فيلتمان يحذر دول الخليج العربي من "المناورة على الخطوط الخارجية"
الجمل: عقد جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط (والسفير الأمريكي السابق في لبنان) مؤتمراً صحفياً في واشنطن ركز فيه على الأهمية الفائقة لدول الخليج العربي بالنسبة للاستراتيجية الأمريكية، وما هو لافت أن أهمية دول الخليج الاستراتيجية أمر معروف للجميع، فلماذا إذاً هذا المؤتمر وهذا التشديد في هذا الوقت؟
* ماذا وراء مؤتمر جيفري فيلتمان؟
تحدث فيلتمان في مؤتمره الصحفي في مبنى الخارجية الأمريكية في واشنطن بإسهاب وتفصيل عن دول مجلس التعاون الخليجي الستة (السعودية – الكويت – قطر – البحرين – الإمارات - عمان) بالتركيز على النقاط الآتية:
• الأهمية المتزايدة لعلاقات واشنطن مع دول مجلس التعاون الخليجي.
• الأهمية المتزايدة للدور الذي يجب أن تلعبه دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة الخطر الإيراني.
وتضمن حديث فيلتمان بشكل لافت للنظر إشارة إلى الآتي:
• الأهمية المتزايدة لعلاقات واشنطن مع دول مجلس التعاون الخليجي.
• الأهمية المتزايدة للدور الذي يجب أن تلعبه دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة الخطر الإيراني.
وتضمن حديث فيلتمان بشكل لافت للنظر الإشارة إلى الآتي:
• لقد رتبت واشنطن أمر محادثات جنيف الجارية حالياً مع إيران بشكل مسبق مع حلفائها ومن بينهم دول مجلس التعاون الخليجي.
• لقد أكدت واشنطن لحلفائها الخليجيين بأن صبر واشنطن أصبح على وشك النفاذ إزاء تطورات البرنامج النووي الإيراني.
• إن واشنطن غير متفائلة إزاء إمكانية وجود أفق للحل الدبلوماسي لأزمة البرنامج النووي الإيراني.
• إن واشنطن ما زالت تسير في مساعي سياسة دبلوماسية الحوار البناء طالما أنه لا أحد يرغب في اللجوء إلى الخيار العسكري.
• لقد فقدت إيران المصداقية في أعين المجتمع الدولي.
أهمية مؤتمر فيلتمان تتمثل في توقيته المتزامن مع انعقاد جولة مفاوضات جنيف مع إيران وأيضاً لجهة تشديده على دول مجلس التعاون الخليجي بالاسم وكذلك لجهة تزامنه مع قيام تركيا المجاورة لإيران بإلغاء مناورات «صقر الأناضول» الجوية العسكرية التي كانت ستشارك بها أمريكا وإسرائيل ودول الناتو، ولجهة تزامن الحديث مع موعد انعقاد جولة مناورات كوبرا العسكرية الإسرائيلية – الأمريكية التي سيتم إجراؤها في مياه جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط بمحاذاة السواحل الإسرائيلية، وأخيراً لتزامنه مع انتهاء لقاء الرئيس الأسد مع الملك عبد الله في دمشق والذي شكل احتمالات عودة الحيوية إلى علاقات البلدين.
* ما بعد مؤتمر فيلتمان: ما هو مطلوب أمريكياً من دول الخليج؟
يبدو أن تصريحات مؤتمر فيلتمان كانت محسوبة بدقة لجهة رغبة واشنطن في بث الإشارات ونقل الرسائل الهادفة لتحقيق الآتي:
• ردع دول مجلس التعاون الخليجي وعلى وجه الخصوص السعودية من مغبة المناورة الدبلوماسية على الخطوط الخارجية أي خارج دائرة التفاهم مع واشنطن وعلى وجه الخصوص في المسائل المتعلقة بالملف الإيراني والملف اللبناني والملف الفلسطيني.
• ردع إيران من مغبة عدم التجاوب وعدم تقديم التنازلات في مفاوضات جنيف المنعقدة حالياً.
وعلى أساس اعتبارات قواعد الاشتباك الدبلوماسي التي تسعى واشنطن إلى إتباعها في المواجهة ضد إيران من خلال جولة العقوبات الدولية المتعددة الأطراف الرابعة التي أكملت واشنطن إعداد خطوطها العامة فمن المتوقع أن تكون خطوة الخارجية الأمريكية بعد هذا المؤتمر هي السعي للتفاهم مع دول مجلس التعاون للمشاركة في الجولة بفعالية تضمن لواشنطن وإسرائيل ليس مجرد التزام دول الخليج بتطبيق العقوبات الجديدة ضد إيران وحسب، وإنما كذلك الالتزام بتوقيع العقوبات ضد الأطراف الإقليمية والدولية التي من الواضح أنها لن تلتزم بتطبيق برنامج العقوبات الجديدة ضد إيران وهي الأطراف التي بلا شك ستكون في مقدمتها تركيا وبعض الدول الشرق أوسطية الأخرى، هذا وحتى الآن لم تصدر أي تسريبات تفيد لجهة قيام الإدارة الأمريكية بمشاورة دول مجلس التعاون الخليجي حول برنامج العقوبات الجديد ولكن على ما يبدو فإن ثمة مبعوثاً أمريكياً سيصل في القريب العاجل لإجراء الاستطلاع الدبلوماسي في الخليج وهو الأمر الذي مهد له مؤتمر جيفري فيلتمان الأخير!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد