مفاوضات مجموعة "5+1" والعقدة الإسرائيلية تجاه النووي الإيراني
الجمل: انعقدت جولة مفاوضات إيران مع مجموعة "5+1" لحل أزمة الملف النووي الإيراني وتفادي اندلاع الصراع العسكري، ولكن برغم التطورات الإيجابية التي حدثت حتى الآن فإنه ما تزال توجد المزيد من الأسئلة التي ما زالت بلا إجابة.
* السؤال الحرج الرئيسي:
تنشغل أجهزة المخابرات العالمية ومراكز الدراسات الاستراتيجية والسياسية الدولية في القيام بإعداد التخمينات الدقيقة التي تسعى لتحديد الإجابة على السؤال القائل: إذا نجحت مفاوضات جنيف في التوصل إلى صفقة مع إيران فما هو رد الفعل الإسرائيلي المحتمل في مرحلة ما بعد الصفقة؟
السؤال الحرج المطروح هو سؤال تتفرع عنه المزيد من الأسئلة الفرعية التي ما زالت بلا إجابة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
• هل ستقبل إسرائيل باستمرار البرنامج النووي الإيراني بشكله الجديد أم أنها ستسعى للمزيد من الرفض؟
• إذا وافقت إسرائيل على استمرار البرنامج النووي الإيراني بشكله الجديد فهل ستسعى لفتح ملف أزماتها الأخرى مع إيران التي منها أزمة الدعم الإيراني لحزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية؟
• هل ستسعى أمريكا إلى إلغاء عقوباتها ضد إيران أم أنها ستسعى لتخفيف هذه العقوبات أم أن واشنطن ستسعى إلى إبقاء العقوبات الحالية كما هي إلى فترة جديدة غير محددة؟
إضافة لهذه الأسئلة توجد العديد من الجوانب الأخرى التي من أبرزها الموقف الأوروبي والموقف الروسي والموقف الصيني إزاء إيران ومدى علاقة الارتباط والتأثير المتبادل بين هذه المواقف وبين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي إضافة لاحتمالات ما يمكن أن يحدث على خط علاقات محور واشنطن – تل أبيب فيما يتعلق بالموقف الجديد إزاء إيران.
* الملامح العامة لرد الفعل الإسرائيلي المتوقع؟
تقول المحلل السياسي الإسرائيلي عاموس هاريل بأن ظهور أي اتفاق بين إيران ومجموعة "5+1" سوف لن يجد من إسرائيل سوى "القبول بجفاء" وإن لم يكن الرفض المبطن بالمزيد من الاتهام والذرائع والمطالب الإضافية:
• الشكوك الإسرائيلية إزاء إيران امتدت على مدى الثلاثين عاماً الماضية.
• العداء الإسرائيلي السافر ضد إيران امتد على مدى الخمسة عشر عاماً الماضية.
وسوف لن يكون ممكناً أو مقبولاً في تل أبيب إبداء مشاعر الرضا والقبول إزاء نظام الرئيس أحمدي نجاد الذي ظل طوال الفترة الماضية يبشر الإسرائيليين بالدمار والزوال عن خارطة العالم.
إن تم التوصل إلى اتفاق فإن إسرائيل ستجد صعوبة في الانضمام إلى مجموعة "5+1" وسوف لن تسعى تل أبيب إلى اعتماد أي تفكير أو فهم إيجابي لهذا الاتفاق ومن المؤشرات الدالة على ذلك: سعت تل أبيب من لحظة بدء الحوار والتفاهم مع إيران إلى الإعلان بأنها غير متفائلة وطالبت أنه حتى إذا نجحت إدارة أوباما في التوصل إلى اتفاق مع إيران فإنه من الضروري الاستمرار في نهج تشديد العقوبات ضد إيران، وتقول التفسيرات الإسرائيلية أن موقف إسرائيل المتشدد تعود أسبابه إلى الآتي:
• رغبة إسرائيل غير المحدودة في القضاء على نظام الثورة الإسلامية الإيرانية.
• رغبة إسرائيل في استمرار تصعيد التوترات الإيرانية – الخليجية إلى حين إكمال تل أبيب لمخطط التطبيع مع هذه الدول دون إجراء أي اتفاقية سلام عربية – إسرائيلية.
ترى بعض التحليلات أن الموقف الإسرائيلي المتشدد إزاء إيران يعود إلى رغبة تل أبيب في توظيف هذا الموقف لجهة ابتزاز واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي بما يتيح للإسرائيليين الحصول على المزيد من المزايا والمنافع العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية.
* الموقف الإسرائيلي: منظور تأثير العامل السوري:
تطرقت مفردات الخطاب السياسي الإسرائيلي المعادي لإيران إلى ملف البرنامج النووي والعلاقات السورية – الإيرانية وتشير كل التحليلات الإسرائيلية والأمريكية كذلك أن اهتمام الإسرائيليين بملف العلاقات السورية – الإيرانية لا يقل بأي حال من الأحوال عن اهتمامهم بملف البرنامج النووي الإيراني.
من الواضح أن النوايا الإسرائيلية الجديدة إزاء إيران تركز بقدر أكبر هذه المرة على الذرائع الآتية:
• الروابط السورية – الإيرانية باعتبارها مصدراً للخطر الذي يهدد أمن إسرائيل.
• روابط إيران مع حزب الله وحركة حماس الفلسطينية.
إضافة لذلك، ستسعى واشنطن إلى استخدام ملفات حقوق الإنسان التي ظلت تستخدمها ضد إيران وسيكون من بينها:
• ملف نشر الديمقراطية.
• ملف حقوق الأقليات السنية في بلوشستان الإيرانية.
على هذه الخلفية الجديدة فإن الملف غير المعلن الذي سيظل هو: القضاء على العلاقات السورية – الإيرانية عن طريق الضغط على إيران لإبعادها عن دمشق أو الضغط على دمشق لإبعادها عن طهران وستتضمن هذه الضغوط استخدام آلية العصا والجزرة ضمن نسخة جديدة وعلى الأغلب أن تشارك في إخراج هذه النسخة بعض الأطراف الأوروبية الغربية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد