اجتماع وزراء البيئة العرب بين دخان السجائر والخلافات اللغوية
لعله الاجتماع البيئي الوحيد في العالم الذي كاد يختفي فيه الحضور وسط غمامات الدخان الكثيف. فبينما انشغل بعضهم بمتابعة كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن ضرورة العمل العربي المشترك في مجال البيئة، كان عدد من وزراء البيئة العرب ومن يمثلون بلدانهم يدخنون بشراهة.
الوزراء وكبار المسؤولين العرب من المدخنين من المشاركين في اجتماعات مجلس وزراء البيئة العرب الذي بدأ أعماله أمس في مقر الجامعة العربية في القاهرة ضربوا عرض الحائط بكل ما يجري في بلدانهم من جهود لسن قوانين تحظر التدخين في الأماكن المغلقة وتحفظ حقوق غير المدخنين، وغيرها من السياسات والإجراءات التي تشكل جزءاً من برامج وزاراتهم، ولم تزعزع كاميرات التلفزيون المنتشرة في القاعة سجائرهم المتراوحة بين السيجار الكوبي المنتفخ والسجائر العادية قيد أنملة.
وتصور الحاضرون أن تدخين حماة البيئة العرب في القاعة هو المعضلة الوحيدة في فعاليات الاجتماع، إلا أن معضلة أكبر نشبت حين بدأ العالم المصري الدكتور محمد العشري رئيس مجلس إدارة مرفق البيئة العالمي في عرض تقرير التنمية البشرية للعام 2007 - 2008، فقد قال العشري إنه مضطر للتحدث بالإنكليزية مع عرض المعلومات على شاشة الكومبيوتر بالعربية، وما أن بدأ يتحدث حتى علت أصوات عدد من الوزراء والمسؤولين مطالبة اياه بالتحدث بالعربية. ما سبب له إرباكاً شديداً. وساد القاعة هرج ومرج، بين مطالب بأن يكمل العشري تقديمه بالإنكليزية، ومؤكد ضرورة التحول إلى العربية، ومقترح إلغاء التقديم برمته على أساس أن التقرير سيكون متاحاً للجميع.
واستكمل العشري حديثه بالعربية مفجراً عدداً من المفاجآت غير السارة عربياً، فإضافة إلى الخطر البيئي المقبل ضمن تغير المناخ العالمي والذي ستطاول آثاره شتى أنحاء المعمورة، هناك عدد من البؤر العربية التي تحتاج إلى تدخل سريع. فزيادة درجات الحرارة في لبنان بنحو 1.2 درجة مئوية سيؤدي إلى تقليل كميات المياه المتاحة بنحو 15 في المئة. وفي سورية، ستؤدي الدرجة المئوية التي زادت على درجات الحرارة إلى تدهور بنسبة 50 في المئة في نسبة إتاحة المياه المتجددة مع قدوم عام 2025. أما دلتا مصر فمهددة بالغرق وتهجير ما لا يقل عن ستة ملايين شخص بسبب ارتفاع منسوب البحر بنحو متر. يشار إلى أن شعار يوم البيئة العربي لعام 2008 سيكون «المناخ يتغير ... فلنستعد»، إلا أنه لم يتم بعد تحديد ما إذا كانت فعاليات هذا اليوم المهم ستكون خالية من التدخين أم تكللها سحب الدخان.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد