دمشق أكدت أن المؤتمر «شأن فلسطيني لا علاقة لسورية به»، وأنها وافقت على استضافته شرط دعوة مسؤولين في «فتح».
وكانت «حماس» تبنت اقتراح عدد من المستقلين عقد المؤتمر في دمشق، ووافقت ثماني منظمات، في حين بقيت «الجبهة الديموقراطية» بزعامة نايف حواتمة و «الجبهة الشعبية» مترددتين قبل أن تقرر الأخيرة الحضور. ودُعي «حزب الله» وشخصيات عربية وفلسطينية لحضور المؤتمر الذي يعقد في منتجع «صحارى» التابع لاتحاد نقابات العمال في سورية قرب دمشق.
وقالت مصادر فلسطينية إن الدعوة وجهت أيضاً إلى رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير فاروق القدومي (أبو اللطف) كي يكلف أحداً لتمثيله في اللجنة التحضيرية التي تضم الأمين العام المساعد لـ «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» طلال ناجي. وكشفت أن محمد غنيم (أبو ماهر) بعث من تونس رسالة تحض عباس على تكليف ممثلين عنه لحضور المؤتمر.
واعتبر المسؤول في «حماس» أن المؤتمر يعبر عن «صوت فلسطيني آخر غير منحاز فصائلياً من دون أن يعني هذا أنه اصطفاف»، مشيراً إلى أن المؤتمرين سيوجهون «رسائل» عدة بينها «لا لاستمرار الانشقاق، ولا للاستقطاب ونعم لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية والتمسك بالحقوق، والتشديد على أنه ليس هناك أي شخص مخول أن يقدم تنازلات». وقال: «هناك سقف وخطوط حمرٌ يجب أن يحترمها الجميع»، لافتاً إلى وجود «قلق من أن تؤدي حال الانقسام وضعف الموقف العربي إلى استغلال أميركي للتعدي على الحقوق، وبالتالي نريد توفير شبكة أمان».
ودعا عباس إلى «الإفادة من هذا المؤتمر الوطني لتحصين موقفه التفاوضي، ذلك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قال إنه سيعرض أي اتفاق (مع الفلسطينيين) على استفتاء شعبي»، مشيراً إلى وجود «هدف أميركي - إسرائيلي لتعميق الانقسام الفلسطيني، وهدف إسرائيلي هو التطبيع مع العرب، وهدف أميركي هو خدمة أولمرت ليقف مع واشنطن في مغامرات عسكرية مقبلة ضد إيران أو سورية أو لبنان». ورأى أن الحوار بين «حماس» و «فتح» لم يعد قراراً فلسطينياً، «بل هناك فريق فلسطيني بات يحتاج إلى ضوء أخضر أميركي وإسرائيلي».
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد