إسرائيل تنكل بالمقدسيين بحجز جثث شهدائهم وتسليمها بشروط
ما زالت عائلة الشهيد المقدسي إياد عويسات كغيرها من العائلات الفلسطينية في القدس تنتظر مماطلات سلطات الاحتلال الإسرائيلي كي تتسلم جثة ابنها الذي ذهب ضحية جرائم الاحتلال واعتداءاته على الشبان المقدسيين على وجه التحديد.
وتعاني عائلة عويسات بالإضافة إلى عائلات مقدسية فلسطينية جراء منع الاحتلال تسليم جثة ابنها عقب استشهاده مباشرة، بل يتم تأخير تسليم الجثة لفترة زمنية طويلة وتسلم تحت شروط يضعها الاحتلال تهدف في مجملها إلى استغلال العائلة المقدسية وترسيم عوامل الطرد والتهجير عليها.
ويقول زكي عويسات قريب الشهيد إياد الذي استشهد يوم 7 أبريل/نيسان الجاري عندما أطلقت شرطة الاحتلال النار عليه في منطقة جبل المكبر بالقدس، إن عائلة الشهيد ذهبت مرارا إلى الشرطة الإسرائيلية إلا أن الثانية رفضت ذلك.
وأكد زكي أن سلطات الاحتلال تذرعت بأن الشهيد دهس إسرائيليين، وأن أسبابا سرية تقف خلف احتجاز الجثة، موضحا أن إجراءات كثيرة تتخذ قبل تسليم الجثة يتعلق أبرزها بتشريحها لإجراءات أمنية، "وكل ذلك هدفه إذلال ذوي الشهيد وحرق أعصابهم".
وشدد على أن إسرائيل حينما تقرر تسليم جثة الشهيد بعد فترة تتجاوز الشهرين أحيانا تشترط حضور أربعة أشخاص "مقربين جدا" فقط لاستلامها، وأن يتم الدفن بدون مظاهر مرافقة كالجنازة وغيرها وبشكل سريع، وتسلم الجثة في وقت متأخر من الليل، مشيرا إلى أن من يخالف ذلك تتخذ بحقه إجراءات عقابية.
بدورها تسلمت عائلة الشهيد علاء أبو دهيم الذي نفذ عملية المدرسة الدينية مطلع مارس/آذار 2008، جثة ابنها ولكن بطريقة فاقت كل التصورات، حيث ذهبت عائلته بعد سبعة أيام من وقوع العملية لاستلام جثته، إلا أن شرطة الاحتلال رفضت ذلك بحكم أن الأشخاص الذين حضروا لاستلامها تجاوزوا الأربعة كما قال مختار عائلة أبو دهيم الحاج أبو نبيل أبو دهيم.
وأكد أبو نبيل أن الشرطة أحضرت الجثة في اليوم التالي قرابة الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا إلى المكان الذي سيدفن فيه الشهيد، قائلا إن أكثر من 150 شرطيا إسرائيليا حضروا إلى المكان ومعهم أدوات حفر للقبر، وأن أقرباء الشهيد كانوا فقط أربعة أشخاص، "وبعد مد وجزر مع الشرطة سمحوا بشخص خامس هو من أحضر الكفن للشهيد".
وأوضح أن عملية دفن الشهيد تمت تحت إشراف جنود الاحتلال "ولم يسمح لنا حتى بالكشف عن جسده وأن ما رأيناه فقط كان وجهه، حتى لم يسمحوا لنا بالوضوء وإنما تيممنا وصلينا على الشهيد ثم دفناه"، مشيرا إلى أنهم منعوا أي مظهر من مظاهر الجنازة.
ولفت المختار أبو نبيل أن إجراءات الاحتلال لم تقف عند هذا الحاد بل استدعوا جميع أفراد عائلة الشهيد أكثر من مرة وهددوا بهدم منزل العائلة، وعندما فشلوا في ذلك قرروا إغلاق أربع شقق في منزل العائلة.
من جهته أكد مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني لشؤون القدس حاتم عبد القادر أن إسرائيل تهدف من هذا إلى معاقبة الشهيد ومعاقبة أهله به، وأن ذلك يدل على توظيف العقاب الجماعي ضد عائلات الشهداء، مؤكدا أن هذا يتناقض مع أبسط المواثيق الدولية وحقوق الإنسان التي تضمن حتى للميت أن يدفن بشكل يليق به كإنسان.
وقال عبد القادر إنهم يعتبرون الشهيد حتى بعد موته إرهابيا، وإن عقاب عائلته بهدم منزله وتشريدها –كما حدث للشهيد حسام دويات قبل أيام بمنطقة صور باهر- يؤكد أن ما تقوم به إسرائيل يستهدف عائلات هؤلاء الشهداء خاصة والمواطنين المقدسيين بشكل عام.
عاطف دغلس
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد