الكونغرس يحدد يوم 22 نيسان موعداً لمناقشة التعاون النووي السوري-الكوري

الجمل: تقول التسريبات الإسرائيلية الصادرة اليوم بأن الحكومة الأمريكية قد قررت تزويد لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي بتفسير حول المعلومات المتعلقة بالعلاقات والروابط النووية السورية – الكورية الشمالية. وأكدت التسريبات الإسرائيلية بأنه قد تم تحديد يوم 22 نيسان الحالي موعداً لذلك.
* أبرز النقاط الواردة في التسريبات الإسرائيلية:
أشارت التسريبات الإسرائيلية إلى النقاط الآتية:
• تم تحديد يوم نيسان الحالي لقيام الحكومة الأمريكية بتقديم تقرير لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي حول العلاقات النووية السورية – الكورية الشمالية.
• حذر كبار ضباط الجيش الإسرائيلي من أن قيام الأمريكيين بنشر أي معلومات تتضمن تفاصيل الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة ضد سوريا، سيترتب عليها زيادة التوتر بين سوريا وإسرائيل.
• جلسة اجتماع لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي يتوقع لها أن تكون مغلقة بحسب الطلب الإسرائيلي، ولكن الأمريكيين لم يقدموا وعداً والتزاماً بعدم إطلاع الصحفيين على فحوى جلسة اجتماع اللجنة.
• يتوقع الإسرائيلي أن تكسر تقارير الصحافة الأمريكية الحظر الذي فرضه الإسرائيليون على التغطية الإعلامية ونشر المعلومات حول قيام الطائرات الإسرائيلية بغارتها ضد سوريا في السادس من أيلول 2007.
• تقول التسريبات الإسرائيلية بأن كوريا الشمالية قد وعدت أمريكا بتسليمها قائمة معلومات تتعلق بالتكنولوجيا النووية التي سبق أن قدمتها لسوريا.
• تقول التسريبات الأمريكية أيضاً بأن واشنطن أحرزت تقدماً في محاوراتها مع بيونغ يانغ حول قيامها بتزويد سوريا بالتكنولوجيا النووية.
• تشير التحليلات بأن قيام كوريا الشمالية بتقديم قائمة المعلومات حول تعاونها النووي المفترض مع سوريا معناه اعترافاً واضحاً وصريحاً من بيونغ يانغ بأنها انتهكت اتفاقية تفكيك قدراتها النووية.
• تقول التسريبات الإسرائيلية بأن بيونغ يانغ ترفض الإقرار علناً بتعاونها النووي المفترض مع سوريا، وهناك توقعات تقول بأن يوافق الأمريكيون على ذلك.
• الترتيب الجديد بين بيونغ يانغ وواشنطن المتعلق بموضوع سوريا، تقول التسريبات بأن سيمكن الطرفين الكوري والأمريكي من العودة إلى اتفاقية تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي.
• اهتمام واشنطن يتركز حالياً على تقليل بيونغ يانغ لروابطها مع سوريا وسيركز المسؤولون الأمريكيون على هذه المسألة خلال إفاداتهم أمام لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي.
• حددت لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي جلستين للسماع لإفادات المسؤولين الأمريكيين، الأولى في يوم 22 نيسان والثانية يوم 24 نيسان. وستكون الجلسة الأولى محددة حصراً لمسألة سوريا – كوريا الشمالية.
• شدد الإسرائيليون على موقفهم بأن نشر أي معلومات مهما كانت جزئية حول روابط كوريا الشمالية مع سوريا بما يتضمن التفاصيل المتعلقة بالمنشأة التي هاجمتها الطائرات الإسرائيلية في سوريا، هو نشر سيؤدي إلى تعقيد الموقف الذي أصبح بالأساس متوتراً بين سوريا وإسرائيل.
• أكدت الإدارة الأمريكية بأن واجبها يحتم عليها إطلاع الكونغرس ولكنهنا ستفعل ذلك هذه المرة بطريقة محدودة تجنباً لتصعيد التوتر في الشرق الأوسط.
• حدث خلاف وتوتر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير الدفاع الجنرال إيهود باراك واتهم مساعدو باراك مكتب رئيس الوزراء أولمرت بالقيام بتشجيع الأمريكيين سراً على نشر المعلومات المتعلقة بالغارة الجوية الإسرائيلية على سوريا للحصول على المكاسب السياسية لصالح أولمرت وقد أنكر مساعدو رئيس الوزراء هذه الاتهامات.
* ما هي لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي؟
من المعروف أن الكونغرس الأمريكي يتكون من مجلسين هما مجلس النواب الأمريكي ومهمته سن القوانين والتشريعات ومجلس الشيوخ الأمريكي مهمته متابعة أداء الإدارة الأمريكية. وتعتبر قرارات الكونغرس ملزمة للإدارة ما لم يمارس الرئيس الأمريكي حق الفيتو ضدها، وفي حالة التصويت عليها داخل الكونغرس مرة أخرى وحصولها على أكثر من 66% يكون على الرئيس الأمريكي إما القبول بها أو الاستقالة. كذلك للكونغرس حق إقصاء الرئيس الأمريكي عن منصبه إذا استطاع الكونغرس أن يقدم طلباً للمحكمة العليا الأمريكية ويحصل على تأييدها في إدانة الرئيس باعتباره ينتهك الدستور.
توجد لكل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ الأمريكي العديد من اللجان الفرعية التابعة لهما، وبالنسبة لقطاع المخابرات فهناك:
• لجنة الاستخبارات الفرعية التابعة لمجلس النواب الأمريكي، ومهمتها تقديم التوصيات والمقترحات المتعلقة بالقوانين والتشريعات الخاصة بمجال وأجهزة الاستخبارات الأمريكية.
• لجنة الاستخبارات الفرعية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي، ومهمتها متابعة ورقابة أداء أجهزة المخابرات الأمريكية.
وتقول المعلومات بأن لجنة الاستخبارات الفرعية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي تتكون من 15 عضواً منهم ثمانية ديمقراطيين وسبعة جمهوريين ويترأس اللجنة حالياً السيناتور الديمقراطي جون دي روكفيلر ونائبه كيت بوند السيناتور الجمهوري عن ولاية ميسوري.
* اللوبي الإسرائيلي وسيناريو اللجنة:
بعد أن نفذت إسرائيل غارتها الجوية ضد سوريا وحاولت عناصر اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة استخدام واقعة الغارة الإسرائيلية ضمن معطيات حملة بناء الذرائع ضد سوريا وصولاً إلى بناء ملف لبرنامج نووي سوري مفترض يؤدي إلى وضع سوريا في مواجهة مع وكالة الطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي، على غرار سيناريو ملف أسلحة الدمار الشامل العراقية وملف البرنامج النووي الإيراني وملف البرنامج النووي الكوري الشمالي.
ولكن، كل الوثائق والمعلومات التي حاولت استخدامها عناصر اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد لم تحقق النجاح وقد ترتب على ذلك حدوث أزمة بين جهاز الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
الآن، تأتي محاولة اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد الجديدة والتي تركز هذه المرة على قطع الطريق أمام أجهزة المخابرات الأمريكية وتحديداً وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي وأجهزة الأمن التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون، والتي على ما يبدو أجمعت على عدم مصداقية معلومات الموساد الإسرائيلي المتعلقة بالبرنامج النووي السوري المفترض.
يوجد في لجنة الاستخبارات الفرعية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي العديد من الأعضاء من السيناتورات اليهود وأصدقاء إسرائيل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وتقول المعلومات بأن أجهزة المخابرات الأمريكية كانت تتوقع أن تستلم ميزانياتها الجديدة ولكن لجنة الاستخبارات الفرعية التابعة لمجلس الشيوخ اشترطت أن تقدم لها هذه الأجهزة تقريراً عن موضوع الغارة الإسرائيلية ضد سوريا أولاً ثم بعد ذلك ترفع اللجنة توصياتها حول الميزانية لمجلس الشيوخ.
تسعى جماعات المحافظين الجدد وعناصر اللوبي الإسرائيلي إلى الضغط على اللجنة لكي تقوم بالمزيد من التحقيقات والتحريات وتصعيد الأمر إلى مجلس الشيوخ والكونغرس وصولاً إلى تحقيق هدفين هما:
• قطع الطريق على تنفيذ اتفاقيات واشنطن – بيونغ يانغ حول البرنامج النووي الكوري.
• بناء ملف البرنامج النووي السوري المفترض داخل الكونغرس.
وتجدر الإشارة إلى أن نجاح اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد في دفع اللجنة للتصعيد هو أمر يرتبط بالصراعات والخلافات داخل الإدارة الأمريكية وأجهزة المخابرات الأمريكية.
ما هو مدى مصداقية المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية حول إيران وسوريا ولبنان ومنطقة الشرق الأوسط خصوصاً وأن أجهزة المخابرات الأمريكية سبق ورفضت المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية حول إيران. وتقول المعلومات أيضاً بأن الموضوع يرتبط بخلافات معسكر ديك تشيني وجماعة المحافظين الجدد مع تحالف وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتز. بكلمات أخرى، طالما أن الإيباك (اللجنة العامة للشؤون الأمريكية - الإسرائيلية) تستطيع التأثير على لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي، فإن التحرك يهدف في خطوطه العامة إلى ردع أجهزة المخابرات الأمريكية بما يجعلها تكف ولا تجرؤ على إصدار التقارير الاستخبارية التي لا تعتمد على المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية والذريعة التي يهدف إليها اللوبي الإسرائيلي لاستخدامها هي القائمة التي ستقدمها بيونغ يانغ لواشنطن عن تعاونها النووي المفترض مع سوريا وإيران، وهي المعلومات التي سبق وظلت ترفضها أجهزة المخابرات الأمريكية برغم إلحاح وتشديد تقارير ومعلومات الاستخبارات الإسرائيلية عليها، وفي حالة تقديم بيونغ يانغ لهذه القائمة، فإن اللوبي الإسرائيلي يكون قد تقدم خطوة بمساعدة جماعة المحافظين الجدد باتجاه إعادة المصداقية لمعلومات الاستخبارات الإسرائيلية في واشنطن بما يؤدي إلى إرغام أجهزة المخابرات الأمريكية إلى النظر بعين الاعتبار لكل ما يرد إليهم من تل أبيب.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة