تسريبات حول جدول أعمال وزيرة الخارجية الإسرائيلية في الدوحة
الجمل: نقلت المعلومات والأخبار نبأ سفر وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني اليوم الأحد إلى العاصمة القطرية الدوحة وذلك ضمن زيارة رسمية تستغرق يومين، لمخاطبة افتتاح منتدى الدوحة للديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة.
* التسريبات الإسرائيلية حول جدول أعمال زيارة الوزيرة:
تقول صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بأن الوزيرة تسيبي ليفني ستلقي كلمة أمام المنتدى تطالب فيها البلدان العربية القيام بتقديم المساعدات لعملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية، عن طريق ترقية وتطوير التطبيع التدريجي للروابط مع إسرائيل إضافة إلى أشياء أخرى.
وستلتقي الوزيرة ليفني بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إضافة إلى وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وخلال اللقاءات مع كبار المسؤولين القطريين ستناقش ليفني ملف عملية السلام وملف البرنامج النووي الإيراني والروابط الدبلوماسية الإسرائيلية – القطرية. كذلك ستتحدث ليفني إلى قناة الجزيرة الفضائية التي تتهمها إسرائيل بالتحيز ضدها في نقل تقارير ومشاهد الصراع العربي – الإسرائيلي داخل وخارج الأراضي المحتلة.
وتقول المعلومات بأن وزراء خارجية الكويت والإمارات وعمان والبحرين سيكونون ضمن حضور ملتقى الدوحة الذي ستخاطبه ليفني. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ونبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني يتوقع حضورهم في مؤتمر منتدى الدوحة.
* العرب: ثنائية الاستهداف العسكري – الاستهداف الدبلوماسي:
الإدراك الإسرائيلي يتعامل على أساس اعتبارات التكامل والانسجام التام بين الأداء السلوكي العسكري الإسرائيلي والأداء الدبلوماسي الإسرائيلي. بكلمات أخرى، فإن البلدان العربية تواجه حالياً استهداف الاختراق العسكري والدبلوماسي الإسرائيلي. هدف الدبلوماسية الإسرائيلية التكتيكية الحالي يتضمن ما يلي:
• كسر العزلة الإسرائيلية في المنطقة، عن طريق إقامة العلاقات والروابط مع الدول العربية دون التقيد بأي مفاوضات أو اتفاقيات سلام.
• الاستفادة من تداعيات السيطرة والنفوذ الأمريكي على بعض الدول العربية وتوظيف قدرات هذه الدول بأكبر ما يمكن لمصلحة إسرائيل.
• الالتفاف على عملية السلام مع الفلسطينيين بحيث تضغط إسرائيل على الفلسطينيين للتنازل عن حقوقهم، وبشكل متزامن تضغط الدبلوماسية الإسرائيلية – الأمريكية على العرب من أجل الضغط على الفلسطينيين تحت مسمى "تقديم المساعدات لدعم عملية السلام".
• التركيز على بناء الروابط الاقتصادية والتجارية والنفطية والسياسية مع دول الخليج كخطوة أولى في الوقت الراهن.
• دفع الأطراف العربية الحليفة لأمريكا أو المرتبطة باتفاقيات سلام وعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل إلى العمل من أجل عزل سوريا وإيران وحزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية.
* الأبعاد غير المعلنة في الدبلوماسية الإسرائيلية: العامل السوري:
يدرك الإسرائيليون جيداً أن ملتقى الدوحة بحضور الوزيرة تسيبي ليفني وإلقاءها خطاباً فيه، هو تحصيل حاصل، لأن إسرائيل ليست بالبلد الذي يمثل رقماً هاماً في التجارة العالمية، لا في البيع ولا في الشراء، لأن الاقتصاد الإسرائيلي يقوم حصراً على المساعدات والإعانات الأوروبية والأمريكية.
تأتي تحركات الوزيرة الإسرائيلية على خلفية المفهوم الذي سبق أن أسس له حوار الزعيم الإسرائيلي شيمون بيريز مع خبير اللوبي الإسرائيلي ديفيد ماكوفيسكي ونشر محتواه الموقع الإلكتروني لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى تحت ورقة الرصد السياسي رقم 1231، والذي أكد فيها على الموقف الإسرائيلي الآتي:
• استحالة أن تتعايش إسرائيل مع وجود إيران النووية.
• عدم قبول الإسرائيليين لأي انسحاب أمريكي من العراق.
• عدم التفاوض مع سوريا.
• عدم تطبيق صيغة الأرض مقابل السلام.
• عدم تحديد حدود دولة إسرائيل.
• التفاهم مع العرب حصراً حول التطبيع الاقتصادي.
• عدم التفاهم مع العرب ككيان موحد إلا إذا صدر اعتراف عربي جماعي –بواسطة الجامعة العربية- بوجود إسرائيل.
تمثل سوريا الطرف الذي يتزعم ويقود ميدانياً وسياسياً البلدان والأطراف العربية والعمل العربي المشترك الذي يتمسك بالحقوق المشروعة والتسوية العادلة وعدم التفريط في مبدأ الأرض مقابل السلام ورد الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وبرغم أن الموقف السوري هو الموقف العربي الحقيقي الذي يتبناه الرأي العام العربي، فإن بعض الأنظمة العربية الحليفة لأمريكا أو تلك التي تورطت في مشروع الوجود العسكري والاستخباري الأمريكي المكثف، أو تلك التي تعتمد على المعونات الأمريكية أصبحت أكثر ليونة في تقديم التنازلات الدبلوماسية والسياسية لإسرائيل.
وعلى خلفية الوضع الميداني السائد حالياً في الشرق الأوسط، ظلت الدبلوماسية الإسرائيلية تمارس لعبة الاختراق والالتفاف على المعسكر العربي الذي تقوده سوريا.
وتقول التوقعات بأن الدبلوماسية الإسرائيلية برغم تحركاتها المكثفة، وبرغم الضغوط الأمريكية المتزايدة فإنها في نهاية الأمر لن تحصل على أي نتيجة إيجابية لأن معطيات الخبرة العملية قد أكدت بأنه حتى بالنسبة للدول العربية التي أقامت علاقات وروابط دبلوماسية مع إسرائيل فإن إسرائيل لم تستطيع إنجاز أي فائدة، ولا الحكومات العربية التي أقامت هذه الروابط لأن الرأي العام العربي ظل معارضاً بقوة لهذه الروابط طالما أن إسرائيل تتمسك بتوجهاتها العدوانية والتمادي بالإصرار على عدم رد الحقوق العربية المشروعة.
إن زيارة ليفني إلى البحرين لم تكن الأولى فقد سبقتها زيارات لها ولغيرها من المسؤولين الإسرائيليين بعضها كان معلناً وبعضها الآخر غير معلن، ولم تكن هذه الزيارات للبحرين وحدها بل امتدت إلى العديد من البلدان العربية الأخرى.
وبرغم ذلك، فإن زيارات المسؤولين الإسرائيليين للبلدان العربية ستتسبب في الوقت الحالي الكثير من المشاكل والسخط والمعارضة لحلفاء أمريكا وإسرائيل بما يغطي على المزايا التي يتوقعون أن تحصل عليها من زيارات الإسرائيليين.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد