خطة أمريكية لعرقنة باكستان
تسعى الإدارة الأميركية إلى إسقاط النموذج الذي طبقته في محافظة الأنبار العراقية على باكستان، عبر تجنيد قوات محلية في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان لمحاربة مقاتلي «القاعدة» و«طالبان». وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس إلى أن مسؤولين عسكريين في وزارة الدفاع الأميركية يعملون على خطة سرية من أجل تمويل وتسليح وتدريب قيادات قبلية في منطقة القبائل الباكستانية لخوض حرب بالوكالة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن الخطة ستسمح بتواجد مدربين عسكريين أميركيين في باكستان، وتمويل القوات الحكومية الباكستانية المتواجدة في المناطق القبلية، وتشكيل ميليشيات توافق على مقاتلة «القاعدة» والأصوليين. ولأن القوات الأميركية لا تملك أكثر من 50 جندياً في باكستان، فإن التوجّه الجديد سيسمح لها بمضاعفة وجودها عشرات المرات. وتثير هذه الخطة تساؤلات حول ما إذا كان بالإمكان تطبيق هذا الاقتراح لدعم القوات الباكستانية من دون تواجد عسكري أميركي كبير. ومن غير الواضح ما إذا كان بالإمكان الحصول على دعم كاف من القبائل التي يعمل بعضها مع أجهزة الاستخبارات الباكستانية.
وقد لقيت الخطة المقترحة، التي وضعتها قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأميركي ويجري تداولها في مقر القيادة المركزية الأميركية في تامبا في ولاية فلوريدا، موافقة مبدئية من الأميركيين وحلفائهم الباكستانيين، بانتظار الموافقة النهائية إذا تم تأمين تمويلها الذي يصل إلى نحو 350 مليون دولار لتجهيز وتدريب «القوات الحدودية»، التي ستتشكّل من نحو 85 ألف جندي من عناصر القبائل الحدودية.
وكشفت الصحيفة أن قائد قوات العمليات الخاصة في البحرية الأميركية الأدميرال إريك أولسون هو الذي اقترح هذه الخطة عقب عودته من جولة في باكستان التقى خلالها الرئيس برويز مشرف وقادة الجيش الباكستاني في شهر آب الماضي.
في هذا الوقت، رفضت المحكمة العليا الباكستانية، التي شكلها مشرّف بعيد إعلانه حال الطوارئ، معظم الطعون ضد إعادة انتخابه، ولكنّها أبقت على طعن واحد سيُبحث في جلسة تعقد يوم الخميس المقبل. ويتوجه الجنرال الباكستاني اليوم إلى السعودية، حيث يقيم المعارض ورئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، لإجراء محادثات مع الملك السعودي عبد الله. وبعد لقائها السفيرة الأميركية لدى باكستان آن بيترسون أمس، طالبت رئيسة الحكومة السابقة بنازير بوتو بإجراءات تتيح «تنظيم انتخابات حرة وعادلة وشفافة»، فيما أعلن المعارض عمران خان إضراباً مفتوحاً عن الطعام في مقر إقامته الجبرية.
ميدانياً، استمرت الاشتباكات الطائفية لليوم الرابع على التوالي بين رجال القبائل الشيعية والسنية في منطقة كورام الشمالية الغربية. وسقطت قذيفتا هاون على سوق للخضر في بلدة باراتشينار، أكبر بلدات المنطقة، ما أدى إلى مقتل 8 وإصابة 18، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى 119، بينهم 11 جندياً كانوا يحاولون الفصل بين المتنازعين. كما نفّذت المروحيات العسكرية الباكستانية عمليات في منطقة سوات القبلية وقتلت أكثر من 12 متمرّداً.
محمد سعيد
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد