المناورات العسكرية الإسرائيلية: الطبيعة والأفاق
الجمل: بدأت إسرائيل اليوم المناورة العسكرية الأكبر في تاريخها، وبرغم التصريحات الإسرائيلية التي هدفت إلى تهدئة ردود الأفعال وإلى دفع الرأي العام الشرق أوسطي والعالمي لإدراك أن هذه المناورات لا تستهدف أي جهة أخرى، فإن الشكوك الإقليمية والدولية حول حقيقة النوايا الإسرائيلية ما زالت متزايدة.
* التسريبات حول المناورة العسكرية الإسرائيلية:
تحمل التدريبات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة الاسم الكودي «نقطة تحول - 2»، وسوف تبدأ اليوم وتستمر لمدة خمسة أيام.
ستشمل التدريبات العسكرية على عدة تمرينات، منها تمثيل سيناريو الهجوم الصاروخي ضد المدن والمناطق المأهولة بالسكان. وستعمل فرق الإنقاذ على تمثيل عمليات إجلاء السكان من المناطق التي تعرضت للضربات الافتراضية. بما في ذلك الذين تعرضوا لخطر الأسلحة البيولوجية والكيماوية، وستقوم المستشفيات بتمثيل عمليات إسعاف ومعالجة المتضررين.
خلال التدريبات، سيقوم مجلس الوزراء الإسرائيلي (الأمني) المصغر بتمثيل عقد الاجتماعات طوال فترات التدريبات، من أجل اختبار مدى فعالية وكفاءة عملية صنع واتخاذ القرار في مواجهة الأوضاع الحقيقية التي قد تنشأ مستقبلاً.
وبرغم تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت القائلة بأن التدريبات العسكرية الجارية حالياً لا تستهدف أي شيء أو مواجهة جديدة، فإن وزير الدفاع باراك صرح مساء أول من أمس السبت قائلاً بأن القيادة العسكرية الإسرائيلية الشمالية المتركزة في منطقة المواجهة مع سوريا ولبنان هي القيادة العسكرية الفائقة الأهمية والحساسية حالياً بالنسبة لإسرائيل، ونقل راديو الجيش الإسرائيلي تصريحاً لإيهود باراك قال فيه بأنه، في الوقت الحالي، فإن استعداد وجاهزية الجبهة الداخلية الإسرائيلية تمثل مكوناً هاماً لإحراز النصر العسكري.
* تقرير موقع ستراتفورد الاستخباري الإلكتروني حول المناورات الإسرائيلية:
نشر موقع ستراتفورد الاستخباري الإلكتروني تقريراً حول المناورات العسكرية اليوم وقد أشار التقرير إلى النقاط الآتية:
• بدأت المناورات العسكرية الكبيرة اليوم وستستمر لخمسة أيام، وتم تصميم جدول أعمال المناورات بحيث يتم تمثيل الضربات الجوية والصاروخية غير التقليدية المفترضة ضد إسرائيل.
• الضربات الجوية والصاروخية المفترضة ضد إسرائيل تفترض تعرضها لخطر الرؤوس الحربية غير التقليدية البيولوجية والكيماوية والنووية.
• هدف التمثيل اختبار وفحص وتدقيق قدرة إسرائيل على حماية السكان والإبقاء على استمرارية الحكومة وعمليات صنع واتخاذ القرارات العسكرية والأمنية في حالة التعرض للهجوم المفترض.
• شدد الإسرائيليون على أن المناورات والتدريبات لا تهدف إلى رفع التوتر في المنطقة، وليست غطاء لهجوم ضد سوريا أو لبنان.
• الاسم الكودي للمناورات الإسرائيلية الحالية هو «نقطة تحول - 2»، والاسم الكودي السابق «نقطة تحول - 1» كان لمناورات صغيرة تم القيام بها نهاية العام الماضي.
• الاسم الكودي للمناورات الحالية يهدف إلى نقل رسالة إلى الرأي العام الإسرائيلي من جهة وإلى خصوم إسرائيل في المنطقة (سوريا، إيران، حزب الله، حركة حماس) من جهة أخرى.
• محتوى ومضمون الرسالة التي يهدف إلى نقلها عن طريق الاسم الكودي:
* الدلالة التي سبق أن استخدم فيها ونستون تشرشل هذا الاسم الكودي في نهاية الحرب العالمية الثانية للإشارة إلى اتساع نطاق الحرب وانزلاقها من جبهة إلى أخرى.
* إن إسرائيل أصبحت أمام لحظة حاسمة وهي مطالبة بالعمل في ثلاثة صراعات: الأولى مع حماس الفلسطينية، الثانية مع حزب الله اللبناني، والثالثة مع إيران.
• يضع الإسرائيليون في ذهنهم إمكانية حدوث الصراعات بشكل متزامن:
* العمل العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة ووادي البقاع يمكن أن يشكل نقطة تحول استراتيجي إسرائيلي.
* كل واحدة من الصراعات المحتملة يمكن أن تؤدي إلى هجمات صاروخية غير تقليدية.
• إن كل عملية عسكرية يمكن اعتبارها نقطة تحول في الصراع الإقليمي من الممكن أن تتضمن سيناريو دفاعي ضد الهجمات الصاروخية الكبيرة الحجم والواسعة النطاق ضد إسرائيل وبواسطة الأسلحة التي تم نشرها في لبنان، ومن الممكن أن تكون قد نشرت في سوريا.
• إسرائيل تقوم بالتدريبات اللازمة وتنفيذ سيناريوهات الحرب الدفاعية تحت الظروف والأوضاع المجهولة.
* المناورات «نقطة تحول - 2»: الطبيعة والآفاق:
تعتبر المناورات العسكرية من العلوم الأساسية في مجال الفن العسكري، وهناك العديد من النظريات والأطروحات الخاصة بعلم المناورات:
• على أساس اعتبارات المكان يمكن اعتبار هذه المناورات متعلقة بالتطورات العسكرية التي يتوقع الإسرائيليون حدوثها على الجبهتين السورية واللبنانية لأن مسرح المناورات الحالية يقع في منطقة شمال إسرائيل المجاورة لسوريا ولبنان.
• على أساس اعتبارات الإستراتيجية المعلنة يمكن القول بأن هذه المناورات تتميز بالطابع الدفاعي، أما على أساس اعتبارات الإستراتيجية المعلنة فمن الممكن القول أنها مناورات هجومية الطابع لجهة مضمون الإشارة الرمزية التي يطرحها الاسم الكودي للمناورات والذي حمل عنوان «نقطة تحول - 2» وأيضاً لجهة النوايا العسكرية العدوانية الإسرائيلية القائمة على معطيات خبرة السلوك الأمني الإسرائيلي الذي ركز خلال الفترة الماضية على:
* التحرش بسوريا عسكرياً عن طريق الغارة الجوية الإسرائيلية، والتجاهل المتعمد لملف إعادة الجولان إلى سوريا.
* التحرش بحزب الله عن طريق الاستمرار في عمليات انتهاك الأجواء والمياه اللبنانية برغم وجود القوات الدولية.
* التحرش بحركة حماس عن طريق حصار قطاع غزة والعمليات العسكرية المتقطعة واستمرار الاغتيالات المستهدفة ضد الفلسطينيين.
• على أساس القدرات العسكرية يمكن القول بأن هدف هذه المناورات هو:
* تغطية انكشاف الحكومة الإسرائيلية إزاء المهددات والمخاطر وهو انكشاف أوضحه تقرير فينوغراد.
* إعادة الاعتبار والتماسك للحكومة الإسرائيلية الحالية.
* تضليل خصوم إسرائيل في المنطقة بإيهامهم بأن إسرائيل قادرة على مواجهة مخاطر الحرب الصاروخية حتى لو كانت مزودة بالرؤوس الحربية غي التقليدية.
• على أساس اعتبارات العلاقات المدنية الإسرائيلية يمكن القول بأن هذه المناورات تهدف إلى إعادة المصداقية إلى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وخلق شعور عام بأن الخطر الذي يواجه إسرائيل لا يفرق بين المدنيين والعسكريين.
• على أساس اعتبارات تفعيل الشعور العدواني الإسرائيلي تهدف المناورات إلى ردع الإسرائيليين المطالبين بالمفاوضات والسعي من أجل السلام في المنطقة، عن طريق وضعهم أمام الخيار العدواني باعتباره الأمر الواقع الضروري لاستمرار وبقاء دولة إسرائيل.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد