البرغوثي ينتقد السلطة ويؤكد اعتزامه الترشح للرئاسة
دعا النائب الأسير مروان البرغوثي القيادي في حركة “فتح”، في الذكرى السنوية السادسة لاعتقاله، الفلسطينيين لمواصلة النضال بعزيمة وإصرار والتمسك بأهدافهم الوطنية وثوابتهم، موجها انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية، ومؤكداً عزمه الترشُّح للرئاسة في الانتخابات المقبلة.
وأكد في بيان تلقت “الخليج” نسخة منه عبر محاميه الياس صباغ، أن حالة الانقسام الداخلي تدعو للحزن وللأسف، داعياً لإنهائها والتسريع في المصالحة الوطنية، ومتمنياً أن تقوم حركة “حماس” ب “الخطوة المطلوبة” بأسرع وقت ممكن لفتح الباب مجدداً للحوار واللقاء.
وشدد على أهمية احترام وتنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، وقال إنها لا زالت صالحة لتوحيد الشعب الفلسطيني في برنامج وأطر صحيحة وواضحة. ولفت إلى أن “إسرائيل” وأمريكا مرتاحتان من حالة الانقسام الفلسطيني وتغذيانه مثلما سبق ومارستا ضغوطا شديدة لمنع مشاركة “حماس” في الانتخابات التشريعية الأخيرة، داعياً “فتح” و”حماس” إلى التجاوب مع المبادرات العربية والفلسطينية للحوار والوحدة.
وأكد البرغوثي أن المفاوضات مع “إسرائيل” لم تفض إلى شيء، مشيراً إلى استمرار العدوان والاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد القدس والمجازر، والحصار على قطاع غزة، ونشر مئات الحواجز في الضفة الغربية وعمليات الاعتقال.
واعتبر أن المزاعم “الإسرائيلية” حول ضعف شخصية الرئيس محمود عباس باطلة وقال إنه رئيس شرعي ومنتخب ويمثل الفلسطينيين. لكنه أضاف أن حالة الانقسام الداخلي تضعف الموقف والمفاوض الفلسطيني، محملاً “إسرائيل” والولايات المتحدة المسؤولية الأولى في ضعف السلطة وعباس”.
وحذر البرغوثي من الدخول في اتفاقات جزئية، مؤكداً رفض الجانب الفلسطيني لما يسمى بالدولة ذات الحدود المؤقتة، وداعياً المفاوض الفلسطيني للتمسك بإنجاز اتفاق شامل وعدم تأجيل أي من القضايا.
ويرى البرغوثي أن دعوات بعض الوزراء “الإسرائيليين” للإفراج عنه تؤكد فشل الاحتلال في كسر إرادة الشعب الفلسطيني ويشكل اعترافا بشرعية نضاله وشرعية مطالبه السياسية الوطنية وأضاف “إن حريتي جزء لا يتجزأ من حرية شعبي واليوم الأخير في عمر الاحتلال هو اليوم الأول للسلام في هذه المنطقة”.
وانتقد البرغوثي القيادات الفلسطينية السابقة والحالية لعدم تعاملها بجدية كافية مع قضية الأسرى، وتساءل “هل من المعقول الانتظار أكثر من ثلاثين عاماً؟ إن أي اتفاق سيتم التوقيع عليه لا يشمل الإفراج الشامل عن كافة الأسرى لن يكون مقبولاً ولن يكتب له النجاح”.
واتهم قادة حركة فتح بالترهل والضعف، وأوضح أنه بعث رسالة للجنة المركزية للحركة واللجنة التحضيرية بخصوص المؤتمر السادس، وعبر عن أمله في أن يؤخذ بها. وعبر عن أسفه لعدم قيام السلطة بإصلاح ذاتها ولسيادة ما وصفه بحالة من التسيب والترهل وغياب مبدأ المساءلة والمحاسبة وانتشار حالة التفرد والفردية والشخصنة في المؤسسات والأجهزة.
وأكد أن ثراء العديد من المسؤولين والقيادات بشكل غير مشروع، ألحق ذلك ضررا بالغا بصورة السلطة وغيب الإنجازات الكبيرة التي حققتها. وأضاف “المؤسف أنه وبعد خمسة عشر عاما على قيام السلطة لم يتم محاسبة أي مسؤول عن الفساد، وقد دفعت “فتح” ثمن ذلك في صناديق الاقتراع والانتخابات التشريعية”.
ودعا البرغوثي جميع الفصائل للتعاون مع مصر وذلك لدورها الإيجابي مع الفلسطينيين بغية إنهاء قضية المعابر وغيرها من الملفات.
وفي تصريح قال محاميه الياس صباغ إن البرغوثي سيرشح نفسه لرئاسة السلطة حتى لو بقي قيد الأسر تجاوبا مع الثقة الكبيرة التي يوليها له شعبه.*
- من جهة أخرى استنكرت الحملة الشعبية لإطلاق سراح النائب مروان البرغوثي منع “إسرائيل”، للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر زيارة الاسير البرغوثي.
كما وصل إلى القاهرة وفد من حركة “حماس” للقاء كارتر الذي أكد عزمه على لقاء رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في دمشق. وضم الوفد كلا من د. محمود الزهار وسعيد صيام اللذين تمكنا من دخول الأراضي المصرية عبر معبر رفح بتنسيق أمني مصري لإنجاح مهمتهما في القاهرة.
وفي تصريحات صحافية، قال الزهار لدى وصوله للجانب المصري إنه يأمل أن يثمر هذا اللقاء خطوات تؤدي لفك الحصار عن القطاع. وأضاف أن وفد حماس من المقرر له أن يلتقي في القاهرة بعدد من المسؤولين المصريين للبحث مجددا في أوضاع القطاع وتعزيز العلاقات مع مصر في زيارة تستمر نحو 4 أيام. وكان الزهار أبلغ الصحافيين قبل مغادرته غزة أن كارتر سيلتقي مشعل غدا الجمعة في دمشق.
*وديع عواودة
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد