الفيتو الأمريكي يستبيح دماء الفلسطينيين
منعت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي من تبنّي مشروع قرار يدين المجازر التي ترتكبها قوّات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ويدعو إلى «وقف فوري لكلّ أعمال العنف بما في ذلك الهجمات العسكرية»، ويحثّ إسرائيل على «فتح المعابر الحدودية للقطاع فوراً».
وبدلاً من أن تأتي الجلسة المسائيّة الطارئة أوّل من أمس، لتقدّم أيّ مساندة فعليّة للضحايا، أثارت كلمة الأمين العام بان كي مون، جدلاً كبيراً، إذ تضمّنت تنديداً بالجانب الفلسطيني، وصف خلاله إطلاق الصواريخ بأنّه عمل «إرهابي» يجلب الويلات على الفلسطينيين. وقال بان، في كلمته التي أُعدّت من جانب مساعديه، «أدين الهجمات الصاروخيّة الفلسطينيّة، وأنادي بالوقف الفوري لأعمال الإرهاب هذه التي لا تخدم هدفاً». ورغم إدانته «الرد الإسرائيلي غير المتناسب والاستخدام المفرط للقوّة»، اكتفى بمطالبة إسرائيل باحترام القوانين الدولية. وتحدّث بان عن تهريب صواريخ إلى غزة إبّان فتح الحدود مع مصر عند معبر رفح، فأثار موقفه حفيظة المندوب المصري، ماجد عبد الفتاح، الذي سارع إلى انتقاده علناً قائلا إنّه «يجب على الأمين العام (بان) أن يتيقّن من المزاعم التي لم تثبت فعلياً، كما رفضتها مصر. فمن الناحية الفنيّة لا يمكن تهريب صواريخ بطول أمتار عديدة من دون ضبطها»، مشيراً إلى أنّه «سيكون لمصر موقف متابع للقضية» مع بان.
ورفض المندوب الفلسطيني، رياض منصور، وصف إطلاق الصواريخ بأنّه عمل إرهابي، وقال إنّه «لا يمثّل موقف السلطة الفلسطينية». فيما انتقد زميله السوري بشار الجعفري موقف بان، وقال، إنّه «يخالف ميثاق الأمم المتحدة»، متّهماً بان بأنّه خاضع لـ«الانحياز السافر» للجانب الإسرائيلي.
وردّ نائب المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، دانيال كارمون، على دعوات التهدئة، وحمّل «حماس»، المسؤولية عن كلّ ما يحدث فى القطاع والمنطقة، مطالباً «بضرورة مواجهتها» من أجل أن تكف عن «الأعمال الإرهابية». كما حمّل سوريا وإيران المسؤولية عما تقوم به الحركة الإسلاميّة من خلال الدعم لها ولـ«منظمات إرهابيّة أخرى».
وتوقّعت مصادر دبلوماسيّة في نيويورك، تحدّثت، أن يقوم مجلس الأمن بمداولات جديدة اليوم في شأن مشروع القرار الذي تقدمّت به ليبيا، بعدما اكتفى بقيام مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، بقراءة ملخّص شفهي لما جرى من مداولات، قال فيه إنّ «مجلس الأمن يدين التصعيد في العنف. وقد أصرّ المندوب الأميركي، زلماي خليل زاد، على أن يتضمّن مشروع البيان الإشارة إلى إطلاق الصواريخ من غزة بوصفها «أعمالاً إرهابيّة» في مقابل موافقته على تضمين البيان التعبير عن «القلق العميق لاستخدام إسرائيل المفرط للقوّة».
وأكّد بعد ذلك، في حديث، أنّه لن يمرّر أيّ قرار أو بيان في مجلس الأمن في شأن غزّة حتى يقرّ المجلس القرار المتعلّق بتشديد العقوبات على إيران.
وفي واشنطن، طالب البيت الأبيض أمس، بـ«إنهاء العنف (في غزة) ومعاودة المفاوضات». وقال المتحدّث باسمه، غوردن جوندرو، إنّ «الولايات المتحدة تأسف للخسائر البشريّة الإسرائيليّة والفلسطينيّة، وتوجّه نداءً لوقف العنف وكلّ الأعمال الإرهابية التي تطاول مدنيّين أبرياء». إلّا أنّه «ميّز بوضوح» بين إطلاق الصواريخ الفلسطينيّة وردّ الفعل الإسرائيلي «دفاعاً عن النفس».
في هذا الوقت، أعربت وزارة الخارجيّة الروسيّة عن «إدانتها القاطعة للهجمات الصاروخية على المناطق الإسرائيلية»، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنّها لن تقبل بأن «تسقط القذائف والقنابل على رؤوس النساء والأطفال (الفلسطينيين) المسالمين تحت ذريعة محاربة أعمال الإرهاب تلك».
نزار عبود- محمد سعيد
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد