تسيبي ليفني: على العرب الاقتداء بقطر
استغلت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني فرصة إلقاء كلمة أمام «منتدى الدوحة» السنوي مساء أمس لتعيد كتابة التاريخ بالطريقة التي تروق لها. وهكذا طالبت العرب «بالتخلي عن النظرة التي نفدت صلاحيتها، والقائلة بأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو سبب التطرف، والفهم أن قدرتنا على تسوية الصراع مرتبطة بقدرة المتطرفين على منعنا من تحقيق ذلك». وقالت «إننا، نحن المعتدلين في المنطقة، جميعنا أعضاء في المعسكر ذاته، نواجه التحديات نفسها التي يضعها أمامنا المتطرفون».
أبلغت ليفني المشاركين في «منتدى الدوحة» أن «التحدي الذي تواجهه المنطقة بأسرها»، هو «المواجهة الأكبر القائمة حاليا بين المعتدلين والمتطرفين». ورأت في خطابها أن سيطرة حركة حماس على قطاع غزة تشكل «العقبة التي تمنع قيام دولة فلسطينية».
واعتبرت ليفني أمام المنتدى أن مجرد وجود مفاوضات مع الفلسطينيين يشهد على استعداد إسرائيل للتوصل إلى السلام. وقالت إن «إسرائيل والقيادة الفلسطينية المعتدلة تعيشان في ذروة عملية تهدف إلى حل النزاع... وبناء عليه، من الواضح بشكل كاف الآن أن إسرائيل لا تشكل خطرا على استقرار المنطقة وسلامها. وبالقدر نفسه من الواضح ان الخطر يأتي من المتطرفين، الذين يرفضون الاعتراف بحقوقنا الديموقراطية». ورأت أن سيطرة حماس على غزة ليست مشكلة لإسرائيل بقدر ما هي مشكلة أمام السلام وأمام قيام الدولة الفلسطينية.
وشددت ليفني في خطابها على حق «الديموقراطيات» في الدفاع عن نفسها «وهذا يسري على لبنان وعلى السلطة الفلسطينية حيث تمت عرقلة المسار الديموقراطي. وفي الحالتين كان الاضطراب هو النتيجة».
وأوضحت ليفني أن مجرد حضورها المنتدى كممثلة لحكومة إسرائيل يهدف إلى تعزيز العلاقات مع الدول العربية. وقالت «جئت إلى قطر، بروح الصداقة والاحترام المتبادل، كممثلة لحكومة إسرائيل، إلى دولة عربية حافظنا معها على علاقات رسمية حتى في ظروف قاسية، ومعها نأمل أن نعزز علاقاتنا».
ودعت ليفني الدول العربية إلى الاقتداء بقطر وإقامة علاقات مع إسرائيل، مضيفة «كلنا أمل أن تحذو دول عربية أخرى حذو قطر في تعزيز التعايش والتفاهم والسلام في المنطقة كلها، وخصوصا في الفترة التي تجري فيها عملية سلمية حقيقية بين إسرائيل والفلسطينيين». وتابعت «إننا نمد يدنا للصداقة مع دول المنطقة. فالطريق لعلاقات السلام كما الطريق للديموقراطية تبدأ بالحوار وبالاعتراف المتبادل وبالتبادل الحر للآراء».
والتقت ليفني يوم أمس مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على أمل تطوير العلاقات بين الدولتين ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لإسرائيل في الدوحة. كما التقت مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم. وكانت قد التقت على هامش منتدى الدوحة مع العديد من الشخصيات العربية بينها وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، الذي أكد أنه لم يتفق مع آراء إسرائيل حول عملية السلام، مشيرا إلى أنّ إعادة فتح المكتب التجاري لإسرائيل في مسقط ليس مطروحاً قبل الاتفاق على دولة فلسطينية.
وامام الصحافيين في الدوحة، قالت ليفني ان «ايران تمثل المتطرفين في المنطقة وهذا تهديد وتحد للمنطقة باكملها». واضافت ان ايران تحاول تقويض انظمة اخرى وتعمل مع عناصر «متشددة» مثل «حزب الله»، كما تدعم حماس التي وصفتها بانها «منظمة ارهابية». واضافت انه «من المصلحة المشتركة للمنطقة» العمل معا ضد التطلعات النووية لايران التي قالت انها تعتبر «مثالا على الدولة المارقة».
وكانت ليفني أبلغت الصحافيين الإسرائيليين المرافقين لها أن الهدف من زيارتها إلى العاصمة القطرية هو السعي لبلورة جبهة مع دول الخليج في مواجهة الخطر الإيراني. وأشارت إلى أنها ستعرض كذلك لقضية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس و«حزب الله».
وفي هذا السياق، قالت في خطابها أمام المنتدى «إننا شهود عيان على مساس آخر بالديموقراطية حيث لا يزال ثلاثة جنود إسرائيليين مختطفين محتجزين في الأسر من دون سبب، ومحظور الاتصال بهم من جانب الصليب الأحمر ومن دون أن تعطى عنهم شارات حياة». وأضافت «إنني أستغل هذه المناسبة للدعوة إلى إطلاق سراحهم. هذه مسألة حقوق إنسان، وليست مسألة سياسية».
الى ذلك، حدث تلاسن بين ليفني والنائب العربي في الكنيست احمد الطيبي، عندما احتج عليها اثناء القائها خطابها، بعدما قالت ان اسرائيل دولة ديموقراطية، قائلا «كيف تجرئين على ان تقولي ان اسرائيل دولة ديموقراطية، بينما فيها تمييز عنصري». فردت عليه «اقوالك هنا كعضو كنيست، هي الاثبات على ان اسرائيل دولة ديموقراطية». ومن المحتمل ان تثير مشاركة الطيبي في المنتدى، ضجة في اسرائيل، لانه سُجل في قائمة الحضور على انه ممثل لفلسطين.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد