البرلمان العراقي يؤجل التصويت على قانون الانتخابات
أرجأ رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، أمس، جلسة البرلمان للتصويت على مشروع قانون انتخابات مجالس المحافظات لمدة شهر على الأقل، بعد الفشل في التوصل إلى حل لمعضلة محافظة كركوك، التي هدد زعماء العشائر العربية فيها باستخدام القوة دفاعا عن عروبتها، ردا على مطالبة الأكراد بإلحاقها بإقليم كردستان شمالي العراق.
وكان النواب اجتمعوا، أمس، عشية العطلة الصيفية للبرلمان على أمل التوصل الى تسوية بشأن قانون الانتخابات، وأقروا بغالبية الأصوات الموازنة التكميلية للبلاد البالغة ٢١ مليار دولار أميركي.
وأعلن المشهداني تأجيل التصويت على »قانون انتخاب مجالس المحافظات« إلى ٩ أيلول المقبل، بعد فشل النواب في التوصل إلى حل للخلافات حوله. وأشار إلى »تشكيل لجنة للتفاوض بهدف الوصول إلى صيغة توافقية«، وقال »سيشارك في اللجنة أعضاء من جميع الكتل البرلمانية، وستواصل بحثها بإشراف الأمم المتحدة«.
ويستمر عمل هذه اللجنة خلال توقف جلسات البرلمان، وسيدعو المشهداني إلى عقد اجتماع طارئ، خلال عطلته الصيفية، لدى توصلها إلى صيغة توافقية.
إلا أن النائب الأول لرئيس البرلمان خالد العطية أعلن أن »هناك احتمالا ضعيفا لعقد جلسة استثنائية«. وقال »في حال إقرار القانون مطلع أيلول المقبل، من الممكن إجراء الانتخابات هذا العام«.
وقال المدير السياسي لبعثة الأمم المتحدة في العراق أندرو غيلمور، في بيان، »لقد فعلت الأمم المتحدة كل ما بوسعها لمساعدة الأطراف في الوصول لاتفاق بشأن نص توفيقي بشأن كركوك، ووصلت الليل والنهار ساعة بعد ساعة«. وأضاف »لقد ضاعت (أمس) فرصة مهمة لإصدار قانون للانتخابات«.
إلى ذلك، هدد زعماء العشائر العربية في محافظة كركوك، خلال مؤتمر لعشائر كركوك في بلدة الحويجة، شارك فيه أكثر من ٥٠٠ شخصية بينهم زعماء عشائر العبيد والجبور والبوحمدان، وممثلون عن قوات »الصحوة«، باستخدام القوة دفاعا عن كركوك.
وقال الشيخ حسين علي الجبوري، رئيس مجلس قضاء الحويجة ورئيس »الكتلة العربية الموحدة«، إن »للعرب صبرا محدودا، وإذا ما أجبروا على المواجهة فإنهم لها، لكننا لا نريد اللجوء إلى العنف. نحن جاهزون ولدينا قدرات وإمكانات لا يستهان بها«. وأكد أن »العشائر العربية في كركوك على استعداد، ولديها امتدادات في عموم المدن العراقية«. وشدد الجبوري، الذي يتزعم قيادة قوات »الصحوة« في الحويجة، على أن »هدفنا هو انتزاع حقوق العرب وتأكيد عراقية كركوك«.
من جانبه، أعلن حسين الكضاوي، أحد زعماء العشائر، أن »المؤتمرين بعثوا برسالة إلى نواب البرلمان العراقي، تؤكد على ضرورة تثبيت مطالب العرب والتركمان في اعتماد الإدارة المشتركة للسلطتين التنفيذية والتشريعية في كركوك« مع الأكراد. وقال إن »عشائر كركوك ناشدت القيادات الكردية اعتماد منطق العقل، لان مستقبل كركوك لا يمكن أن يحسم من جانب مكوّن واحد فقط«، مؤكدا أن »العرب لم ولن يسمحوا بتمرير ذلك، لأنه سيلحق ضررا كبيرا بالعراق والمنطقة«.
وتظاهر مئات العراقيين في مدينة صلاح الدين رفضا لضم كركوك لإقليم كردستان.
وفي نيويورك، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكوا، في إفادة أمام مجلس الأمن الدولي، إن ممثل المنظمة في العراق ستيفان دي ميستورا، يواصل العمل على حل مقبول بشأن مستقبل مدينة كركوك، وأنه سيقدم مقترحات بهذا الشأن في الخريف المقبل.
وحذر باسكوا من عواقب عدم الاتفاق على قانون الانتخاب، وذلك للمضي قدماً في إجراء الانتخابات المحلية. ومن المتوقع أن يعتمد مجلس الأمن غدا الجمعة بالإجماع قرار تمديد فترة ولاية بعثة الأمم المتحدة في العراق لمدة عام.
وكرر القائم بأعمال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة اليخاندرو وولف اتهامات واشنطن لدمشق وطهران بمساعدة الميليشيات المسلحة داخل العراق. وقال إن »سوريا هي البوابة الأولى للإرهابيين الأجانب الذين ينتقلون إلى داخل العراق، ويجب على حكومة سوريا القيام بالمزيد لوقف عمليات شبكات المقاتلين الأجانب داخل أراضيها«.
وعن ايران، قال وولف »إن الأنشطة المميتة لقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني تناقض سياسة إيران الرسمية المعلنة بشأن دعم الحكومة العراقية، ويجب أن تتوقف«.
ولكن مندوب العراق لدى الأمم المتحدة حامد البياتي تبنى لهجة أكثر دبلوماسية، موضحا أن لبلاده علاقات حوار جيدة مع جيرانها، بما في ذلك سوريا وإيران و»لدينا كذلك قنوات خاصة للاتصال، نثير من خلالها كل القضايا ذات الاهتمام، بما في ذلك مشكلة تسلل الإرهابيين إلى داخل العراق«.
من جهة أخرى، اعتقلت القوات العراقية ٣ »انتحاريات« قرب بعقوبة. وقتل عراقي وجرح ،١٠ في تفجير انتحاري في الموصل.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد