هل يستعيد غوردون براون حظوة طوني بلير عند الرئيس بوش
الجمل: تقول التسريبات الواردة من لندن وواشنطن، بأن الترتيبات تجري على قدم وساق استعداداً لزيارة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون المرتقبة إلى واشنطن، وبرغم عدم صدور أي معلومات حول طبيعة الزيارة، إلا أن اللافت للنظر يتمثل في أنها جاءت بعد صعود روابط ساركوزي مع البيت الأبيض، وفوز حليف واشنطن السابق سيلفيو بيرليسكوني برئاسة الوزارة الإيطالية، الأمر الذي أصبح ينذر بقيام مثلث أوروبي حليف للبيت الأبيض يتكون من ساركوزي الفرنسي، بيرلسيكوني الإيطالي، وميركل الألمانية.. وهو أمر سوف يضعف وزن لندن في أروقة البيت الأبيض الأمريكي.
• ما هو هدف زيارة غوردون بروان لواشنطن؟
تقول المعلومات الواردة من داونينغ ستريت –مقر الحكومة البريطانية- بأن هدف غوردون بروان من زيارة واشنطن يتمثل في:
- إعادة التأكيد على تقوية علاقات لندن- واشنطن الخاصة.
- تجاوز مرحلة البرود التي أصابت علاقات لندن- واشنطن بعد رحيل طوني بلير عن منصب رئاسة الوزارة البريطانية.
- إبراز رغبة غوردون براون الهادفة للقيام بدور الجسر الذي يربط بين واشنطن.. وبريطانيا فيما يتعلق بالمصالح والاهتمامات المشتركة.
- عقد لقاءات بين غوردون براون والمرشحين الرئاسيين من أجل التأكيد على ضرورة استمرار حيوية علاقات خط لندن- واشنطن بعد رحيل جورج بوش عن البيت الأبيض.
• الوضع الحالي لعلاقات خط لندن- واشنطن:
تزايدت معارضة الرأي العام البريطاني لروابط طوني بلير بالإدارة الأمريكية، التي أدت إلى توريط بريطانيا في حرب العراق، وكان الزعيم العمالي غوردون براون، أبرز من ركبوا موجة معارضة توجهات طوني بلير الموالية لأمريكا.. وبالفعل بعد رحيل طوني بلير، صعد غوردون براون إلى داونينيغ ستريت متولياً منصب رئيس الوزراء البريطاني، وحينها توقع الجميع حدوث انسحاب سريع للقوات البريطانية العاملة في العراق.. وبدلاً من ذلك، تباطأ غورودن براون أكثر فأكثر في سحب القوات من العراق، وكان واضحاً أن براون كان يحاول القيام بلعبة مزدوجة، تتيح له المناورة على خطين:
- سحب القليل من القوات البريطانية وفقاً لسيناريو إعادة انتشار القوات البريطانية، مما يؤدي لتضليل الرأي العام البريطاني بأن حكومته تعمل من أجل تحقيق التزاماتها أمام الرأي العام البربطاني.
- الاحتفاظ بالعلاقة الخاصة مع واشنطن، ضمن شروط استقلالية شخصية لندن في هذه العلاقة، والموافقة على عملية الانسحاب التدريجي للقوات البريطانية، أو على الأقل عدم إيكال أي مهام قتالية لها بحيث تعمل في مجالات المساندة للقوات الأمريكية، وعلى وجه الخصوص في توصيل الإمدادات وجمع المعلومات الاستخبارية.. وغير ذلك
تعمدت واشنطن لاحقاً إذلال غورودن براون، وذلك عندما أصرت واشنطن على الآتي:
- إبقاء القوات البريطانية في العراق.
- إرسال بريطانيا لمزيد من القوات إلى أفغانستان.
- إلغاء أو تأجيل تنفيذ أوامر الحكومة البريطانية التي صدرت إلى بعض القطع العسكرية البريطانية بالانسحاب من العراق.
- إرسال القوات البريطانية التي يتم سحبها من العراق إلى أفغانستان.
- إرسال القوات البريطانية التي يتم سحبها من أفغانستان إلى العراق.
- التدخل إلى جانب قوات الأمن العراقية في الحملة العسكرية الجارية حالياً ضد جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر في جنوب العراق، والمدن الشيعية الأخرى، وأحياء العاصمة بغداد الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
• كيف تكون أجندة بوش- براون هذه المرة؟
تقول تسريبات مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأمريكي، بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش، سوف يناقش مع رئيس الوزراء البريطاني قائمة تتضمن عدداً كبيراً من الأجندة التي يمكن أن تشكل ضغطاً كبيراً على غورودن براون وحكومته، وعلى وجه الخصوص سوف تكون السياسية الخارجية البريطانية هي الأكثر استهدافاً في أجندة بوش- براون وتشير التسريبات إلى أن بوش سيطلب من براون الآتي:
- إرسال المزيد من القوات البريطانية إلى أفغانستان، وأن تتولى القوات البريطانية مسؤولية القتال في المناطق الجبلية الواقعة على الحدود الأفغانية- الباكستانية.
- إلغاء أوامر سحب القوات البريطانية من العراق وإرسال المزيد من القوات إلى جنوب ووسط العراق.
- أن تتخذ بريطانيا المزيد من القدرات الاقتصادية والنقدية التي تساعد واشنطن في مساعيها الجارية لمنع انهيار الدولار الأمريكي في الأسواق والبورصات العالمية.
- أن تلتزم بريطانيا ببرامج العقوبات التي تفرضها أمريكا ضد الدول الأخرى .
وعلى أية حال، فإن الرئيس جورج بوش، قد أصبح مدركاً لمدى محنة رئيس الوزراء البريطاني غورودن براون، من جراء صعود مثلث ساركوزي- بيرليسكوني- ميركل.. ومدى تأثير هذا المثلث على دور "حصان طروادة" الأمريكي الذي ظلت تقوم به لندن داخل الاتحاد الأوروبي.. وحالياً ليس أمام غورودن براون سوى التنازل عن مواقفه السابقة، والقبول بالقيام بالدور نفسه الذي كان يقوم به طوني بلير فيما يتعلق بـ"الخدمات" البريطانية للإدارة الأمريكية، وفي حالة عدم قبول غورودن براون، فإن البيت الأبيض سيصبح أكثر استعداداً لمنح هذا الدور لساركوزي الفرنسي أو بيرليسكوني الإيطالي.
الجمل قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد