القدرات السورية – الإسرائيلية غير التقليدية
الجمل: نشر مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية على موقعه على الإنترنيت تحليلاً مقارناً حمل عنوان «أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية والسورية» وقد أعد التحليل الخبير الاستراتيجي الأمريكي الشهير أنطوني كورديسمان الحائز على كرسي أورلي بوركه في الإستراتيجية.
* توصيف التحليل المقارن:
يستند تحليل كورديسمان على تقريرين سبق أن استعرض فيهما أسلحة الدمار الشامل السورية والإسرائيلية:
• التقرير الأول: «أسلحة الدمار الشامل السورية: استعراض».
• التقرير الثاني: «أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية: استعراض».
يقع التحليل المقارن الذي أعده كورديسمان في حوالي خمس صفحات لم يركز فيها على استخدام منظور الميزان العسكري الذي يعتمد على المفاضلة الكمية بين القدرات السورية والإسرائيلية، وإنما ركز فيه على رصد التحولات النوعية في تحليل قدرات الطرفين.
* مضمون التحليل المقارن:
تناول كورديسمان في التحليل المقارن تسعة نقاط يمكن استعراضها على النحو الآتي:
• ملخص تنفيذي مختصر: أشار فيه إلى الآتي:
* لفترة طويلة ظلت سوريا وإسرائيل تنهمكان في صنع أسلحة الدمار الشامل ووسائط حملها وتوصيلها إلى الأهداف.
* المعلومات المتعلقة بالقدرات النووية الإسرائيلية والحديث حول وجود قدرات نووية سورية وجهود تطوير أسلحة الدمار الشامل الأخرى ظلت تندرج ضمن السرية الشديدة برغم وجود العديد من التقارير حول ذلك فإن القليل من هذه التقارير يتمتع بالمصداقية.
* تم تجميع معلومات تقرير سوريا وتقرير إسرائيل من المصادر الآتية:
- تقارير الحكومة الأمريكية.
- تقارير وكالة الطاقة الذرية العالمية.
- معهد التهديد النووي.
- مركز الأمن العالمي.
- مركز جينز.
- مؤسسة فيدرالية العلماء الأمريكيين.
- معهد العلم والأمن الدولي.
- مركز دراسات حظر التسلح النووي.
- معهد مونتيري للدراسات الدولية.
* تقرير سوريا وإسرائيل لا يمكن الاعتماد عليهما بشكل يقيني كامل فهما مجرد محاولة للمقاربة تم الاعتماد فيهما على المصادر السرية والبيانات المقدمة حول الأسلحة النووية الإسرائيلية تستند على تقديرات تم القيام بها قبل حوالي 10 سنوات.
* لا توجد بيانات أو تقارير حول مذهبية إسرائيل الإستراتيجية وخطط الاستهداف الإسرائيلية ونظم التخطيط والتنفيذ للضربات النووية. وكل ما هو متاح يتمثل في محاولة التعرف على الكيفية التي ستتصرف بها إسرائيل في أوقات الحرب أو الأزمة.
• القدرات النووية الإسرائيلية المحتملة:
* برنامج الأسلحة البيولوجية الإسرائيلي يركز على القدرات الدفاعية بقدر أكبر.
* تملك إسرائيل برامج صيدلانية وبيوتكنولوجية تتيح لها وجود القاعدة التكنولوجية اللازمة لتطوير إنتاج الأسلحة البيولوجية.
* افتراضياً ونظرياً يمكن تصور أن إسرائيل قادرة على استهداف البلدان العربية وإيران وتستطيع توجيه الضربات باستخدام الصواريخ.
* تملك إسرائيل الأسلحة النووية التي تمكنها من استهداف المدن والمنشآت والسكان والمناطق العسكرية.
* برغم امتلاك إسرائيل للقدرات النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، فإن عدد سكانها صغير الحجم ويتمركزون في رقعة جغرافية صغيرة وهذه الخاصية تجعل إسرائيل في رقعة مكشوفة أمام ضربة نووية واحدة لكي تكون في "خبر كان".
• أنظمة الحمل والتوصيل الإسرائيلية:
* تملك إسرائيل أقماراً صناعية متطورة تستطيع تزويدها بالكثير من المعلومات والبيانات الدقيقة، وهو أمر يعزز من قدرة الصواريخ الإسرائيلية في إصابة الأهداف.
* القوة الصاروخية والقوة الجوية الإسرائيلية برغم قدرتهما على تنفيذ الضربات النووية فإنهما تعانيان من الانكشاف في مواجهة خطر اعتراض الدفاعات الجوية.
* تقول المعلومات بأن إسرائيل تسعى من أجل بناء بعض القواعد البحرية لتمركز قدراتها النووية والبالستية والصاروخية وتشير بعض المعلومات إلى بعض غواصات دلفين الإسرائيلية التي تعمل كقواعد بحرية للقدرات الإسرائيلية غير التقليدية.
• التغييرات في الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية:
* أعلنت إسرائيل عن قيامها بتطوير الصيغة الثالثة لنظام بطاريات أرو الدفاعي الصاروخي الذي أدخلته إسرائيل إلى الخدمة منذ نيسان 2006م وبعد ذلك أضافت إليه الكثير من التعديلات.
* طورت إسرائيل أنظمة الرادارات والمجسات وقامت باستخدام نظام جديد لإدارة المعركة.
* تعمل إسرائيل حالياً في تطوير الصيغة الرابعة لنظام بطاريات أرو للدفاع الصاروخي تمهيداً لنشرها بحلول العام 2009م بحيث تكون هذه البطاريات قادرة على اعتراض العديد من الصواريخ في وقت واحد إضافةً إلى اعتراض الصواريخ ذات السرعة العالية التي تفوق 700 كيلومتراً.
• أسلحة الدمار الشامل السورية:
* سعت سوريا طويلاً للحصول على الصواريخ وأسلحة الدمار الشامل بما يجعلها تتماثل مع القدرات الإسرائيلية.
* عملياً لم تستطع سوريا الحصول على الموارد والقاعدة التكنولوجية اللازمة لمنافسة إسرائيل.
* تملك سوريا الأسلحة الكيميائية ويقول بعض الخبراء بأن سوريا عناصر الموستارد وغاز الأعصاب العادي.
* تملك سوريا الرؤوس الحربية العنقودية التي تستخدم في حمل الأسلحة الكيميائية.
* من المحتمل أن يكون لدى سوريا قنابل كيميائية ورؤوس حربية صاروخية وقذائف مدفعية كيميائية.
* توجد تقارير تقول بأن سوريا قد استفادت من التكنولوجيا التي حصلت عليها من إيران وهناك تقارير بأن سوريا تقوم بتنفيذ برنامج الحرب الكيميائية بالتعاون مع إيران.
* برنامج الحرب الكيميائية السوري بدأ منتصف سبعينات القرن الماضي وقد نجحت منشآت هذا البرنامج في إنتاج غاز في إكس وعناصر غاز الساردين وعناصر غاز الموستارد.
* تقول بعض التقارير بأن سوريا قد استوردت مئات الأطنان من حمض الهيدروكلوريك وغليكول الإيثيلين من إيران وهي المكونات التي تستخدم في إنتاج عناصر غاز الموستارد وغاز السارين.
* تستطيع سوريا استخدام قدراتها الحربية الكيميائية عن طريق صواريخ سكود بي سي والقصف الجوي.
* بناء لمنشآت الكيميائية بدأ في العام 2005م وتسعى سوريا من أجل إنهاء اعتمادها على الأطراف الأخرى في الحصول على المواد الكيميائية.
• الأسلحة البيولوجية السورية:
* من الممكن أن تكون لسوريا مساعي في مجال الأسلحة البيولوجية.
* طبيعة ومدى التقدم الذي أحرزته سوريا في مجال الأسلحة البيولوجية ما زال غير واضح.
* تملك سوريا القاعدة التكنولوجية التي تمكنها من الحصول على الأسلحة البيولوجية وتطويرها.
* تستطيع سوريا استخدام قدراتها الكيميائية في تطوير القدرات البيولوجية.
• الأسلحة النووية السورية:
* لفترة طويلة ظلت سوريا تهتم في الحصول على الأسلحة النووية.
* الشريك الأساسي لسوريا هو كوريا الشمالية.
* من الممكن أن تكون شبكة عبد القدير خان قد زودت سوريا ببعض التكنولوجيا وتصميمات الأسلحة ومن الممكن أن يكون ذلك قد تم عبر إيران وربما تكون قد حصلت على التكنولوجيا وبيانات التصميم من المصادر الأخرى.
* المعلومات التي تعلقت بالغارة الجوية الإسرائيلية ضد سوريا في صبيحة 6 أيلول 2007م تلقي بعض الشكوك حول احتمالات وجود برنامج نووي سوري.
* في 24 نيسان 2008م قدم البيت الأبيض صوراً فوتوغرافية لتعزيز الرأي القائل بأن ما استهدفته الغارة كان مفاعلاً نووياً أقيم بمساعدة كوريا الشمالية.
* ما تزال توجد الكثير من التساؤلات العالقة بلا إجابة حول طبيعة وماهية الجهود النووية السورية.
• أنظمة الحمل والتوصيل السورية:
* بحلول نهاية عام 2007م كان لسوريا من 18 إلى 20 منصة لصواريخ إس إس 21، و18 لصواريخ سكود بي إس، و30 لصواريخ سكود سي الكوري الشمالي الصنع.
* وحدات إس إس سي إي سبيسيال وسيكس إس إس 3 ستايكس يمكن أن تكون سوريا قد طورتها لإطلاق نيران الصواريخ ضد الأهداف الأرضية.
* افتراضياً ونظرياً تستطيع سوريا استخدام أي من طائراتها المقاتلة بأي مهمة أو تكييف استخدام القدرات في أي غارة.
* توجد بعض التقارير غير المؤكدة القائلة بأن بعض الدول الأخرى في المنطقة بما في ذلك العراق قد استخدمت الطائرات بدون طيار لحمل الأسلحة الكيميائية.
* أجرت سوريا كما تقول التقارير ثلاثة تجارب لصواريخ سكود في العام 2005م.
* حاولت سوريا تطوير قوتها الصاروخية بشراء صواريخ إس إس إكس 26 الروسية أو صواريخ إي اسكاندار الروسي ويتراوح مدى هذه الصواريخ بين 300 إلى 280 كيلومتراً وبالتالي فهو قادر على إصابة المدن الإسرائيلية الرئيسية مثل حيفا وتل أبيب وأورشليم.
* صاروخ إس إس أكس 26 يعمل بالوقود الصلب وبالتالي فهو يحسن قدرات سوريا، إذا كانت روسيا قد وافقت على بيعه للسوريين.
• الإستراتيجية والتكتيك السوري المحتمل:
* يرى العديد من الخبراء بأن ترسانة السلاح السوري تهدف لردع أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية.
* يرى خبراء آخرون بأن سوريا قد تلجأ لاستخدام ترسانتها من الأسلحة غير التقليدية وتحديداً الكيميائية أو البيولوجية لمنع القوات الإسرائيلية من القيام بعمليات الحشد والتعبئة على حدودها بما يسمح لسوريا بمفاجأة إسرائيل قبل قيامها بأي هجوم مفاجئ جديد ضد سوريا.
* لا يمكن تحديد شيء قاطع حول المذهبية السورية في استخدام القدرات غير التقليدية لأنه لا توجد أي معلومات حول النوايا أو الخطط السورية.
* ماذا وراء تحليل كورديسمان: أبرز التساؤلات والشكوك:
يعتبر أنطوني كورديسمان من أبرز الخبراء الأمريكيين في مجال البحوث والدراسات الإستراتيجية السياسية – الأمنية – العسكرية، وعلى وجه الخصوص تلك البحوث والدراسات المتعلقة بقضايا الشرقين الأوسط والأدنى وتحديداً سوريا، إسرائيل، العراق، إيران، السعودية إضافةً إلى قضايا النفط وبرامج التسلح ومسائل الأمن الإقليمي الشرق أوسطي.
تتميز تقارير وتحليلات كورديسمان بمظهرها العلمي – الأكاديمي من جهة ومن الجهة الأخرى تتميز بالخبث والمكر الشديد لجهة التحيز غير المعلن لأمريكا وإسرائيل.
وفي التحليل المقارن الذي استعرضناه نلاحظ أن كورديسمان قد زعم عدم وجود المعلومات الكافية عن الخطط والنوايا الإسرائيلية وهو زعم غير مقنع خاصةً وأنه يأتي من قبل خبير استراتيجي في مكانة كورديسمان.
كذلك نشير إلى سوابق تحليلية أخرى وردت من خلال تقارير كورديسمان حول العراق والتي ظل يتناول فيها أخطاء الإدارة الأمريكية الفادحة من جهة ولكنه من الجهة الأخرى لا يطالب بانسحاب القوات الأمريكية وإنما باستمرار بقائها المكثف في العراق متذرعاً بأن هدف البقاء الأمريكي الأطول في العراق هو معالجة الأخطاء ومنع التدهور إلى الأسوأ.
أبرز ملاحظة حول تقارير كورديسمان الحالية تتمثل في أنه قد قام بنشرها في نفس القوت الذي حملت فيه التقارير الأخبار والمعلومات حول قيام مفتشي وكالة الطاقة الذرية العالمية بمحاولة تقصي الحقائق حول الأنشطة النووية السورية المزعومة، ونلاحظ أيضاً أن كورديسمان قد أشار إلى الصور التي نشرتها إدارة بوش حول الأنشطة النووية السورية المزعومة والتي سخر العالم منها باعتبارها صوراً مفبركة وتحدث العديد من خبراء تكنولوجيا المعلومات بأنها صور تمت معالجتها ببرنامج الفوتوشوب وبأن محاولة استخدامها كذريعة ضد سوريا تأتي على غرار نفس الصور التي سبق أن قدمتها الإدارة الأمريكية في السابق كذريعة تقول بأن العراق يملك أسلحة دمار شامل وهي الذريعة التي اعتمدت عليها إدارة بوش وحكومة طوني بلير في تنفيذ عملية غزو واحتلال العراق وبعد اكتمال ذلك تراجعت إدارة بوش واصفة المعلومات والصور بأنها لم تكن صحيحة وبرغم ذلك ما زال العراق تحت الاحتلال الأمريكي العسكري وما زال كورديسمان يكتب ويعد الدراسات الإستراتيجية التي لم تطالب حتى الآن بخروج القوات الأمريكية من العراق.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد