اختتام المؤتمر 23 للاشتراكية الدولية في أثينا
اختتم المؤتمر الـ23 للاشتراكية الدولية أعماله اليوم في أثينا بحضور المئات من ممثلي الأحزاب الاشتراكية من جميع أنحاء العالم، وناقش على مدى ثلاثة أيام قضايا دولية هامة وقبل انضمام أعضاء جدد في عضويته، بينما شكك بعض المشاركين في قدرته على تطبيق قراراته.
وقد حظيت القضية الفلسطينية بجزء كبير من الاهتمام والجدل العنيف في المؤتمر، الذي انطلق الاثنين الماضي بمشاركة وفود من عدة دول عربية كلبنان وفلسطين واليمن وموريتانيا، كما شارك وفد من الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو).
وألقى زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي ترأس الوفد اللبناني خطابا تحدث فيه عن الأوضاع في لبنان، ووصفه مراقبون بأنه كان معتدلا تجاه سوريا وحزب الله.
أما رئيس حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي فقد شن هجوما عنيفا على رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، وفند ادعاءات الأخير بشأن المطالبة بوقف العنف والإرهاب وتحسن الأوضاع في القدس وإنهاء حصار غزة.
وقال البرغوثي للجزيرة نت إن التجاوب مع خطابه كان ملحوظا رغم اختلافه عن الخطاب الرسمي الفلسطيني، وأضاف أن الخطاب ربما عبر عن أشياء لم يستطع الخطاب الرسمي التعبير عنها.
كما وجه عدد من المتكلمين انتقادات حادة إلى العالم الأول بخصوص سياساته الغذائية التي تسببت بهلاك الملايين في العالم الفقير.
وأعاد المؤتمر انتخاب جورج باباندريو الرئيس السابق للاشتراكية الدولية لفترة ثانية، وقال النائب من حركة باسوك الاشتراكية اليونانية خريستوس بابوتسيس للجزيرة نت إن إعادة انتخاب باباندريو تأتي اعترافا بقدرته على قيادة الحركة الدولية.
وردا على سؤال إن كانت الاشتراكية الدولية ستتخذ أي مبادرة تجاه حصار غزة قال بابوتسيس إن الحركة لا تستطيع أن تتخذ مبادرة كهذه، لكنها يمكن أن تدعم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في هذه المبادرات.
وقد لوحظ تفاوت التقديرات حول قدرة الاشتراكية الدولية على تطبيق قراراتها، ففي حين قال فريق إن لها القدرة على ذلك مستشهدا بكون أحزابها إما حاكمة أو أحزاب معارضة رئيسة في بعض الدول رأى فريق آخر هذا الكلام مبالغا فيه، بينما نفى آخرون نية الحركة التدخل أصلا.
ورغم أن آخرين ذكروا بالأصول اليهودية للاشتراكية الدولية، رأوا المشاركة في هذا المنتدى الدولي أفضل من تركه.
واعتبر رئيس تكتل القوى الديمقراطية الموريتانية أحمد ولد داداه أن الاجتماع نوع من الفضفضة السياسية، وأضاف أن "الحركة الدولية تكتفي بالمواقف العمومية تجاه القضايا الحساسة، لكنهم أفضل من نظرائهم اليمينيين، وإن كان بعضهم له سياسات سيئة مثل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير".
وتم في هذا المؤتمر قبول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) عضوا مراقبا في الاشتراكية الدولية بعد انتظار طويل.
وقد أعرب ممثل الحركة العضو القيادي في الجبهة محمد سيداتي للجزيرة نت عن سعادته بهذا الإنجاز، واعتبر أنه خطوة على طريق تقرير مصير الشعب الصحراوي.
وقال سيداتي إن الأثر العملي لهذا القرار سيتجلى في إقحام الأممية الاشتراكية أكثر في قضية الصحراء الغربية ودعمها لتطبيق حق تقرير المصير على شعبها، وأضاف أن الحركة الدولية تحولت الآن إلى منتدى للشعب الصحراوي للتعبير عن طموحاته.
كما قبلت الحركة كذلك عضوية الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي برئاسة الرئيس العراقي جلال الطالباني، الذي أثارت مصافحته لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك زوبعة من ردود الفعل.
وعن هذه المسألة قال الناطق الرسمي باسم الاتحاد ملا بختيار إن الطالباني لم تكن لديه أي نية لمصافحة باراك، لكن الأخير كان المبادر.
وقال بختيار إن المؤتمر أيد العملية الديمقراطية الجارية اليوم في العراق، بينما لم يتحدث عن ضرورة رحيل الاحتلال الأميركي، حسب قوله.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد