الصدر يهدد والمالكي يهادن والمظاهرة المليونية ستنتقل إلى بغداد

أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، قوات الأمن بالكف عن اعتقال أفراد ميليشيا «جيش المهدي» إذا سلّموا أسلحتهم، في محاولة على ما يبدو لتهدئة التوتر مع السيد مقتدى الصدر الذي نقل المسيرة «المليونية» الأربعاء المقبل من النجف إلى بغداد.
وقال المالكي، في بيان، إنه «أمر، لأجل إفساح المجال وإعطاء فرصة للنادمين الراغبين بإلقاء السلاح، بوقف الملاحقات والمداهمات في جميع المناطق، ويحاسب من يعود إلى حمله، ومنح الأمان لمن يلقي السلاح من المشاركين في أعمال العنف التي حدثت مؤخرا»، والتعويض عن القتلى والممتلكات.
ويأتي بيان المالكي غداة التهديد الضمني الذي أطلقه الصدر بالرد على حملة الملاحقات ضد أنصاره، التي استمرت على الرغم من الإعلان عن توقف المعارك في البصرة وغيرها.
ولمناسبة الذكرى الخامسة لسقوط بغداد، قال المتحدث باسم مكتب الصدر في النجف الشيخ صلاح العبيدي «لقد تم تغيير مكان التظاهرة (المليونية)، فبدل أن تكون في النجف الأشرف ستكون في بغداد». وأوضح أن «هناك جملة من الأسباب التي أدت إلى اتخاذ مثل هذا القرار، لان تأثير بغداد أقوى باعتبارها العاصمة، ولان المسيرة في بغداد يمكن أن تضم مختلف أطياف الشعب العراقي، وهذا ما نطمح إليه».
وكان الصدر دعا الى هذه المسيرة للتعبير عن رفض العراقيين لـ»الاحتلال الظالم وعدو الشعوب والإنسانية».
واعتصم الآلاف من أتباع الصدر في مدينة الصدر وحي الشعلة المحاصرين والكاظمية والبصرة، مطالبين برفع الإجراءات الأمنية المشددة عن مناطقهم والإفراج عن المعتقلين وخروج قوات الاحتلال الأميركي.
وأكد محسن الحكيم، الذي يرأس والده عبد العزيز الحكيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، لوكالة «مهر» الإيرانية، أن طهران ساهمت في إنهاء القتال في البصرة وبغداد ومناطق جنوبية أخرى، موضحاً أن وفداً عراقياً يرأسه نائب بارز في البرلمان أجرى محادثات مع المسؤولين الإيرانيين خلال زيارة لطهران قبل حوالى الأسبوع.
وأعطى تقييم جديد أجرته الاستخبارات الوطنية الأميركية حول الوضع في العراق صورة أكثر إيجابية للظروف على الأرض من التقارير السابقة. وأوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» أن التقرير رفع إلى عدد محدود من البرلمانيين، قبل أيام على الشهادة التي سيدلي بها أمام الكونغرس قائد قوات الاحتلال في العراق الجنرال ديفـــيد بتراوس والسفير الأمــيركي في بغداد رايان كروكر.
ونقلــت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى أن التقييم الجديد أظهر تحسناً أمنياً كبيراً، وتقدماً نحو حل الانقسامات الطائفية، لكنه يشير إلى أن الأمن ما زال هشاً وأن الجماعات المتشددة قادرة على شن هجمات كبيرة. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية «أكد أحدث تقييم للاستخبارات الأميركية أن استراتيجية إرسال قوات إضافية التي أعلنها الرئيس (جورج بوش) في كانون الثاني من العام الماضي، قد نجحت».
وكشف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ديفيد شيرر، خلال مؤتمر صحافي في عمان، أن المعارك بين القوات الحكومية و»جيش المهدي» أوقعت أكثر من 700 قتيل، وأكثر من 1500 جريح، غالبيتهم من المدنيين.
ميدانياً، واصلت الطائرات الحربية الأميركية غاراتها على البصرة على الرغم من الإعلان عن توقف الاشتباكات الأحد الماضي. وأشار الاحتلال إلى مقتل «متمردين» في الغارة خلال اشتباك مع القوات العراقية الخاصة في منطقة الحيانية، إلا أن شهود عيان تحدثوا عن مقتل خمسة مدنيين.

المصدر: وكالات