منظمة حقوقية تتهم إسرائيل بعسكرة إعلامها وعنصرته
منظمة حقوقية أن الإعلام الإسرائيلي أكثر عنفا في أدائه من جنرالات الجيش، مستعرضة في هذا المجال انتهاكات حقوق الصحفيين والمدنيين الفلسطينيين.
وبمناسبة يوم الصحافة العالمي الذي حل في الثالث من الشهر الجاري أصدر مركز "إعلام" داخل أراضي 48 تقريرا رصد فيه الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق الإعلامية، إضافة لعرض معلومات حول تعامل الإعلام الإسرائيلي مع فلسطينيي 48.
ويوضح "إعلام" -وهو مركز إعلامي للمجتمع الفلسطيني في إسرائيل- أن الصحفيين الفلسطينيين في إسرائيل يعانون من سياسة تنكيل وتضييق خناق منهجية.
ولاحظ التقرير أن علاقة الصحفي الفلسطيني مع مؤسسات الدولة السياسية وشركات الإعلان تحدد وفقا لولائه لخطاب الإعلام الإسرائيلي من محاربة الوجود العربي، حيث يتم التمييز بين صورة "العربي المعتدل" الملتزم بقوانين اللعبة الإسرائيلية، مقابل العربي "المتطرف"، الملتزم بانتمائه وتاريخه وحقوقه.
ويرصد مركز إعلام عدة حالات انتهاك واضحة ما يوحي بشكل كبير إلى وجود مراقبة سياسية تتدخل باختيار المصطلحات والسياق العام للمواد المنشورة.
ومن الأمثلة الواردة في التقرير الموسع قيام وزير المواصلات شاؤول موفاز بإغلاق جهاز التشغيل الخاص بأحد الصحفيين العرب الذي كان يقوم بالتغطية الميدانية لزيارة الوزير في قرية دبر حنا مطلع العام الحالي.
كما يورد أمثلة على عدم تعاون الشرطة في نقل المعلومات للصحفيين العرب واعتقال بعضهم بحجج واهية كاعتقال مصور صحيفة يديعوت أحرونوت عطا عويسات في القدس في مارس/ آذار الماضي لمجرد دخوله مقبرة جبل المكبر ومحاولة تصوير جنازة منفذ عملية "مركاز هراب".
ويوضح التقرير أن الاحتلال لا يحترم القوانين الدولية التي تحمي الصحفيين الميدانيين في مناطق النزاع، مشيرا لاستهدافهم رغم كونهم مدنيين.
ولاحظ قيام إسرائيل منذ العام 2002 بقتل 16 صحفيا في الأراضي المحتلة عام 1967 آخرهم كان فضل شناعة، الذي قتل في 16 أبريل/ نيسان، عندما كان يوثق العدوان الأخير على غزة.
كما يشير لرصد مركز مدى للتنمية والحريات الإعلامية ما يقارب 27 حالة انتهاك من السلطات الإسرائيلية منذ مطلع العام الجاري بحق الصحفيين الفلسطينيين تشمل الضرب وإطلاق النار والقنابل الغازية والاعتقال.
ويؤكد "إعلام" تورط الإعلام الإسرائيلي نفسه بانتهاكات متعددة منها ازدواجية المعايير وتبني ظاهرة "عسكرة الإعلام" من أجل إنتاج خطاب حربي خاص به، يتجاوز الخطاب العسكري للجيش.
ويتضح ذلك حسب التقرير بأداء مقدمي البرامج الإذاعية، الإخبارية والسياسية، التي تشهد "مزايدة" على جنرالات الحرب ووزرائه.
وقدم التقرير مقاطع من الأسئلة الرائجة في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، وجهت إلى جنرالات ومسؤولين مختلفين في الجيش الإسرائيلي وردت في الإذاعة العامة وإذاعة الجيش على غرار، "لكن اشرح لي لماذا لا ندخل إلى غزة؟"،" لماذا نتردد في إطلاق النار؟".
ويؤكد التقرير أنه بهذا المعنى لا يخترق الإعلام الإسرائيلي التعريف المهني للصحافة وحسب، بل يخترق المبادئ الإنسانية في مختلف مستوياتها.
وتشير مديرة "إعلام" الإعلامية حنين زعبي إلى أنه بمقدور الصحفي الإسرائيلي أن يكون "عنصريا مؤدبا" وعدم التعامل مع القيم والتوجهات العنصرية كأمر معيب في الثقافة الإسرائيلية.
وتضيف "تتيح هذه الثقافة للصحفي أن يعبر بوقاحة عن عنصريته، فلا يتورع صحفيون إسرائيليون عن إهانة نواب عرب ووقف الحديث معهم".
وذكرت زعبي بإضافة منظمة مراسلون بلاحدود الفرنسية الجيش الإسرائيلي إلى لائحة منتهكي حرية الصحافة، وأحد مناهضي حرية التعبير، وإدانتها بشدة لخروقاته الصارخة لها إثر تكرار الاعتداء على الصحفيين، ومنحه الحصانة التي تحميه من المحاسبة.
وديع عواودة
المصدر: الجزيرة نت
إضافة تعليق جديد