معلومات جديدة تؤكد عملاً عسكرياً أمريكياً ضد سوريا
الجمل: تتوجه الوفود العربية إلى مدينة أنابوليس في ولاية ميرلاند الأمريكية من أجل "إحلال السلام في الشرق الأوسط" (كما تزعم إدارة بوش)، ومن سخرية القدر أن جامعة ميرلاند تنخرط ليس في جهود إحلال السلام وإنما في جهود إحلال الحرب في الشرق الأوسط.
* أصل الـ"قصة":
كتب إيريك ألترمان الناشط الأمريكي في حملة مناهضة الحرب الأمريكية ضد العراق، على موقع «ميديا ماترز» الإلكتروني الأمريكي متسائلاً: "هل ستقوم أمريكا باحتلال إيران وسوريا أيضاً؟"، وأشار ألترمان إلى أنه استلم رسالة من أحد أعضاء الكلية التابعين لأقسام جامعة ميرلاند الموجودة في أوروبا، وهي الأقسام والفروع التي قامت الجامعة بفتحها للطلاب الأمريكيين الذين يقضون الخدمة العسكرية خارج الولايات المتحدة.
نص الرسالة:
"السبب الذي دفعني للكتابة اليوم هو إعلامكم بأن شيئاً ما يجري بشكل غير عادي. ففي نهاية الأسبوع الماضي، كان اجتماع الكلية الموسع الشامل لمنطقة أوروبا منعقداً في مكاتبنا الرئيسية في هايدلبرج بألمانيا. وفي الاجتماع تم إخبارنا بأن تعاقدات التعليم العسكري الخاصة بجامعة ميرلاند سوف يتم تمديدها في أقرب فرصة لتشمل العراق، تركمانستان، أوزبكستان، جيبوتي، وبعض الأماكن والمواقع الأخرى الواقعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد حدث هذا بلا مفاجأة. وما كان مروعاً وغير مألوفاً أن الجيش الأمريكي قد طلب منا أن نستعد لـ"عرض" يتعلق ببرامج تدريبية في سوريا وإيران (والغريب أيضاً: في فرنسا، حيث لا وجود عسكري أمريكي فيها منذ خرجت قوات الناتو عام 1967م. من المحتمل أن يكون ذلك دعماً لدور ووظيفة الحكومة الفرنسية الحالية) وسوف تتعلق عروض عملنا بتعاقدات التعليم بخصوص هذه المناطق بدءاً من نهاية تشرين الثاني. يمثل هذا تطوراً مشؤوماً، فبرامج جامعة ميرلاند الخارجية تتوزع تبعاً لتوزع وانتشار الجيش الأمريكي في العالم. وبالتالي، فإن الأوضاع الطارئة المتعلقة بإمكانية احتلال عدة بلدان شرق أوسطية أخرى –سوريا وإيران- لم تعد أمراً خاضعاً لمنطق "التوقع" وإنما قد تم البدء فعلاً بخطوات عملية في هذا الاتجاه".
وطلب صاحب الرسالة –الأستاذ بجامعة ميرلاند، القسم العسكري- من أصحاب الشأن في مجالات الصحافة والإعلام الاهتمام بمضمون رسالته.
* أبرز ردود الأفعال حول الرسالة:
تناقلت العديد من الصحف الأمريكية المناهضة للحرب الرسالة، ومن أبرز التعليقات ما ورد في مقال الكاتب الأمريكي جاستن رايموند، رئيس تحرير صحيفة «آنتي وار» الإلكترونية الأمريكية، تحت عنوان "حروب نتحسب لها: عام 2008م سوف يجلب لنا محصولاً وافراً من الأزمات".
يقول جاستن رايموند: "ونحن نقترب من السنة الجديدة، فإن محصولاً طازجاً جديداً من الأزمات الخارجية يهدد بالانتعاش الوافر، مثل نبات الفطر بعد المطر، وبالنسبة لتطلعات السلام على الأرض فإنها تبدو أكثر تفاؤلاً مما مضى".
وفي الفقرة الخاصة بسوريا، أشار رايموند إلى النقاط الآتية:
• تمثل سوريا منطقة الاستهداف الإسرائيلي الأساسية.
• لا يتملك الإسرائيليون القدرة على استهداف سوريا، ولذلك يريدون دفع الإدارة الأمريكية لتقوم بذلك نيابة عنهم.
• توجهات البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية المعادية لسوريا هي توجهات يقف وراءها اليهود الأمريكيون وصقور اليمين المسيحي – الصهيوني، وجميعهم يقف وراءهم اللوبي الإسرائيلي الذي تقف وراءه إسرائيل.
عموماً، المسارات المزدوجة في السياسة الخارجية الأمريكية لم تعد سراً، خاصة وأن المصداقية القائمة على أساس اعتبارات نسق القيم الأخلاقية السياسية هي أمر لا وجود له في السياسة الخارجية الأمريكية، وبالتالي فإن "متغير المصلحة" ليس هو المتغير الوحيد الذي يقوم بتوجيه عملية صنع واتخاذ وتنفيذ قرار السياسة الخارجية الأمريكية، وبعد صعود جماعة المحافظين الجدد، باعتبارها تمثل الواجهة المعلنة لجماعة أخرى هي اليهود الأمريكيين، أصبح متغير المصلحة يتسم بالطابع الثنائي المزدوج، وتحول إلى متغير "المصلحة والقوة" والذي تبين أنه متغير يعكس (بخلاف ما هو واضح من التسمية) ليس استخدام القوة في تحقيق المصلحة، وإنما استخدام المصلحة من أجل المصلحة، واستخدام القوة من أجل القوة. بكلمات أخرى، المصلحة الأولى بمعنى "الفائدة"، أما المصلحة الثانية فهي بمعنى "المزايا". والقوة الأولى بمعنى القوة العسكرية، والقوة الثانية تعني الهيمنة والنفوذ.
وعلى خلفية هذا التفسير يبدو واضحاً أن نموذج السياسة الخارجية الأمريكية المثالية، سوف يظل هو النموذج الأساس الذي سوف يركز القائمون على القرار السياسي الخارجي للولايات المتحدة عليه باستمرار (إزاء سوريا ولبنان وفلسطين والأردن) والتسويق له، فالمسؤولون الأمريكيون الذين يطالبون سوريا بتقديم المساعدات للولايات المتحدة من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار في لبنان والعراق، هم نفس المسؤولين الذين يقومون بإعداد وتمهيد المسرح لاستهداف سوريا، متى ما نجحت أمريكا في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد