لبنان في الصحافة التركية: سقوط المشروع الأمريكي والحرب ممكنة
تابعت الصحافة التركية تغطيتها الإخبارية لتطورات الوضع في لبنان، مع استمرار غياب أي تصريح أو تحرك رسمي في هذا الإطار.
واعتبر المعلق في الشؤون الخارجية إبراهيم قره غول، في مقالة في صحيفة «يني شفق»، أن الولايات المتحدة خسرت لبنان، وان مشروع الشرق الأوسط الجديد سقط فيه. وقال إن النائب سعد الحريري، والحكومة المدعومة من واشنطن، فشلا في إقناع حتى الجيش في التصدي لحزب الله، معتبرا انه رغم كل الدعم الدولي فإن حكومة فؤاد السنيورة فقدت المبادرة، ولم تحصل على دعم كاف من الغرب.
ووصف قره غول الوضع في لبنان بأنه يمر بمرحلة حساسة جدا، وإذا ما فهم أن حكومة السنيورة انهزمت تماما فإن مبادرة أميركا وإسرائيل إلى مهاجمة لبنان تصبح قائمة.
ويتابع الكاتب أن المشكلة بدأت مع إقالة مسؤول جهاز امن المطار العميد وفيق شقير، لكن الطائرات المحملة بحمولات لا يعرف محتواها والآتية من العراق لم تتوقف رحلاتها في الأشــهر الأخيرة. وهنا يتطلب التذكير بما كان يحكى عن إعداد مطار في شمال لبنان لهذه الرحلات.
ويرى قره غول انه إذا لم ينسحب مقاتلو حزب الله من شوارع بــيروت فإن عــدوانا إسرائيليا وحربا أهلية هما مســألة وقــت فقط. وترى إسرائيـل أن توسع حزب الله إلى مناطـق استراتيجية في لبنان يهدد أمنها.
ويشير الكاتب إلى أن بعض التحليلات تربط بين تزامن الأحداث في لبنان وبين الحديث عن اقتراب موعد الضربة الأميركية لإيران، تماما كما حدث في حرب لبنان الثانية، أي أن ما حدث في لبنان الآن هو جس نبض قبل بدء تصفية الحسابات بين واشنطن وطهران.
ويذكّر الكاتب بآراء بعض المحللين الإسرائيليين من أن سيطرة حزب الله تعني إفلاس التدخل الدولي بعد سنتين من عدوان تموز، وان تغييرا جديا في المعادلة قد حصل، وهذا يعـني أيضـا أن حربا جديدة تلوح في الأفق.
ويرى الكاتب أن «لبنان هو ضحية اللعبة الأممية. وفي حين تسعى أميركا إلى تحويل لبنان إلى محمية عسكرية لها ترى إيران وحزب الله انه خط دفاع. ومن خلال المشهد الذي ارتسم في الأيام القليلة الماضية فإن مشروع الشرق الأوسط الجديد الأميركي قد انهار هذه المرة في لبنان، وان القوى المعارضة لأميركا قد كسبت موقعا مهما، وهذا أمر مخجل لأميركا. الشيء ذاته يقال عن غزة، حيث تسعى أميركا عبر الرئيس محمود عباس إلى سحق حركة حماس، ويبدو أن أميركا ستشهد هزيمة مماثلة هناك».
ورأى المختص بشؤون الشرق الأوسط احمد فارول أن ما يجري هو تصفية حسابات عبر لبنان بين المحور الأميركي الإسرائيلي وإيران. وقال إن «اتفاق الطائف لم يستطع حل مشكلة السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، كما أنه اعترف بشرعية مقاومة حزب الله لإسرائيل. والولايات المتحدة وإسرائيل تجهدان لتغيير هذا الواقع من اجل ضمان الأمن للدولة العبرية، لكن قوى 14 آذار وجدت حزب الله في مواجهتها.
ويقول الكاتب السوري المقيم في انقرة حسني محلي إن أساس هذه المشكلة هو ضمان الأمن لإسرائيل عبر محاولة نزع سلاح حزب الله وتشويه صورة نصر الله. وبعد فشل عدوان تموز وفي أن تكون مهمة قوات «اليونيفيل» نزع سلاح الحزب، لجأت أميركا لتحقيق هذا الهدف من خلال الحكومة اللبنانية عبر قرار المس بشبكة اتصالات الحزب.
أما صحيفة «زمان» فقد حذرت على لسان محللين أجانب من أن أي تدخل أميركي سيواجه بمزيد من العنف من جانب حزب الله. أما كيفية الحل، فلا يمكن لأحد أن يرسمه منذ الآن، فيما كل الأنظار تتركز على مهمة لجنة جامعة الدول العربية.
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد