وزير الخارجية الإيراني إلى دمشق

كشفت مصادر سورية مطلعة،  أمس، أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي سيزور دمشق يوم الخميس المقبل للقاء الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم للاطلاع على نتائج زيارة الرئيس الأسد إلى باريس، ومناقشة قضايا بينها مطالبة الجانب الفرنسي بأن تلعب سورية «دوراً» لدى طهران لتقديم «دليل» عن عدم امتلاكها برنامجا نوويا عسكريا.

ويعتقد بأن زيارة متقي إلى دمشق يومي الخميس والجمعة المقبلين، ستأتي بعد قيام المعلم بتسليم الرئيس ميشال سليمان دعوة من الأسد إلى زيارة دمشق. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طلب من الرئيس الأسد خلال لقائهما الثنائي يوم السبت بالعمل لدى طهران كي تقدم «دليلاً» عن عدم امتلاك برنامج نووي وليس فقط الحديث عن ذلك. وعلم أن اتصالات سورية - إيرانية جرت خلال اليومين الأخيرين، وأسفرت عن الاتفاق على موعد زياة متقي.

وقالت المصادر ذاتها إن الوزير الإيراني يريد «الاطلاع من الجانب السوري على آخر التطورات في مسائل تتعلق بزيارة باريس والمفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل والتنسيق ازاء الوضع اللبناني». ولاحظت المصادر السورية «اختلافاً في المقاربة الفرنسية، إذ بعدما كان الحديث يدور عن ابتعاد دمشق عن طهران، تحدث ساركوزي عن لعب دمشق دوراً مع ايران».

وأوضح الوزير المعلم في لقاء مع عدد من الصحافيين أن الرئيس الفرنسي «يريد الاستثمار في العلاقات السورية - الإيرانية لخفض التوتر في الشرق الأوسط. هناك سوء فهم ازاء البرنامج النووي الايراني السلمي وبين ما يدعيه الاميركيون من أن هناك برنامجاً عسكرياً». وزاد أن في امكان دمشق القيام بدور لـ «ازالة سوء الفهم» بين طهران والدول الأوروبية، مشيراً الى أن «ايران تؤكد أن برنامجها سلمي وأميركا تقول إنه عسكري. هناك جهة ثالثة وهي الوكالة الدولية للطاقة مخوّلة بالأمر، وتقول إن ليس لدى ايران برنامج عسكري». وعزت أوساط سورية مطلعة «الاختلاف» في مقاربة ساركوزي إلى «ارتفاع حدة القلق في الدول الأوروبية من احتمال لجوء ادارة الرئيس جورج بوش لعمل عسكري خلال الأشهر المقبلة، وبالتالي تريد الدول الأوروبية القيام بكل الجهود للحيلولة دون ذلك».

إلى ذلك، أشارت المصادر ذاتها الى أن متقي سيطّلع من الجانب السوري على الاتصالات غير المباشرة مع اسرائيل التي كانت ضمن المحادثات بين الرئيس الأسد وكل من رئيس الوزرء التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال لقائين منفصلين عُقدا أمس.

وجاء لقاء أردوغان مع الأسد بعد لقائه (رئيس الوزراء التركي) مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر اسرائيلي أن أولمرت والأسد «أجريا محادثات غير مباشرة عبر أردوغان».

واوضح مصدر سوري ان جزءاً من لقاء الاسد واردوغان كان «مغلقا» وانه جاء بعد محادثات رئيس الوزراء التركي مع نظيره الاسرائيلي ايهود اولمرت، علما ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم التقى اول امس نظيره تركي علي باباجان. وزاد ان الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل ستجري في اليومين الاخيرين من الشهر الجاري في اسطنبول.

وقال رئيس الوزراء التركي إن الطرفين مصممان على الاستمرار في المفاوضات غير المباشرة، لافتاً الى أنها «مستمرة وآمالنا كبيرة وستبقى عالية. آمالنا مثلما كانت في البداية لا تزال عالية، وتصميمنا قوي على تحقيق السلام».

وأوضحت مصادر سورية اطلعت على نتائج لقاء الأسد - أردوغان، أن رئيس الوزراء التركي أعرب عن «سعادته بأن يرى سورية فاعلة على الساحة الدولية»، مشيرة الى أن آخرين حاولوا تحجيم الدور السوري لكن المحاولات «انكسرت» وخير مثال مشاركة الأسد في القمة المتوسطية أمس.

وشبّه الرئيس الأسد المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل باتصالات جرت قبل مؤتمر السلام في مدريد عام 1991 لأن العمل جار على تحضير كل النقاط وصولاً الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل. وقالت المصادر إن الجانبين تحدثا عن «العمل على كل المسارات الاقتصادية والسياسية والمشروع المتوسطي والمفاوضات السلمية في آن».

ونقلت المصادر عن أردوغان أن تركيا بدأت برعاية المفاوضات بين سورية واسرائيل لأنها «تؤمن بأن هناك فرصة لتحقيق السلام. ولولا ذلك لما كنا قمنا بذلك»، مشيرة الى أن الأسد أطلع اردوغان على امكان أن يكون لفرنسا دور في رعاية المفاوضات المباشرة بعد «الاتصالات التمهيدية غير المباشرة» الجارية الآن.

وكان موضوع السلام مطروحاً أيضاً في اللقاء بين الأسد وبان. وقالت مصادر المجتمعين إن الرئيس السوري تحدث عن «أهمية تحقيق السلام على المسارات التفاوضية كافة وصولاً الى السلام العادل والشامل»، وعن أن تحقيق السلام على المسار الفلسطيني يتطلب الوحدة الوطنية والحوار بين «حماس» و «فتح».

إبراهيم حميدي

المصدر: الحياة