الأسد وعقيلته يصطحبان العماد عون وعقيلته في زيارة لقلعة حلب
اصطحب الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته أمس العماد ميشيل عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح في مجلس النواب اللبناني رئيس التيار الوطني الحر والسيدة عقيلته في زيارة إلى قلعة حلب اطلعوا خلالها على معالمها الأثرية وقيمتها التاريخية.
وكان العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح في مجلس النواب اللبناني رئيس التيار الوطني الحر والوفد المرافق الذي انضم اليه وزير الاتصالات اللبناني جبران باسيل قدم الى مدينة حلب في اليوم الرابع من زيارته إلى سورية.
وشملت الزيارة التي رافقه خلالها الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية كاتدرائية الأربعين شهيدا للأرمن الأرثوذكس والمطرانية المارونية القديمة والكاتدرائية المارونية والمركز الثقافي لمطرانية الأرمن الأرثوذكس بحلب.
وقال العماد عون خلال جولته انه مهما صعبت الظروف ومهما تعثرت الأمور تبقى صداقة الشعبين السوري واللبناني وعلاقاتهما الاجتماعية والأسرية والتاريخية هي التي تجمع بينهما مؤكداً ضرورة الحفاظ على الجذور التي تجمع الشعبين لأن المراحل الصعبة في حياة الشعوب هي مراحل استثنائية ومراحل الحياة والسلام والمحبة والتلاقي هي المراحل الطبيعية.
وأضاف أشعر اليوم بالغبطة وخلال رحلتي في سورية من مدينة الى أخرى ينتابني شعور بالمحبة والفخر والاعتزاز موضحاً ..عندما كنا في الجامع الأموي بالأمس شعرت أن مار يوحنا موجود بيننا في قلب الجامع ونقيم الصلاة معاً واليوم نحن في أرض جذور المارونية.
وألقيت خلال جولة العماد عون العديد من الكلمات المرحبة والمشيدة بمواقفه الوطنية والمبدئية والعروبية وبالعلاقات التاريخية القديمة بين سورية ولبنان في جميع المجالات مشيرة الى روح التآخي والتعايش التي تسود جميع مناحي الحياة في أنحاء سورية كافة.
وتسلم العماد عون خلال الجولة عددا من الهدايا من ضمنها درع يمثل علامة النصر قوس مار مارون ووسام الشرف الكشفي.
كما التقى العماد ميشيل عون مساء اليوم رجال الدين الاسلامي والمسيحي في حلب.
والتقى العماد عون أيضا وفدا من رجال الاعمال في حلب ودار الحديث حول العلاقات الاقتصادية بين البلدين وسبل تطويرها لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.
حضر اللقاءين الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والدكتور تامر الحجة محافظ حلب.
كماعبر العماد ميشال عون عن اعتزازه بزيارة سورية التي وصفها بالايجابية وقال انه شعر كأنه في بيروت ولم يتفاجأ بالحفاوة الشعبية التي استقبل بها .
وقال العماد عون في مقابلة مع التلفزيون السوري ان العلاقات السورية اللبنانية الآن هي اقوى من اي مرحلة مضت ومن الضروري ان تزال كل التحفظات والمخاوف لافتا الى ان الفريق المقاوم في لبنان كان دائما الى جانب سورية خاصة في الازمات التي مرت بها المنطقة لاثبات ان لبنان ليس الخاصرة الرخوة لسورية .
واضاف رئيس تكتل التغيير والاصلاح لقد عارضنا في موقفنا الذين حاولوا اغلاق الحدود اللبنانية السورية او قطع العلاقات بين البلدين ووقفنا بقوة الى جانب سورية التي ردت على ذلك بقيام علاقات دبلوماسية مع لبنان واثبات حسن نيتها تجاهه .
واوضح رئيس التيار الوطني الحر ان احدا لا يستطيع ان يمنح للبنان سيادته واستقلاله اذا لم يكن ابناؤه موحدين في ظل تفاهم وطني لبناني داخلي .
وقال عون ان سورية وايران هما الدولتان الاساسيتان في المنطقة اللتان دعمتا المقاومة في مواجهتها العدوان الاسرائيلي على لبنان.
وفي رده على سؤال حول التهديدات الاسرائيلية العدوانية الاخيرة على لبنان قال رئيس تكتل التغيير والاصلاح ..ان اسرائيل قوة يمكن ان تدمر ولكن لا يمكن ان تحتل ففي عام1993قامت بحرب اطلقت عليها تصفية الحسابات وفي عام 1996 قامت قوات الاحتلال بحرب عناقيد الغضب ومن ثم قامت بحربها الاخيرة وفي كل هذه الحروب لم تستطع اسرائيل ان تقمع ارادة المقاومة في لبنان لافتا الى ان معنويات الجيش الاسرائيلي لا تسمح له بحرب ثانية على لبنان وفي حال سمحت ستهبط هذه المعنويات الى الحضيض مرة اخرى لانها غير قادرة على فعل شيء .
وبشأن توطين اللاجئين الفلسطينيين اكد العماد عون حق اللاجئين الفلسطينين بالعودة الى ارضهم ووطنهم .
وحول الانتقادات التي وجهت لزيارته لكل من طهران ودمشق قال العماد عون ان هذه الانتقادات دون المستوى السياسي ودون مستوى التفكير ولايمكننا انتظار هذا الفريق لفهم المرحلة والتحولات التي حدثت كي نقوم بهذه الزيارة.
واوضح رئيس تكتل التغيير والاصلاح.. انه ينبغي الانتقال في لبنان من نظام الانتساب الى الطائفة الى المواطنة حتى تخرج كل طائفة في لبنان من الشرنقة التي تعيش فيها ويجب ان تصبح المواطنة هي الطائفة .
واشار العماد عون الى ان كل اللبنانيين يشكلون مكونات المجتمع الحقيقية وعليهم التناغم مع بعضهم ليؤسسوا لحياة مواطنية وليس لحياة طائفية وهذا ما يحتاج الى نضال ومعركة تثقيف وتشجيع للناس على الانفتاح حتى يتم تقبل الاخر .
ولفت عون الى ان بعض الدول الغربية بالرغم من مكافحتها للارهاباحيانا تستخدم الجماعات الارهابية لضرب الاستقرار في بلد ما لسبب معين وتستفيد منه للتدخل في منطقة معينة مؤكدا ان هناك من يستغل ذلك في لبنان وقال ان الارهابيين يتلقون الدعم في الداخل اللبناني من العناصر التي يتعاملون معها سريا لتسمح لهم بالتنقل والوصول الى نقاط اساسية يستطيعون ممارسة الارهاب فيها .
وكان العماد عون زار والوفد المرافق له أمس مدينة حمص المحطة الثانية للضيف الكبير في ثالث أيام زيارته لسورية.
واحتشدت جماهير حمص لتحية الزائر الكبير وهي تحمل الأعلام السورية واللبنانية مرددة الأهازيج والهتافات التي تحيي العلاقات السورية اللبنانية والمواقف الشجاعة والمبدئية للعماد عون.
ويرافق العماد عون في زيارته الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية.
ونوه محافظ حمص المهندس محمد إياد غزال خلال لقاء مع العماد عون في مبنى المحافظة بمواقف العماد الشجاعة مرحباً به في المحافظة كزعيم وطني لبناني كبير.
وقدم المحافظ غزال شرحاً موجزاً عن مدينة حمص وعن التواصل وصلات القربى بين أبناء الشعبين والعلاقات المتميزة التي تربط المواطنين على طرفي الحدود.
وقدم المحافظ هدية للعماد عون وهي عبارة عن تمثال للملكة زنوبيا ملكة تدمر.
كما زار العماد عون في إطار جولته في حمص ووسط ترحيب حشود المواطنين بالضيف الكبير مطرانية سيدة السلام للروم الملكيين الكاثوليك.
وكان في استقباله المطران اسيدور بطيخة مطران الروم الكاثوليك في حمص وحماة ويبرود ورؤساء الطوائف المسيحية وحشد من رجال الدين المسيحي والإسلامي في تعبير عن روح التآخي التي يعيشها أبناء سورية.
وتبادل العماد عون والمطران بطيخة كلمتين وديتين أكدا فيهما عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين السوري واللبناني ووشائج القربى التي تربط بينهما.
وزار العماد عون كنيسة السيدة العذراء ام الزنار حيث كان في استقباله المطران سلوانس بطرس النعمة مطران حمص وحماة وتوابعهما للسريان الارثوذوكس.
وتحدث المطران النعمة في كلمة ألقاها بهذه المناسبة عن روح التآخي والتعايش بين جميع الأديان والطوائف ودور الوحدة الوطنية التي تعيشها سورية في تصليب مواقفها وثباتها على المبادىء لافتاً إلى العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط الشعبين الشقيقين.
وقلد المطران النعمة العماد عون وسام الصليب المقدس تقديراً لمواقفه الوطنية الشجاعة.
ورافق العماد عون في زيارته للكنيستين محافظ حمص.
يشار إلى أن كنيسة سيدة السلام للروم الملكيين الكاثوليك أنشئت عام 1862 وجدد بناؤها عام1971 أما دار المطرانية فأنشئت في أوائل القرن التاسع عشر وكانت الصلاة تقام فيها آنذاك وتعتبر مقرا للمطرانية التي تشمل برعايتها حمص وحماة ويبرود.
وشيد السريان في محافظة حمص كنيسة أم الزنار في سنة 59 ميلادية وسميت بهذا الاسم لوجود زنار السيدة العذراء فيها وكانت قبل وجوده عام 476 ميلادي تعرف بكنيسة السيدة العذراء.
وتتميز الكنيسة بأيقوناتها المشهورة وطرازها المعماري حيث بنيت من الحجر البازلتي الأسود تزينه القناطر والزخارف المعمولة منذ القرن التاسع عشر وهي الان مقر المطرانية السريانية ومركز حاج مهم لكثير من المؤمنين.
وكان دير سيدة صيدنايا البطريركي المحطة الاولى التي زارها العماد عون وسط ترحيب شعبي حاشد تقديرا لمواقفه المبدئية والوطنية.
واستقبلت حشود كبيرة من اهالي المنطقة العماد عون والوفد المرافق له حاملة الاعلام اللبنانية والسورية ترحب بضيف سورية الكبير مؤكدة على الروابط التاريخية الاخوية التي تجمع البلدين الشقيقين.
وكان في استقبال العماد عون لدى وصوله الاب جورج نجمة كاهن الدير والاب رامي معمر كاهن كنيسة السريان بصيدنايا والاب عيسى معمر كاهن رعية الكاثوليك بصيدنايا والام كريستينا باز رئيسة الدير وحشد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية ومن رجال الدين المسيحي والاسلامي.
ويقع الدير الذي بني سنة 547 ميلادية على رابية عالية تشرف على قرية صيدنايا وفيه مكتبة تضم المئات من الكتب والمخطوطات الثمينة وهو يحتل المركز الثاني في الاهمية بعد القدس الشريف من حيث عدد الزوار للاماكن الدينية في الشرق.
والدير مؤسسة رهبانية تابعة لمركز البطريركية الانطاكية في دمشق ويضم ايقونة السيدة العذراء احدى النسخ الاصلية للايقونات الاربع التي رسمت بيد الرسول لوقا البشير اضافة الى ايقونات فنية للسيدة العذراء وغيرها يرجع تاريخها الى القرن الخامس والسادس والسابع.
العماد عون يزور دير مار سركيس وباخوس ودير مار تقلا وفج مار تقلا في معلولا
كما زار العماد عون يرافقه الدكتور المقداد دير مار سركيس وباخوس ودير مار تقلا وفج مار تقلا في معلولا حيث استقبلته حشود كبيرة من اهالي المنطقة تجمعت لتحية الزائر الكبير.
وكان في استقبال عون والوفد المرافق في دير مار سركيس الاب توفيق عيد رئيس الدير وفي دير مار تقلا الاب الياس بخيل كاهن الدير والام بلاجيا رئيسة الدير.
وتتميز معلولا بعدد كبير من المعالم الدينية المسيحية التي تعود الى بداية التقويم الميلادي ومن بينها دير مار سركيس وباخوس ودير مار تقلا وما زال أهلها حتى اليوم يتحدثون اللغة الآرامية احدى اللغات القديمة التي استخدمت في المنطقة وتحدث بها السيد المسيح عليه السلام.
ورغم ان بلدة معلولا حافظت على لغتها قرونا طويلة من خلال توارثها عبر الاجيال إلا ان هذه اللغة لم تحفظ كأحرف مكتوبة إلا في السنوات الأخيرة من خلال معهد تعليم اللغة الآرامية الوحيد في العالم الذي يدرس هذه اللغة بحروفها الأصلية واقيم لحماية اللغة الآرامية من الانقراض.
وبنى دير مار سركيس وباخوس في القرن الرابع الميلادى وصمم على نمط الكنائس الشهيدية بسيطة المظهر وسمي باسم القديس سركيس أحد الفرسان السوريين الذين قضوا في عهد الملك مكسيمانوس عام 297 م وما زال هذا الدير محتفظا بطابعه التاريخي العريق اما دير مار تقلا فيضم رفات القديسة تقلا ابنة احد الأمراء السلوقيين وتلميذة القديس بولس.
وفج ما رتقلا وهو شق في الجبل فيه ساقية ماء تزيد وتنقص وفق الفصول والمواسم يؤمها الناس من كل مكان ليرشفوا من مياه بركاتها.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد