الســـعوديـــة تـدخــل حـــرب الـيـمـن
دخلت السعودية بشكل مباشر أمس «الحرب السادسة» في اليمن بين القوات الحكومية اليمنية ومعارضيها الحوثيين، عبر شن غارات جوية عنيفة على مواقع المعارضــين اليمنيين، بلغت معقلهم الرئيــسي في مدينة صعدة والتحضير لشن عملية برية داخل اليمن، في خطوة هي الاولى من نوعها للقوات السعودية خارج أراضـيها، منذ مشاركتها في حرب الخليج الثانية لإخراج القوات العراقية من الكويت في العام 1991.
ويأتي هذا التطور الذي يزيد الأزمة الداخلية اليمينة تعقيدا وخطورة، غداة مقتل جندي سعودي، وإصابة 11، الثلاثاء الماضي في اشتباك مع مسلحين في جبل الدخان داخل الأراضي السعودية قرب الحدود مع اليمن.
وقال مستشار للحكومة السعودية، أمس، إن الطيران السعودي شن غارات جوية مكثفة على معاقل الحوثيين شمال اليمن، وإن الرياض تحرك قوات باتجاه الحدود، وذلك بعدما توغل الحوثيون في أراضيها. وأضاف «بدأت غارات جوية سعودية اعتبارا من عصر أمس (الأول) على مواقعهم شمال اليمن. نفذت غارات جوية متعاقبة. قصف مكثف للغاية على مواقعهم ليس فقط على الحدود بل على مواقعهم الرئيسية أيضا حول صعدة».
وأشار المستشار إلى انه لم يتم اتخاذ قرار بعد بإرسال قوات عبر الحدود، لكنه أوضح أن الرياض لم تعد مستعدة للتسامح مع الحوثيين. وتابع «بعد ما حدث (مقتل وإصابة الجنود السعوديين) من الواضح أنهم فقدوا إدراكهم للواقع، وبلغ الوضع مرحلة حيث لا يوجد سبيل آخر. يجب القضاء عليهم». وأوضح أنه يتم «الاستعداد لشن عملية واسعة» على الحدود اليمنية السعودية، مع إرسال المزيد من التعزيزات إلى المنطقة. وقال «إنها عملية مستمرة تهدف إلى إنهاء هذه المشكلة على حدودنا».
وفي حين أشار المستشار إلى أن القوات السعودية تنسق مع الجيش اليمني، نفى مسؤول في وزارة الدفاع اليمنية أن تكون القوات السعودية ضربت أهدافا داخل اليمن.
وقال مصدر سعودي مطلع لـ«فرانس برس» إن «مقاتلات «إف 15» و«تورنادو» تقوم منذ الثلاثاء (الماضي) بقصف مواقع الحوثيين بالقرب من حدود محافظة جازان». وأضاف «إنها ليست عملية على طريقة «اضرب واهرب» بل عملية مستمرة» قد تشمل التحرك برا «لتطهير» معاقل الحوثيين شمالي اليمن بالتنسيق مع السلطات اليمنية. وأشار إلى أن القوات السعودية «أعادت السيطرة على موقع صغير (كان يحتله الحوثيون على الأراضي السعودية) وضربت معسكراتهم في منطقة صعدة». وقال مسؤولون سعوديون إن 40 حوثيا على الأقل قتلوا في المعارك.
وذكرت صحيفة «الوطن» السعودية أن السلطات الأمنية في منطقة جازان أخلت ثلاث قرى على الحدود اليمنية بعدما تعرضت لهجمات من الحوثيين. ونقلت صحف سعودية عن مصادر مطلعة قولها إنه صدرت توجيهات للقيام بتحركات سريعة لتغطية الشريط الحدودي بشكل كامل، موضحة أن هناك «أوامر تقضي بتحرك اللواء الرابع (من منطقة خميس مشيط العسكرية) إلى نجران، والتي تشهد هي الأخرى مناوشات أقل حدة ما بين القوات السعودية والحوثيين».
وأكد الحوثيون أن الطيران السعودي أغار على مواقعهم ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وقال المتحدث باسمهم محمد عبد السلام إن «الطيران السعودي شن الأربعاء (الماضي) حوالى 20 غارة جوية على الأراضي اليمنية وتابع عمليات القصف هذا الصباح (أمس)». وأشار إلى أن الغارات استهدفت جبل الدخان، وكذلك جبل الممدود ومنطقة الحصامة والمجدعة. ونقلت قناة «الجزيرة» عن متحدث باسم الحوثيين قوله إن الطيران السعودي قصف ستة مواقع داخل اليمن، وإن أحدها تعرض للقصف بنحو مئة صاروخ خلال ساعة واحدة.
وأعربت واشنطن عن «قلقها» حيال توسع أعمال العنف إلى الحدود اليمنية السعودية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أيان كيلي «إننا قلقون حيال توسع النزاع على طول الحدود بين السعودية واليمن». وأضاف «برأينا، لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري على المدى الطويل في النزاع بين الحكومة اليمنية والمتمردين».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد