من هي ديانا فاينشتاين رئيسة وفد الكونغرس الأمريكي إلى دمشق
الجمل: تقول التقارير الواردة من أمريكا أن وفداً من أعضاء الكونغرس الأمريكي سيقوم بزيارة دمشق خلال الفترة المقبلة، وأشارت هذه التقارير إلى أن السيناتورة ديانا فاينشتاين ستكون على رأس هذا الوفد.
* من هي السيناتورة ديانا فاينشتاين؟
توضح المعلومات الشخصية أنها ولدت في ولاية سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية في 22 حزيران 1933. وتشير المعلومات إلى أن والدها ليون غولدمان ينحدر من أسرة يهودية بولندية هاجرت إلى أمريكا وكان طبيباً ويعتبر أول جراح يهودي يتم تعيينه في مركز ولاية سان فرانسيسكو الطبي، أما والدتها بيتي روزنبرج فهي عارضة أزياء تنحدر كذلك من أسرة يهودية روسية كانت تعيش في سان بطرسبرج وكان جدها ضابطاً في الجيش القيصري وقد تحول من اليهودية إلى المسيحية الأرثوذكسية الشرقية.
أكدت المعلومات أن أجداد ديانا فاينشتاين هاجروا إلى أمريكا في عام 1917 وتحديداً بعد انتصار الثورة البلشفية في روسيا.
تلقت ديانا فاينشتاين تعليمها الديني المسيحي الكاثوليكي ولكنها إضافة لذلك تلقت تعليماً دينياً يهودياً في المدرسة العبرية، وعندما بلغت الثالثة عشرة من عمرها أكدت بحزم عن انحيازها للدين اليهودي.
حصلت على البكالوريوس في التاريخ عام 1955 من جامعة ستانفورد الأمريكية وتزوجت من جاك بيرمان في العام 1956 وأنجبت ابنة اسمها ماريانو في العام 1957 وبعد انقضاء ثلاث سنوات طلقت زوجها في العام 1959 ثم تزوجت مرة ثانية في العام 1962 من جراح الأعصاب بيرترام فاينشتاين الذي ما زالت تحمل اسمه حتى الآن، وبعد موته بسبب سرطان القولون في العام 1978 تزوجت للمرة الثالثة من المصرفي ريشارد سي بلوم، وتقول المعلومات أنها تعاونت مع بلوم في عقد صفقاته التجارية مع الصين وتشير التسريبات إلى أنها واجهت العديد من الانتقادات داخل الكونغرس الأمريكي لجهة اتهامها بعدم النزاهة عندما لاحظ بعض أعضاء الكونغرس بأنها كانت تتزعم الحملات المؤيدة للتعاون التجاري والاقتصادي مع الصين داخل الكونغرس.
* خبرات ديانا فاينشتاين:
في عام 1961 قام حاكم ولاية كاليفورنيا بات براون بتعيينها في لجنة المرأة بالولاية، وبعد ذلك لاحقاً تم انتخابها لعضوية لجنة المشرفين بالولاية وبعد تسعة سنوات تولت رئاسة لجنة المشرفين لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ اللجنة.
ترشحت ديانا فاينشتاين لمنصب عمدة سان فرانسيسكو مرتين، الأولى عام 1971 ضد العمدة جوزيف اليوتو، وفي عام 1975 حيث خسرت المنافسة بفارق 1% فقط من الأصوات لصالح جون بارباغيلاتا.
في تشرين الثاني 1978 تم اغتيال عمدة سان فرانسيسكو جورج مسكوني والمشرف هارفي ميلك وبسبب تواجدها في مكان الجريمة فقد تعرفت على القاتل دان وايت الذي كان عضواً سابقاً في مجلس المشرفين معها، وعندها قامت بشكل مباشر بكشف اسمه حيث أكسبها هذا الموقف شهرة واسعة في أوساط سكان الولاية التي كانت تشهد ازدهاراً متزايداً في نمو وانتشار العصابات الإجرامية كالمافيا الإيطالية والياكوزا اليابانية وغيرها. وبعد ذلك، وتحديداً في 4 كانون الأول 1978 صعدت ديانا فاينشتاين إلى منصب عمدة سان فرانسيسكو وتم انتخابها في منصب العمدة في دورتين لاحقتين بعد ذلك، الأولى في عام 1979 والثانية في عام 1983.
* الصعود السياسي داخل الحزب الديمقراطي:
مثل الأغلبية العظمى من اليهود الأمريكيين انضمت ديانا فاينشتاين إلى الحزب الديمقراطي الأمريكي وبسبب طموحها للصعود أكثر فأكثر فقد تميز أداءها الحزبي بالآتي:
• المشاركة في فعاليات الحزب.
• تطبيق استراتيجية تبني الموقف الوسط بين حمائم وصقور الحزب.
برزت ديانا فاينشتاين في حملة الرئيس كارتر الانتخابية عندما كانت تقف إلى جانب السيناتور تيد كيندي الذي لم ينجح في التفوق والحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة وتقول المعلومات أنها عندما تأكدت من عدم وجود احتمال لفوز كيندي تحولت للوقوف إلى جانب كارتر وظلت تتحدث في مداولات الحزب ضد كيندي.
في العام 1984 برزت شائعات تقول أن المرشح الرئاسي الديمقراطي والتر موندال سيختار ديانا فاينشتاين لقيادة حملته الانتخابية ولكنه اختار جيرالدين فيرارو بدلاً عنها.
* دخول الكونغرس الأمريكي:
بتاريخ 3 تشرين الثاني 1992 فازت ديانا فاينشتاين بالانتخابات التكميلية لمقعد بيتي ويلسون التي استقالت لتصبح حاكمة ولاية، وفي الفترة نفسها فازت يهودية أمريكية أخرى هي بربارا بوكسر بعضوية الكونغرس، وكان ذلك إيذاناً بأن ديانا فاينشتاين وبربارا بوكسر هما أول يهوديتين أمريكيتين تحصلان على لقب سيناتور داخل الكونغرس وحتى الآن ما زالتا تعملان بنشاط داخل مجلس الشيوخ.
* ما هي مهام ديانا فاينشتاين داخل الكونغرس؟
تعمل السيناتورة ديانا فاينشتاين في لجان مجلس الشيوخ الآتية:
• لجنة مجلس الشيوخ المختصة بشؤون القواعد والإدارة.
• لجنة مجلس الشيوخ المختصة بالشؤون القضائية:
- عضوية اللجنة الفرعية الخاصة بالمحاكم والإشراف القضائي.
- عضوية اللجنة الفرعية الخاصة بالدستور والحقوق المدنية وحقوق الملكية.
- عضوية اللجنة الفرعية الخاصة بالجريمة والمخدرات.
- عضوية اللجنة الفرعية الخاصة بالهجرة وأمن الحدود والمواطنة.
- عضوية اللجنة الفرعية الخاصة بالإرهاب والتكنولوجيا والأمن الوطني الداخلي.
• لجنة مجلس الشيوخ المختصة بالميزانية والمخصصات:
- رئيسة اللجنة الفرعية الخاصة بالشؤون الداخلية والوكالات المختصة.
- عضوية اللجنة الفرعية الخاصة بالزراعة والتنمية الريفية والغذاء والمخدرات والوكالات المختصة.
- عضوية اللجنة الفرعية المختصة بالتجارة والعدالة والعلم والوكالات المختصة.
- عضوية اللجنة الفرعية المختصة بالطاقة والتنمية المائية.
- عضوية اللجنة الفرعية المختصة بالنقل والإسكان وبالتنمية الحضرية والوكالات المختصة.
• رئيسة لجنة مجلس الشيوخ للمخابرات.
• رئيس لجنة مجلس الشيوخ للطباعة.
• رئيس لجنة الكونغرس المشتركة المعنية باحتفالات وفعاليات تنصيب الرئيس الأمريكي.
• رئيس اللجنة المعنية بضبط ومكافحة المخدرات بالهيئة البرلمانية للحزب الديمقراطي.
هذا، ونلاحظ مدى كثافة عضوية اللجان واللجان الفرعية التي تنشط داخلها السيناتورة ديانا فاينشتاين ومن الواضح أن اللجان الأكثر أهمية هي: لجنة المخابرات – لجنة الميزانية والمخصصات – لجنة الدفاع – لجنة الطاقة – لجنة الشؤون الداخلية الأمنية – لجنة أمن الحدود والمواطنة.
* ما هي مواقف ديانا فاينشتاين السياسية؟
تتميز مواقفها بالكثير من اللايقين وعدم التحديد القاطع، وحالياً تقول المعلومات الآتي:
• الموقف من حرب العراق: دعمت ديانا فاينشتاين قرار الحرب ضد العراق مع الجمهوريين عندما صوتت إلى جانب القرار في 11 تشرين الأول 2002، ولكنها زعمت لاحقاً أن إدارة بوش قد ضللتها وبرغم محاولة تبرير موقفها الداعم لحرب العراق فضحها المفتش الأمريكي السابق في العراق عندما نشر اعترافاته بقوله أن ديانا فاينشتاين تحدثت معه صيف عام 2002 –قبل تصويتها إلى جانب القرار بعدة أشهر- مؤكدةً أن إدارة بوش لا تملك أي دليل تقدمه ولا أي معلومات استخبارية مقنعة تفيد لجهة وجود أسلحة دمار شامل في العراق.
• في تشرين الأول 2005 تبنت ديانا فاينشتاين مع الجمهوريين داخل الكونغرس تشريعاً يهدف إلى إبطال تشريع الكونغرس السابق الذي ينص على ضرورة محاسبة الشركات والمنشآت إزاء ما تقوم باقترافه من جرائم ومخالفات في البلدان النامية.
• في شباط 2007 حذرت الجمهوريين من مغبة القيام بالوقوف ضد النقاشات والحوارات الجارية داخل الكونغرس إزاء قرار إدارة بوش زيارة القوات الأمريكية في العراق وأكدت ديانا فاينشتاين أن منع النقاش حول "القضايا الكبرى" التي تهم أمريكا هو في حد ذاته "خطأ فادح وغلطة كبيرة".
• في أيار 2007 صوتت داخل الكونغرس إلى جانب الجمهوريين من أجل قانون زيادة الميزانية الخاصة بتمويل احتلال العراق دون أي قيود أو شروط تتعلق بتحديد أي جدول زمني لسحب الوات الأمريكية علماً أنها كانت تصرح بضرورة وضع استراتيجية للخروج من العراق.
• ساندت الجمهوريين في التصويت إلى جانب قرار تعديل قانون المخابرات وجمع المعلومات الذي وقف ضده الديمقراطيون.
• في تموز 2008 صوتت ديانا فاينشتاين إلى جانب الجمهوريين من أجل تمرير قرار تعديل إجراء فيزا للدخول إلى الولايات المتحدة الذي ينص على تشديد الإجراءات وكان الديمقراطيون يعارضون ذلك.
• شاركت في تبني قانون الوطنية الأمريكية إلى جانب الجمهوريين والذي يمنح الرئيس بوش المزيد من الصلاحيات الاستثنائية وكان الديمقراطيون يعارضون ذلك.
• وقفت في مجلس الشيوخ إلى جانب الجمهوريين في التصويت لأجل تعيين ميشيل موكازي في منصب النائب العام الأمريكي وكان الديمقراطيون يعارضون ذلك.
• أيدت قانون تشديد الهجرة إلى جانب الجمهوريين وكان الديمقراطيون يعارضون هذا القانون.
إضافة لذلك، فإن الأوساط السياسية الأمريكية تتهم ديانا فاينشتاين بأنها لعبت دوراً أساسياً في إشعال الفتنة داخل باكستان وفي تأجيج عداء الباكستانيين ضد أمريكا والنظام الباكستاني وتقول التسريبات أنها من خلال عملها في لجنة المخابرات كانت على علم بالاتفاق السري بين واشنطن وإسلام آباد الذي نص على السماح للحكومة الأمريكية باستخدام طائراتها الموجودة في المطارات الباكستانية بشن عمليات القصف والهجمات الجوية ضد مناطق البائل الباكستانية وتقول التحليلات أن ديانا فاينشتاين قامت بتسريب وكشف المعلومات بما أدى إلى إثارة الرأي العام الباكستاني ضد الحكومة الباكستانية وضد الوجود الأمريكي في باكستان وأدى ذلك لاحقاً إلى خلافات باكستانية – أمريكية حادة أدت بدورها إلى تفضيل أمريكا لخيار تعزيز تحالفاتها مع الهند والتفكير جدياً في محاولة التخلي عن التحالف الاستراتيجي مع باكستان واستبدالها بالهند حليفاً استراتيجياً رئيسياً للولايات المتحدة في جنوب آسيا، وهذا هو بالضبط ما ظلت تريده وتعمل من أجله إسرائيل.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد