ولادة القرار ١٨٦٠: سجائر وحيل في نيويورك
آخر مفاجآت الأيام الأربعة الماراتونية التي شهدتها أروقة الأمم المتحدة قبل التوصل لنص القرار ،١٨٦٠ كانت امتناع الولايات المتحدة عن التصويت لصالحه، رغم أن وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس شاركت مع نظيريها الفرنسي والبريطاني، من جهة، ووزراء خارجية عرب من جهة أخرى، في صياغته النهائية، وإدخال تعديلات عليه. ويقول مصدر دبلوماسي غربي مطلع على اللحظات الحرجة الأخيرة، في لقاء مع مجموعة من الصحافيين، ان رايس فوجئت بمكالمة من البيت الأبيض قبل نحو نصف ساعة من موعد التصويت على القرار في الثامنة والنصف مساء الخميس بتوقيت نيويورك (الثالثة والنصف فجر الجمعة بتوقيت بيروت) تبلغها بضرورة الامتناع عن التصويت. وأشار المصدر الى أن المكالمة كانت غالبا من الرئيس جورج بوش.
وكانت مفاجأة رايس بالامتناع عن التصويت، قد سبقتها بساعات مفاجأة أخرى من الوزن الثقيل، تمثلت في إعلان الوزير الفرنسي برنار كوشنير أنه، يرغب في تأجيل التصويت لمدة أربع وعشرين ساعة.
أما الوزراء العرب، فتمترسوا في الطابق الأرضي لمبنى الأمم المتحدة وبالقرب من »فيينا كافيه«، أحد الأماكن القليلة المسموح فيها بالتدخين في مبنى المنظمة الدولية من دون قيود أو شروط. وطالب مشروع القرار العربي في صياغته الأخيرة حركة حماس، بالاسم، وفي سابقة، بالتخلي عن إطلاق الصواريخ. كما تضمن فقرة تدعو إلى اتخاذ إجراءات تؤدي إلى وقف تهريب الأسلحة بين مصر وغزة. وقال وزير عربي أنهم يعلمون جيدا أن الولايات المتحدة لا تريد أن تستخدم حق الفيتو حتى لا تزيد من غضب العالم العربي على الولايات المتحدة، ولذلك استخدموا المشروع العربي كورقة ضغط.
هذه التهديدات تلتها سلسلة أخرى من الاجتماعات بمشاركة الوزراء الغربيين. وفي الثامنة مساء الأربعاء، خرج وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل بصحبة نظيره البريطاني ديفيد ميليباند وبيده مشروع القرار الذي رفعه في الهواء وقال فرحا بالإنكليزية »أخيرا لدينا قرار«. حتى الصحافيون لم يتمالكوا أنفسهم بعد ساعات طويلة من الانتظار على مدى أربعة أيام، وقاموا بالتصفيق.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد