«اجتماع لندن» غداً والحوثي يعلن الانسحاب من المواقع السعودية
أعلن القائد الميداني للحوثيين عبد الملك الحوثي، أمس، أن مقاتليه سينسحبون بشكل كامل من المواقع السعودية التي كانوا قد سيطروا عليها خلال المواجهات مع الجيش السعودي، موضحاً أنّ هذه المبادرة تستهدف «تقديم فرصة للسلام». جاء ذلك، في وقت تجددت الاشتباكات بين أنصار «الحراك الجنوبي» وقوات الأمن في عدد من المحافظات الجنوبية، حيث قُتل شرطي وأصيب العشرات.
في هذه الأثناء، دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قبيل «اجتماع لندن»، الذي تستضيفه العاصمة البريطانية غداً، ويشارك فيه مسؤولون من 21 دولة، إلى بذل مزيد من الجهود لدعم الحكومة اليمنية وإعادة الاستقرار إلى اليمن، قبل أن ينهار ويتحول إلى ملاذ آمن للمتشددين.
وقال الحوثي، في تسجيل صوتي: «نعلن قيامنا بالانسحاب الكامل من كل المواقع السعودية، ومن كل الأراضي الواقعة تحت سيطرة النظام السعودي، مؤكدين أن تقدمنا إلى تلك الأراضي والمواقع كان ضرورة في مواجهة عدوان انطلق منها».
وأوضح الحوثي أنه «إذا استمر النظام السعودي في عدوانه بعد هذه المبادرة، فإنه يكشف بذلك أن حربه ليست من أجل أراضيه، وأنه
يقوم بعملية غزو لمناطقنا، وأن استمراره في ذلك وإصراره على مواصلة العدوان يعطياننا الشرعية لفتح جبهات جديدة ومتعددة، وخوض حرب مفتوحة».
وحدد الحوثي ثلاثة دوافع لهذه «المبادرة»، أولها «السعي إلى حقن دماء المدنيين باعتبارهم المتضرر الأكبر من الحرب... وحقن دماء الجيش السعودي الذي يخوض معركة في غير محلها... وحقن دماء أبناء الجيش اليمني ممن تم استئجارهم بمبالغ مالية ليقاتلوا مع الجيش السعودي». وأضاف أنّ الدافع الثاني هو «إيضاح أنه لا مبرر للنظام السعودي في حربه وعدوانه». أمّا الدافع الثالث فهو «تقديم فرصة للسلام من المفترض أن يثمنها كل العقلاء في المملكة».
- من جهة ثانية، قُتل شرطي يمني وجُرح عدد من المدنيين خلال اضطرابات شهدتها عدد من المحافظات الجنوبية، بعد دعوة للإضراب العام أطلقها أنصار «الحراك الجنوبي» للتعبير عن مطالب انفصالية. وذكرت مصادر محلية أنّ الإضراب شمل مدن زنجبار (محافظة أبين)، والحوطة والحبيلين (محافظة لحج)، والضالع.
وأشارت مصادر في مدينة الضالع الى أنّ عنصراً من الشرطة قُتل دهساً بإحدى مركبات رفاقه خلال تبادل لإطلاق النار بين الشرطة ومتظاهرين، فيما قال مسؤول في السلطة المحلية في المدينة انّ 11 متظاهراً أصيبوا في المواجهات، فيما أصيب ثلاثة طلاب بجروح عندما أطلق شاب مسلح النار داخل مدرسة لم تلتزم بالإضراب.
- ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون من 21 دولة، بينها الولايات المتحدة، غداً، في لندن، للتأكيد على دعم اليمن في جهوده ضد «القاعدة». واختارت الحكومة البريطانية أن تطلق على هذا اللقاء اسم «اجتماع دولي» للدلالة على مكانته، التي لا ترقى إلى مستوى «قمة» أو حتى «مؤتمر»، وهو لن يستمر إلا حوالى ساعتين، وليس من المفترض أن يصل إلى نتائج ملموسة.
والهدف المعلن للقاء هو تأكيد «الدول الصديقة» دعمها وتضامنها مع اليمن في حربه الصعبة ضد «الإرهاب». وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية أن اجتماع لندن سيتطرق إلى «المساعدة التي يجب تقديمها للحكومة اليمنية من اجل تحسين وضع الأمن واستئصال القاعدة، فضلا عن تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية».
وقال نائب وزير التخطيط اليمني هشام شرف إنّ بلاده ستؤكد في هذا الاجتماع الدولي أنّ احتياجات التنمية في اليمن تحتاج إلى 50 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة، مشيراً إلى أنّ «المؤتمر سيضع التصورات لمساعدة اليمن والوقوف بجانبه تنموياً، ورفع قدراته العسكرية والأمنية لجعل منطقة البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي منطقة أمن وسلام».
وكان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي دعوا، خلال اجتماع في بروكسل، إلى بذل مزيد من الجهود لدعم الحكومة اليمنية وإعادة الاستقرار إلى اليمن، قبل أن ينهار ويتحول إلى ملاذ آمن للمتشددين. وقال وزير خارجية استونيا أورماس بايت إن «الحكمة تقتضي التدقيق في الوضع قبل أن نواجه عواقب غير محمودة»، فيما شدد وزير الدولة البريطاني لشؤون الاتحاد الأوروبي كريس بريانت على ضرورة «بذل أقصى الجهد لحماية الشباب (اليمني) من الانجراف إلى طريق التشدد والتحول إلى الإرهاب».
أمّا وزير خارجية السويد كارل بيلت فرأى أن الوضع الاقتصادي الصعب في اليمن «يتطلب مبادرة إنمائية موضوعية على مدار السنوات المقبلة لحماية تلك الدولة من السقوط».
من جهته، حذّر وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي من تحول بلاده إلى دولة فاشلة. وقال في مقابلة مع شبكة «سكاي نيوز» إنّ اليمن «لا يحتاج إلى قوات عسكرية أجنبية لأنها ستعقّد الأمور وتجعلها أسوأ للبلد نفسه وللحرب ضد القاعدة، بل إلى مساعدات لا تقتصر على المال فقط من قبل الجهات المانحة لبناء بنيته التحتية، مثل التعليم والخدمات الصحية». وشدد على أن هذه المساعدات «ستدعم جهود اليمن في مجال مكافحة تهديد التطرف ومعالجة الفقر».
إلى ذلك، نفى قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي الجنرال ديفيد بتراوس وجود أي خطط لنشر قوات أميركية في اليمن. وأكد بتراوس، في مقابلة مع صحيفة «تايم» أنّ واشنطن وصنعاء «ستستمران في العمل على نحو وثيق في الحرب ضد تنظيم القاعدة، وقد اتفقنا على مجموعة من نشاطات التدريب والمساعدة ضمن جدول زمني، وفي نطاق الممكن».
من جهتها، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الأوضاع الإنسانية في اليمن أصبحت أسوأ من أي وقت مضى، موضحة أنّ انعدام الأمن يصعّب من مهمة إيصال الإمدادات للعديد من المحاصرين، الــذين غالباً ما يجدون أنفسهم مضطرين للنزوح بشكل متكرر لتجنب المزيد من القتال.
المصدر: وكالات
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد