تبادل وثائق ومحاضر أمنية بين دمشق وبيروت
يتواصل تنفيذ قرار تفكيك تنظيم »فتح الإسلام«، حيث بدا الاستنفار الأمني اللبناني واضحاً، من خلال توسيع دائرة التوقيفات، فيما كشفت مصادر سياسية لبنانية بارزة أن الجانبين الأمنيين السوري واللبناني تبادلا، للمرة الأولى، محاضر ومعلومات حول الشبكات الإرهابية في البلدين، وهو الأمر الذي ساعد كثيراً في توقيف »خلايا إرهابية نائمة« في الأراضي اللبنانية، مثلما طلب الجانب السوري أن يشمل الأمر موضوع المجموعات التي تستهدف أمن واستقرار سوريا سواء أكانت من نوع تنظيم »فتح الإسلام« أو بعض المجموعات المعارضة التي اتخذت في مرحلة ما من لبنان ساحة لاستهداف النظام السوري.
وبالتزامن مع ذلك، أكدت مصادر دبلوماسية عربية أن ما نشهده أمنياً في الساحتين السورية واللبنانية، كما في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا، »هو ترجمة دقيقة لقرار عربي كبير بإقفال ملف تنظيم »فتح الإسلام«، وهو الأمر الذي أكد عليه في بيروت مؤخراً نائب رئيس المخابرات المصرية عمر القناوي ومن بعده مدير المخابرات الفلسطينية العامة سامح عبد المجيد.
وفيما لم يبرز أي عنصر أمني جديد على صعيد تسليم أمير تنظيم »فتح الإسلام« عبد الرحمن أبو محمد عوض المتواري داخل مخيم عين الحلوة، ومعه أيضاً بعض المطلوبين، واصلت القوى الأمنية، أمس، ملاحقاتها للمشتبه في تورطهم مع »فتح الإسلام«، فنفذت سلسلة مداهمات في طرابلس والبداوي وأوقفت عدداً من الأشخاص، وذلك استناداً إلى بعض الاعترافات التي أدلى بها بعض الموقوفين.
ففي البداوي قام فريق من القوة الضاربة في فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بمداهمة مبنى »نوح« الواقع في منطقة جبل البداوي الملاصقة للمخيم الفلسطيني، حيث قام الفريق بتفتيش شقتين في الطبقة الثانية تعودان لشخص فلسطيني من آل الملك، مقيم في الدانمارك ويحمل الجنسية الدانماركية، يعتقد أن زعيم تنظيم »فتح الإسلام« شاكر العبسي كان أقام في إحداهما خلال وجوده في المنطقة بعد هروبه من مخيم البارد.
وقد أوقفت القوة الأمنية المدعو (ح . الملك) شقيق صاحب الشقتين لاستجوابه.
وخلال القيام بأعمال التفتيش التي استمرت زهاء ساعتين من الزمن، نفذت القوة الأمنية طوقاً حول منطقة جبل البداوي التي تضم مجمعات سكنية عدة، واتخذ عناصرها مراكز على أسطح الأبنية.
وأشارت المعلومات الأمنية الى انه لم يتم العثور على أي شيء داخل الشقتين واقتصر الأمر على توقيف شخص واحد.
كما سلم ثلاثة أشخاص لبنانيين من محيط المخيم أنفسهم لمخابرات الجيش اللبناني في طرابلس، وذلك استناداً إلى استدعاء مسبق لهم.
وفي طرابلس واستناداً لاعترافات الموقوفين نفذت قوة من فرع المعلومات، فجر أمس، سلسلة مداهمات لمنازل في التبانة والزاهرية، لكنها لم تعثر بداخلها على شيء، كما داهمت مبنى قيد الإنشاء في منطقة »الضم والفرز«، وأوقفت الفلسطيني (ع. خ.)، واستمعت إلى إفادات مجموعة من عمال البناء الفلسطينيين عددها ثمانية أشخاص، فيما تم نقل الموقوف إلى بيروت.
وأفادت المعلومات أن (ع.خ.) يشتبه في تورطه مع أحد التنظيمات المسلحة، ومحاولته تجنيد عدد من العمال الفلسطينيين، فضلاً عن الاشتباه في قيامه بتسهيل بعض المهمات لعدد من المتورطين (وذلك بحسب المصادر الأمنية).
ومن المقرر أن يعقد ظهر اليوم اجتماع موسع في ثكنة الشهيد محمد زغيب في صيدا هو الأول من نوعه على هذا المستوى. يشارك فيه نائب مدير مخابرات الجيش اللبناني العقيد عباس ابراهيم ومدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العقيد علي شحرور وأكثر من ٥٠ شخصية فلسطينية من مخيم عين الحلوة ويخصص لطرح مشكلة الخيارات المتاحة لحل مشكلة أبو محمد عوض.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد