عائلة "ساويرس" تعوض مصر عن نفط الخليج وتنافس أغنى أغنيائه
ربما لا يوجد في مصر "الـبترودولار" الذي تستخدمه دول عربية أخرى لشراء شركات أجنبية، ولكن لديها عائلة "ساويرس".
وكانت أهم أسرة في مجال الأعمال في مصر قد حققت وجودا في الشرق الأوسط وفي الأسواق القريبة الناشئة وأسست عددا من الشركات الكبرى ذات مصالح في كل شيء من الاتصالات إلى المقاولات والتطوير السياحي.
وتقول جريدة "الشرق الأوسط" في تحقيق عن العائلة نشرته الجمعة 14-12-2007 "إنه في الآونة الأخيرة دخلت في طريق آخر وهو الانضمام إلى عدد من المستثمرين في الشرق الأوسط الذين يحصلون على أنصبة في شركات غربية كبرى.
ففي الأسبوع الماضي اقتحم نصيف ساويرس الابن الأصغر لأنسي ساويرس من بين أولاده الثلاثة، السوق الفرنسية -وهي واحدة من أصعب الأسواق يمكن اقتحامها على الأجانب- بالموافقة على بيع شركة الأسمنت التابعة لـ"أوراسكوم" إلى شركة لافارجي الفرنسية في عقد قيمته 12.95 مليار دولار، وفي إطار هذا العقد ستحصل الشركة على مقعدين في مجلس الإدارة و11.4% من أسهم الشركة الفرنسية.
وتجدر الإشارة إلى أن للشركة مصالح في قطاعي الاتصالات الإيطالي واليوناني. فشقيق ناصف الأكبر نجيب وهو أكثر أبناء الأسرة شهرة يدير "أوراسكوم للاتصالات"، وهي أكبر شركة اتصالات في الشرق الأوسط وإفريقيا من حيث عدد العملاء.
وقد شيد الشركة بتأسيس نشاطات في مناطق خطرة وأسواق ذات نسبة نمو عالية مثل الجزائر والعراق؛ حيث لا تجرؤ إلا قلة قليلة من الشركات الغربية على دخولها. وقبل عامين دخل سوقا صعبة آخر على الأجانب؛ حيث حصل على شركة الاتصالات الهاتفية الإيطالية "ويند تليكوميونيكاشن"، وأعاد تنظيم الإدارة هناك، وخفض التكلفة وحول الشركة الخاسرة إلى شركة رابحة، كما حول الشركة من لاعب إقليمي إلى لاعب عالمي.
يذكر أن توسعات أسرة ساويرس هي حقبة أخرى في اليقظة الاقتصادية في العالم العربي، فارتفاع مداخيل النفط وتحرير الاقتصاد والرغبة الجديدة في الاستثمار في مناطق قريبة تساعد على نمو لم يسبق له مثيل في المنطقة، وفي الوقت نفسه فإن الحكومات المحلية والمستثمرين يزيدون من وضع المنطقة في الخريطة الاقتصادية العالمية وهم يحصلون على ودائع في الغرب، فعقد "لافارجي" هو أكبر عملية في الشرق الأوسط تصبح فيها شركة في المنطقة هدفا طبقا لمكتب متابعة شراء الشركات "ديلوجيك".
وتقدر ثروة الأسرة بحوالي 20 مليار دولار؛ مما يجعلها أغنى أسرة في مصر طبقا لقائمة مجلة "فوربس" الأمريكية.
وقد أسس الشركة أنسي ساويرس في الخمسينيات، وبدأت مجموعة "أوراسكوم" نشاطها في مجال المقاولات في مصر، وعندما تم تأميم الشركة في أوائل الستينيات انتقل ساويرس إلى ليبيا، وبعدها بسنوات عاد إلى مصر في إطار نشاط حكومة أكثر تشجيعا للأعمال.
ويدير نشاطات الشركات الثلاث الرئيسة الأشقاء الثلاثة، ويجري نجيب ساويرس رئيس "أوراسكوم للاتصالات" في الوقت الراهن محادثات مع عدد من شركات الاستثمارات الخاصة للحصول على نسبة في مؤسسة "ويذر إنفستمنت"، وهي شركة الاستثمارات الخاصة به في مجال الاتصالات، وتملك الشركة 51% من "أوراسكوم للاتصالات"، بالإضافة إلى نسبة قابضة في "ويند تليكوميونيكاشن" وشركة للاتصلات في اليونان.
ويرأس نصيف ساويرس "أوراسكوم للمقاولات"، وهي الشركة المالكة لـ"أوراسكوم للأسمنت"، التي وافقت الأسرة على بيعها إلى "لافارجي"، بينما يدير سميح شركة للفنادق وتطوير المطاعم، أما ساويرس الأب فهو عضو في الشركات الثلاث.
ويقول الأشقاء "إنهم يديرون أعمالهم بطريقة منفصلة ولديهم أساليب مختلفة في الإدارة، ولكنهم يتبادلون تقييم المخاطر مع بعضهم البعض، ويتشاركون في خبراتهم في إدارة مجموعة من أصعب الأسواق".
وقال نصيف "عندما يواجه واحد منا تجربة جيدة نشاركها"، فقد استثمر نصيف على سبيل المثال 115 مليون دولار في كوريا الشمالية هذا العام.
وقد تأسست "أوراسكوم للاتصالات" في عام 1997، وهي تعتبر جوهرة الأسرة، ويوجد بها 65 مليون مشترك في الهواتف الجوالة، وهو ما يقرب من عدد المشتركين في "إيه تي أند تي" الأمريكية التي لديها أكبر عدد من المشتركين في الولايات المتحدة. وتبقى الأسرة متماسكة، ويقول نجيب إنه تأثر كثيرا بوالده.
وقال في مقابلة في مكتبه في الطابق السادس والعشرين من عمارة مطلة على النيل وخلفه صورة لأنسي "كنت أريد دائما أن أصبح مثله". وأسست "أوراسكوم للاتصالات" عملها بالحصول على قروض للتوسع في عدد من الأسواق. وأقامت الشركة عدة شبكات بسرعة وتحملت تكلفة كبيرة لتغطية مناطق واسعة والحصول على الزبائن في وقت مبكر. ويعرف عن نجيب مراقبته لأسعار المتنافسين عن قرب وكثيرا ما يمثلها أو يقدم أسعارا أقل منها.
وقال إيان غراي رئيس فودافون مصر "هو منافس قوي". وتصل قيمة الشركة إلى 16.5 مليار دولار وعائدات تصل إلى 4.4 مليار دولار وأرباح تصل إلى 719 مليون دولار في عام 2006. وتملك الأسرة 55% من أسهمها معظمها مملوك لنجيب. أما الباقي فمطروح في الأسواق.
وواحد من أنجح أعمال الشركة كان في الجزائر. فقد تفوقت "أوراسكوم" بعرضها على شركة "فرانس تليكوم"، ودفع أعلى سعر للحصول على رخصة هاتف جوال.
وقال الرئيس التنفيذي إنه الوضع الديموغرافي؛ حيث يصل عدد سكان إلى 30 مليونا ولكن يوجد بها 200 ألف هاتف جوال فقط، وشركة للاتصالات حكومية. وحققت المغامرة نجاحا 12 مليون مشترك في الهاتف الجوال.
إضافة تعليق جديد