(وثائق سورية): نص كلمة القوتلي بمناسبة عيد الثورة المصرية
(تحتفل الجمهورية العربية المتحدة باليوم الثالث والعشرين من يوليو، وهو اليوم الذي حققت فيه مصر نهضتها الجبارة وانطلاقها نحو المجد والحرية والكرامة، بقيادة رجالها الأحرار وأبنائها الأبرار ضد قوى الشر
إن الشعب العربي في جميع أقطاره، يشارك الجمهورية العربية المتحدة شعورها في الاحتفال بذكرى الثورة المصرية الجديدة، ثورة الثالث والعشرين من يوليو من عام 1952، التي نادى إليها وقام بها فريق من رجال الإيمان والإخلاص والجرأة والتضحية، وظلوا ينتقلون بها من دور إلى دور، ومن نصر إلى نصر، حتى تحقق للجميع نجاح أول تجربة من نوعها في تاريخ العرب العظيم.
ومما هو جدير بالتقدير والإعجاب أن وثبة الثالث والعشرين من يوليو لم تكن في أهدافها وأغراضها محدودة المكان، ضيقة على حدود القطر المصري وحده، بل أنها أسفرت منذ المرحلة الأولى عن وجهها العربي الصميم، وتبين إلى كل من يراقب ذلك الحدث أن ثورة قومية من الطراز الأول ترتسم معالمها في وادي النيل، وأنها ليست تعبيراً عن إرادة العرب سكان الوادي وحدهم، بل هي تعبير عن إرادة الأمة العربية واستجابة لنداء القومية العربية وتعزيز وتوكيد لكل حرية قومية عربية نبعت من أرض العرب منذ أوائل القرن في سبيل الحرية والوحدة.
بعد هذا اليوم العظيم في تاريخ مصر والعرب عامة جرت بين الجزأين العربيين مصر وسوريا عدة لقاءات على صعيد التعاون والعمل المشترك، وظلت الأحداث تتوالى بين هذين الجزأين العربيين فتزايدهما في ساحة النضال المشترك عزماً وإيماناً، حتى أصبحت وحدة العمل بينهما أمراً واقعاً لا بد من إعلانه وإعطائه شكله الدستوري الذي أعلناه في القاهرة.
وإن ذكرت الثورة المصرية في تاريخها الحديث وما كان من وراء هذا اليوم من أحداث هزت الشرق والعالم في معركة التأميم، وفي معركة بورسعيد ثم إعلان الوحدة بين الإقليمين ومولد الجمهورية العربية المتحدة، فأنني أذكر أبداً من هذا اليوم الخالد رجل القيادة والنضال الملهم أخي الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة هذه الجمهورية العزيزة التي كانت ثمرة يانعة من ثمار الإيمان بالله والحق ومن ثمار النضال المشترك)).
المصدر:
صحيفة الأهرام 24/7/1958.
الجمل- إعداد: سليمان عبد النبي
إضافة تعليق جديد