موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين:إبداعات أجيال متلاحقة
في إطار نشاطها في المجال الموسوعي، أصدرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في آخر 2004، المجلدات الأربعة الأولى من «موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين». وتأتي هذه الموسوعة لتدعم جهود المنظمة في حفظ التراث الحضاري العربي الإسلامي وتوثيقه والتعريف به ولتوفير المراجع للباحثين والدارسين، وفي هذا الإطار تعمل الموسوعة على تحقيق الأهداف الآتية:
- تعريف العالم بحضارة العرب وإسهاماتهم الفكرية في مسيرة الحياة البشرية وبآثار علمائهم في مجالات العلوم المختلفة.
- إحياء ذكرى العلماء والمبدعين والمفكرين الذين كتبوا في مختلف ضروب المعرفة، والتمثل الجاد لمكانة الحضارة العربية الإسلامية في تاريخ العلم في العالم الإسلامي وفي الغرب.
- تكوين وعي جديد لدى المثقف العربي يجعله يثق في التراث العربي ودوره في تنمية المعرفة.
- توفير مصدر علمي عربي موثوق به، يكون مرجعاً أميناً لكل طلاب المعرفة من الأساتذة والباحثين والطلبة.
- إتاحة الفرصة للعلماء والباحثين العرب لكتابة تاريخهم الثقافي والحضاري من وجهة نظرهم، وتصويب الأخطاء التي تسربت إلى هذا التاريخ من خلال غيرهم، سواء متعمدة أو عن جهل.
- الرد على الحملات المغرضة التي تروجها أوساط معادية للعروبة والإسلام في هذه الظروف المستجدة.
وتستوعب الموسوعة كل مجالات المعرفة في الحضارة العربية الإسلامية: من علوم دينية (علوم القرآن الكريم)، الحديث النبوي الشريف، الفقه وأصوله، علم الكلام، العقيدة والزهد والتصوف، الدعوة والإصلاح...، وعلوم إنسانية: الأدب، الترجمة، الحضارة، اللغة، التاريخ، العمارة، الجغرافيا، الرحلات، الملاحة...، وعلوم طبيعية وتطبيقية: (الرياضيات، الفيزياء والكيمياء، الفلك، الحيوان، النبات...، وعلوم الطب والصيدلة)، باعتبار أن إسهام العرب في هذه العلوم كان بارزاً ومهماً. وتغطي الموسوعة الفترة من ظهور الإسلام حتى العصر الحديث (حدود عام 2000)، وتشمل علماء المشرق والمغرب والأندلس وصقلية، إلى جانب العلماء الذين عاشوا في بلاد فارس والعالم الإسلامي العثماني، وآسيا الصغرى والكبرى وشبه القارة الهندية، وشرق إفريقيا وغربها وكل من كتب باللغة العربية أو انتمى إلى الحضارة العربية الإسلامية أو ترك إنتاجاً مكتوباً باللغة العربية، فضلاً عن استيعابها العلماء من غير المسلمين ممَن ارتبطت كتاباتهم باللغة العربية، من سريان، وكلدان، وآشوريين، ويهود.
ويفرد كل علم من هؤلاء الأعلام بمدخل يقوم بتحريره أستاذ جامعي أو كاتب متخصص، ويغطي الجوانب المختلفة من إنتاجه المطبوع والمخطوط، وإذا ما تعدت مجالات اهتمام الشخصية إلى أكثر من مجال معرفي واحد فإن المنظمة أوكلت أكثر من باحث واحد تناول الجوانب المختلفة للعلم، ثم تعمد إلى صياغة مدخل واحد من المداخل المتعددة، وينشر المدخل بأسماء الكتاب جميعهم.
وتعاونت المنظمة في إنجاز الموسوعة مع أكثر من 70 جامعة عربية وإسلامية وعالمية، ويقوم على كتابة مداخل الموسوعة أكثر من 2000 باحث وأستاذ جامعي متخصص من الدول العربية والإسلامية وفق المنهج الذي حددته اللجنة العلمية. ويقوم بالمراجعة العلمية أعضاء اللجنة العلمية كل في مجال اختصاصه، وثلة من كبار العلماء والمفكرين ممن تستعين بهم المنظمة. ويقوم على الصياغة العامة وتطبيق المنهج نخبة من المتخصصين في التحرير بإشراف مدير الموسوعة. وللاستعانة بأكبر قدر من الخبراء ركزت المنظمة خلايا علمية لمساعدتها على اختيار الباحثين. واقتراح أسماء العلماء وتقديم المشورة في معظم الدول العربية، إضافة إلى خلايا علمية في كل من إيران، وتركيا، والهند، وقازاخستان، وماليزيا، والنيجر ونيجيريا، ومالي والسنغال، وبوركينا فاسو، وغيرها.
وعلى رغم أن المشروع لا يزال قيد التنفيذ فقد بلغ إجمالي المداخل التي تم إنجازها حتى الآن نحو 80 في المئة من الفهارس التي تم ضبطها، وأنجزت المنظمة بصورة كاملة ونهائية ربع حجم الموسوعة، ويتمثل في سبعة حروف هي: (أ- ب- ت - ث - ج - ح - خ)، وتعاقدت مع أحد الناشرين المعروفين في لبنان. وتم في 2004 إصدار المجلدات الأربعة الأولى، وسيتواصل تباعاً إصدار بقية المجلدات وتتوقع المنظمة أن يكون إجمالي مجلدات هذه الموسوعة 50 مجلداً في نهاية تنفيذ المشروع بأكمله وستكون الحصيلة الإجمالية لصفحات الموسوعة بين 45000 و50000 صفحة.
خالد عزب
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد