مسلسل الخطف في العراق يطال الطلاب أيضاً
قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق الاعتصام بالجامعات العراقية والهيئات العلمية والدوائر التابعة لها كافة، اليوم تعبيراً عن شجبها واستنكارها الشديدين لعمليات الخطف وحوادث الاعتداء والعنف المتكرر التي يتعرض لها منتسبوها.
وقال مصدر في الوزارة في تصريح صحافي امس ان هذا الاعتصام يأتي على خلفية مداهمة مسلحين مجهولين مساء الاثنين الماضي، إحدى بنايات الأقسام الداخلية التابعة للجامعة التكنولوجية في منطقة الكرادة (ساحة عقبة بن نافع) واعتقال عشرة من الطلبة واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وأضاف المصدر ان غرفة العمليات المشكلة في الوزارة، تابعت حادث الاختطاف، وان وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ.د.عبد ذياب العجيلي، اتصل عدة مرات (أمس واليوم) بوزيري الداخلية والدفاع، طالباً تدخلهما في الموضوع وتعزيز الإجراءات الأمنية حول الكليات والمعاهد والمؤسسات الأكاديمية والأقسام الداخلية، لحمايتها من المحاولات الرامية للتأثير على سير عملية التدريس والحركة العلمية عموما. وناشد المصدر مجدداً المرجعيات الدينية والأحزاب والتيارات السياسية الوطنية والقوى الوطنية الخيرة كافة، ان تؤدي دورها الواجب والمطلوب في وضع حد للعمليات التي تطال النخبة العلمية والأكاديمية العراقية في محاولة دنيئة لإفراغ العراق منها وحرمان العراق من اسهامها الفاعل في بنائه ونهضته.
على الصعيد نفسه، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي عبد ذياب العجيلي، ان عملية الاختطاف التي استهدفت مجموعة من طلبة الجامعة التكنولوجية تستهدف العراقيين ومستقبل بلدهم. وقال خلال ترؤسه أعمال الجلسة الطارئة لمجلس الجامعة التكنولوجية ظهر امس، على خلفية عملية خطف مجموعة من طلبة الجامعة أمس ان الاعتداء على النخبة العلمية والأكاديمية العراقية يؤكد استهداف حاضر العراق ومستقبله، ومحاولة عرقلة الجهود المبذولة لإعادة بنائه ليأخذ دوره الطبيعي في الإطارين الإقليمي والدولي.
قرر وزير الصناعة والمعادن فوزي حريري تشكيل غرفة عمليات طوارئ في مقر الوزارة تكون تحت أشرافه المباشر مهمتها تقصي الحقائق المتعلقة بحادث اختطاف عدد من منتسبي شركة نصر العامة الأسبوع الماضي واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالكشف عن القائمين بهذه العمليات أو من تورط في مساعدتهم.
جاء ذلك خلال لقائه عددا من منتسبي الشركة ممن تعرضت خطوط نقلهم لعمليات الخطف ولاذوا بالفرار حيث استمع منهم إلى شرح مفصل عن حيثيات عملية الاختطاف وما قد يترتب عليه مؤكدا أن هذه العمليات الإرهابية المقيتة والدخيلة على الشعب العراقي لا تمت بأي صلة لشيم وتاريخ هذا الشعب، وان الوزارة بالتعاون مع الجهات الأمنية ذات العلاقة بالدولة تسعى لتطويق الازمة وتجنب المزيد من الخسائر في أرواح المختطفين. ودعا اللجنة إلى دراسة كل حالة من حالات المنتسبين ممن تعرضوا للتهديد أو محاولات القتل واتخاذ الأجراء المناسب لها وبما يضمن سلامة الموظف والحفاظ على استحقاقاته المالية المترتبة على اختصاصه وخدمته. وكانت الوزارة قد اتخذت الأسبوع الماضي عددا من الإجراءات من قبل مسؤول حماية منشآت الوزارة متمثلة بالاتصال بغرفة عمليات حماية المنشآت وغرفة عمليات وزارة الداخلية وغرفة عمليات بغداد في المنطقة الخضراء والقائد العسكري الأميركي في منطقة الحادث وضابط الاستخبارات للقوات المتعددة الجنسيات في منطقة الحادث وحثهم على اتخاذ الإجراءات السريعة والكفيلة بالبحث عن المخطوفين لتلافي إمكانية قتل المزيد منهم. على الصعيد ذاته وفور وقوع الحادث تم تشكيل لجنة تحقيق خاصة بالكشف عن ملابسات الحادث في الوزارة وعلى أعلى المستويات كما تم استدعاء عدد من مديري الشركات الواقعة في نفس المنطقة للتداول معهم واتخاذ الإجراءات الاحترازية تحسبا لوقوع حوادث مشابهه والحفاظ على أرواح المنتسبين. من جانبهم طالب المنتسبون خلال لقائهم الوزير بحماية شركتهم من عمليات السلب التي قد تتعرض لها اثر هذه الحادثة. وتوقف العمل فيها كما طالبوا بتعزيز الإجراءات الأمنية المتعلقة بحماية الشركة وبما يضمن حماية أرواحهم وأرزاقهم معبرين عن اشمئزازهم من هذه الأعمال الإجرامية التي ترمي إلى زرع الفتنة والاقتتال الأهلي بين أبناء الشعب الواحد.
وكانت شركة نصر العامة للصناعات الميكانيكية تحوي كادرا مؤلفا من 4000 موظف قد تعرضت نهاية الأسبوع الماضي إلى حادث اختطاف لعدد من خطوط الموظفين إثناء خروجهم من مقر عملهم في التاجي حيث اقتادهم عدد من الارهابيين إلى جهات مجهولة.
المصدر: الشرق الأوسط
إضافة تعليق جديد