دعوة للتضامن مع اليهودية العربية «طالي فحيمة»
الجمل: سمع جميع يهود العالم وأنصار المسيحية الصهيونية باسم «تالي فهيمة» الإسرائيلية ذات الأصل اليهودي الجزائري وصبوا جام غضبهم عليها بسبب وقوفها إلى جانب الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، ولكن من سخرية القدر الذي أبى إلا أن يمد لسانه للعرب، الذين لم يسمعوا بشيء اسمه طالي فحيمة، والأسباب متعددة أبرزها وأبسطها أن الإعلام الفلسطيني "المناضل" لم يقم بنقل أخبار معاناة من كابدت وعانت وقوفاً إلى جانب الفلسطينيين، فهل حدث الأمر سهواً أم أنه حدث عمداً تفادياً لتسبيب الإحراجات للسلطة الفلسطينية خشية أن تقوم بقطع المعونات ومنح صناديق الدعم!!
* من هي طالي فحيمة؟
تقول المعلومات بأنها إسرائيلية ذات أصل جزائري ولدت عام 1976م، وقد تم تقديمها بواسطة السلطات الإسرائيلية إلى المحاكمة بسبب اتصالاتها وروابطها مع الفلسطيني زكريا الزبيدي رئيس فرع جنين التابع لألوية كتائب الأقصى. ترعرعت تالي مع أسرتها في منطقة «كريات غات» الواقعة جنوب إسرائيل، وحتى العام 2003م كانت ناشطة في صفوف أنصار حزب الليكود الإسرائيلي، حين لفت نظرها آنذاك المقابلة التي أعلن فيها الفلسطيني زكريا الزبيدي تحوله من حركة ناشطي السلام إلى مقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم. وقد استطاعت الحصول على رقم تليفون زكريا وتحدثت إليه عدة مرات، وعندما علمت بأن الإسرائيليين قد وضعوا اسمه على قائمة الاغتيالات المستهدفة قررت السفر إلى جنين والبقاء في منزله للقيام بمهمة "الدرع البشري". وتجدر الإشارة إلى أن طالي فحيمة وزكريا الزبيدي قد أنكرا بشدة وجود أي "علاقة خاصة" بينهما. شاركت تالي بنشاط في برنامج رعاية الأطفال الفلسطينيين بجنين والذي تم نقل وقائعه وفعالياته ضمن الفيلم الوثائقي الذي حما عنوان «أطفال أرنا»، وكان يشاركها في ذلك زكريا الزبيدي قبل اعتقال الإسرائيليين له ووضعه في السجن. لم تنكر تالي مقابلتها للزبيدي عدة مرات، ولكنها أنكرت اشتراكها في أي أنشطة مسلحة.
وفي 23 كانون الأول 2005م، أدانتها المحكمة الإسرائيلية وتم وضعها في السجن حتى تم إطلاق سراحها في كانون الثاني 2007م. وحتى الآن تحظر السلطات الإسرائيلية سفر تالي فهيمة إلى الخارج أو الاتصال بأي أطراف غربية أو دخول الأراضي الفلسطينية، وهي نفس القيود التي سبق أن فرضتها إسرائيل على مردخاي فغنونو بعد إطلاق سراحه من السجن.
* ردود الأفعال العالمية إزاء طالي فحيمة:
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية بتاريخ 12 آب 2005م تقريراً حمل عنوان «المحاربة الوحيدة» تطرق المقال إلى مختل الأوصاف والـ"تنميطات" التي ترافقت مع عملية العنف الرمزي الذي مارسه الإسرائيليون ويهود العالم ضد طالي فحيمة. قال التقرير بأن فحيمة لا يمكن ومن غير المقبول أن ينال الإسرائيليون واليهود منها بهذه الطريقة فقد سبق أن صوتت لشارون في الانتخابات لعدة مرات إضافة إلى أنها أكملت خدمتها العسكرية في الجيش الإسرائيلي. ثم أبدت الغارديان انزعاجها الكبير إزاء قيام السلطات الإسرائيلية بتوجيه تهمة تقديم المساعدات للعدو في وقت الحرب ودعم منظمة إرهابية وتقديم المعلومات للعدو وإجراء الاتصالات مع العدو الأجنبي وحيازة أسلحة غير قانونية، وعلّق محاميها الإسرائيلي سمادارين ناتان بأن تالي أصبحت هدفاً سهلاً للسلطات الإسرائيلية ليس لأنها مؤيدة للفلسطينيين وحسب بل ولأنها كان من غير المتوقع أن تكون ناشطة من أجل السلام ودعم الفلسطينيين على خلفية انتمائها الليكودي السابق والداعم لسياسات شارون.
سمعنا الكثير من الشعر الفلسطيني والعربي، ورأينا الكثير من اللوحات والجداريات، وسمعنا الكثير من الأناشيد والأغاني، ولكن حتى الآن لم نسمع قصيدة واحدة فلسطينية تؤكد لطالي فحيمة بأننا حاضرون معها وعي في غياهب السجون الإسرائيلية مثلها مثل كل الفلسطينيين الشرفاء.
* خلفيات تالي فهيمة:
تقول طالي بأن الإسرائيليين قد وطنوا أسرتها اليهودية في «كريات غات» وتحديداً في بيوت الفلسطينيين الذين طردتهم السلطات الإسرائيلية منها، وتقول بأنها كانت في الماضي تخجل من سماع جدتها اليهودية القادمة من الجزائر وهي تتحدث باللغة العربية وتسمع الموسيقى العربية وتردد الأغاني العربية، وذلك لأنها كانت ترغب في أن تصبح إسرائيلية على الطراز الأشكينازي الغربي (الأمريكي – الأوروبي)، ولكنها لاحقاً عندما كبرت أصبحت تخجل من حقيقة أنها تعيش على ظلم الفلسطينيين.
* لماذا عجزنا عن فهم ظاهرة طالي فحيمة:
يقول الكاتب زياد منى في صحيفة «الأخبار» اللبنانية، نقلاً عن باحثة أمريكية صديقة للفلسطينيين سوف تصدر قريباً كتاباً عن نضال المرأة الفلسطينية: "... كلما ظننا أن أصدقاءنا الفلسطينيين قد وصلوا في انحدارهم أخيراً إلى القاع، اكتشفنا، ويا للأسف، لأنه لا قاع لهم.." ويضيف زياد منى: "... في الحقيقة سادت طرفة في الحركة الوطنية اللبنانية مطلع السبعينات تقول بأن الثورة الفلسطينية تعلمت من ثورات العالم جميعها وأخذت بإنجازاتها، فأخذت من لينين أناقته وطريقته في لبس ربطة العنق، ومن الثورة البلشفية صلح «بريست ليتوفيسك»، ومن الثورة الصينية التحالف مع «الكومنتانغ»، ومن الثورة الفيتنامية محادثات باريس، ومن الثورة الكوبية عدم وجود تنظيم، ومن الثورة الجزائرية التصفيات الداخلية"، ومن الصعب العثور على أي خطأ سياسي أو عسكري أو تنظيمي أو أخلاقي حدث في ثورة من ثورات العالم لم تأخذه الثورة الفلسطينية.
ولا نريد الحديث عن الفساد وفقط نتمنى أن نرى أو نسمع أو نشاهد موقفاً إيجابياً –فلسطينياً أو عربياً- يحفظ ماء وجهنا ليس أمام طالي فحيمة وإنما أمام العالم الذي أدهشته مهارتنا في قهر أنفسنا.
موقع طالي فحيمة على الإنترنيت: للتضامن معها
http://www.freetalifahima.org/eng.php?lang=en
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد