البرزاني يعرض استضافة القوات الأميركية
أعلن وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري، أمس، أن هناك نقاطا لا تزال تحتاج إلى توضيح في ما يتعلق بالمعاهدة الاستراتيجية بين واشنطن وبغداد، مشيرا إلى انه إذا فشلت المفاوضات فإن العراق سيطلب من مجلس الأمن الدولي تمديد التفويض الممنوح للاحتلال، فيما رأى قائد القوات الأميركية الجنرال راي اوديرنو أن فرص المفاوضات باتت ضئيلة.
وقال زيباري، لصحيفة »ا بي ثي« الاسبانية، »ينبغي أن نوضح بعض النقاط، مثل أمور قضائية، أي أن تحكم القوانين الأميركية (الوضع) داخل قواعدهم«. وأضاف »لم يعد بإمكانهم مواصلة اعتقال عراقيين لاحتجازهم داخل سجونهم، هذه الصلاحية تعود لمحاكمنا«. وتابع »وأخيرا، سيادة البلد على المحك في بعض الأوجه، مثل المجال الجوي الذي لا يزال في الوقت الراهن تحت سيطرتهم«.
وأشار زيباري إلى انه إذا لم يتم التوصل إلى أي اتفاق »فسنحاول مجددا دعوة مجلس الأمن الدولي للحصول على تمديد. في الحقيقة، مغادرتهم الآن قد تكون لها عواقب وخيمة، سواء على المستوى الأمني أو على مستوى اقتصادنا«، موضحا »سنكون بحاجة إلى دعم الأميركيين وتدريبهم حتى عام ٢٠١١ على الأقل«.
وأعلن زيباري أنه تحدث مع المرشحين إلى البيت الأبيض باراك أوباما وجون ماكين، اللذين أكدا له أن »المحاور الأساسية للسياسة الأميركية في العراق لن تتغير«.
وقال الجنرال أوديرنو، لصحيفة »واشنطن تايمز«، إن فرص التوصل إلى اتفاق حول »المعاهدة« تتراوح بين ٢٠ إلى ٣٠ في المئة، مضيفاً أن فرص التوصل إلى اتفاق مع الحكومة العراقية يضفي شرعية على وجود قوات الاحتلال بعد نهاية العام الحالي »أصبحت ضئيلة«. وكرر »أعتقد أنه (الاتفاق) مهم لحكومة العراق. انه مهم للأمن والاستقرار هناك«.
وعرض »رئيس حكومة« إقليم كردستان شمالي العراق مسعود البرزاني، في مقابلة مع الصحيفة، استضافة القوات الأميركية في الإقليم إذا رفضت الحكومة المركزية الاتفاق، مضيفاً أن »شعب كردستان يقدر التضحيات التي قدمتها القوات الأميركية من أجل حريته«.
وقال مسؤولون عراقيون إن رئيس الحكومة نوري المالكي أعلن خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي عبد الله غول انه سيرسل وفودا إلى دول الجوار لإطلاعها على »المعاهدة«.
إلى ذلك، استنكرت تجمعات، نظمتها جهات حكومية ومدنية في بغداد وجنوبها، استهداف المسيحيين في الموصل. وطالب رئيس المجلس البلدي في حي الكرادة محمد الربيعي »الحكومة بتوفير الأمن لهم وتأمين حياة مستقرة وإعادتهم إلى ديارهم«.
من جهته، قال لويس الشابي، أحد قساوسة كنيسة القديس يوسف للكلدان، إن »التجمع يعبر عن الاستياء حيال التهجير القسري الذي تعرض له المسيحيون في نينوى«، مشيرا إلى أن »معظم الحاضرين من المسلمين المتضامنين مع إخوانهم المسيحيين«.
وفي الحلة، كبرى مدن محافظة بابل، تجمع مئات من أفراد المنظمات المدنية والحكومية في باحة كنيسة مريم العذراء تنديدا بالعنف ضد المسيحيين. وقال ممثل الطائفة المسيحية في بابل سامي متى إن »تهجير المسيحيين فتنة من أعداء العراق مثلما حصل بين الطوائف الأخرى«.
إلى ذلك، أعلنت وزارات الدفاع والداخلية والصحة في العراق أن عدد القتلى خلال تشرين الأول الماضي بلغ ٣١٧ شخصا، أي بانخفاض نسبته ٢٨ في المئة، مقارنة مع أيلول الماضي عندما قتل ٤٤٠ شخصا. وقتلت قوات الأمن العراقية وقوات الاحتلال ٤٤ »إرهابيا« واعتقلت ٨٥٥ آخرين.
في المقابل، قتل ١٣ عسكريا أميركيا، بينهم ٨ قتلوا في المعارك، فيما لقي ٢٥ منهم مصرعهم خلال أيلول. وكان ١٣ جنديا أميركيا قتلوا في تموز الماضي، في ما اعتبر حينها أدنى حصيلة شهرية منذ الغزو في عام .٢٠٠٣
ميدانيا، أعلنت قوات الاحتلال الأميركي اعتقال ٣٩ »مجرماً تدعمهم إيران« ومصادرة نصف مليون دولار مخصصة لدعم »الإرهاب« في العراق. وأعلن قائد شرطة محافظة الأنبار اللواء طارق يوسف اعتقال ٢٢٠ شخصاً في مداهمة في قرية العويسات في المحافظة. وفجر مسلحون جزءاً من خط لأنابيب المياه في بغداد، ما أدى لقطع مياه الشرب عن مئات الألوف من الناس.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد