نتائج الانتخابات الأوكرانية وسياسة حكومة كييف الجديدة
الجمل: شهدت أوكرانيا يوم أمس الأحد, الموافق 7 شباط (فبراير) 2010م. فوز المرشح الرئاسي المعارض فيكتور يانكوفيتش على المرشحة الرئاسية يوليا تيموشينكو, فما هي تداعيات هذه النتيجة وما شكل السيناريو الأوكراني السياسي القادم؟
تطورات الأحداث والوقائع: ما الذي حدث؟
انعقدت الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الأوكرانية, وقد أسفرت النتيجة عن فوز الزعيم فيكتور يانكوفيتش بمنصب الرئيس, هذا, وبرغم عدم الإعلان بشكل رسمي عن انتهاء عملية فرز الأصوات, فإن المعلومات والتسريبات, الواردة من العاصمة الأوكرانية كييف تشير إلى الآتي:
• تم فرز 96% من إجمالي الأصوات.
• حصل المرشح يانكوفيتش حتى الآن على 48,23% من إجمالي الأصوات وحصلت المرشحة يوليا تيموشينكو حتى الآن على 46,14% من إجمالي الأصوات.
• ال4% المتبقية من الأصوات, من المتوقع أن تؤدي عملية فرزها إلى حصول المرشح بانكوفيتش على المزيد من الأصوات, وذلك لأنها تتعلق بالأصوات الخاصة بمناطق تمركز مؤيدي بانكوفيتش, وتحديدا في المناطق الشمالية الشرقية المجاورة للحدود الروسية, والتي تقطنها أغلبية من الأوكرانيين ذوي الأصول الروسية والذين ظلوا أكثر معارضة وكراهية لنظام الثورة البرتقالية الذي كانت المرشحة يوليا تيموشينكو أحد أبرز رموزه.
• تقول التوقعات والتقديرات, بأن الاحتمالات شبه المؤكدة تؤكد فوز يانكوفيتش بنسبة تفوق منافسته يوليا تيموشينكو بفارق 2 إلى 3% من إجمال الأصوات.
هذا, وبرغم إعلان المرشح فيكتور يانوكوفيتش للناخبين بأنه الفائز, وبرغم مواكب التأييد التي قام بها أنصاره, فإن المرشحة يوليا تيموشينكو ما تزال تصر بعناد منقطع النظير لجهة ضرورة إكمال فرز الأصوات, على أمل أن تحدث المفاجأة, ويكتشف الجميع بان خصوم الثورة البرتقالية ذوي الأصول الروسية, قد قاموا في اللحظات الأخيرة بالتصويت لصالح زعيمة الثورة البرتقالية يوليا تيموشينكو.
أوكرانيا بعد سقوط الثورة الملونة البرتقالية: إلى أين؟
خلال الخمسة أعوام الماضية, كان نظام الثورة البرتقالية يمضي قدما, بقيادة الائتلاف الحاكم, الذي يتكون من الرئيس فيكتور يوشيشينكو, ورئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو وكان يتزعم المعارضة فيكتور يانوفيتش.
أدت تطورات الأحداث والوقائع الجارية, وعلى وجه الخصوص بعد الحرب الروسية-الجورجية, وتراجع واشنطن عن دعم أوكرانيا, وتخلي الأوروبيين عن ضم أوكرانيا لحلف الناتو, إلى تآكل شعبية نظام الثورة البرتقالية.
تزايدت الخلافات داخل نظام الثورة البرتقالية, بحيث مضى الرئيس فيكتور يوشيشينكو باتجاه المزيد من الرهان على التوسع في العلاقات مع الغرب, ورفع وتائر العداء لروسيا, أما رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو فقد مضت باتجاه الرهان على اتخاذ المسار الوسط الذي يجمع بين تخفيف العداء لموسكو, وتخفيف الروابط مع الغرب, ولكن برغم ذلك, تقول التوقعات بأن فوز المرشح فيكتور يانكوفيتش سوف يكون بمثابة نقطة تحول بارزة باتجاه المزيد من إلحاق الخسائر برموز الثورات الملونة, وعلى وجه الخصوص في جورجيا, حيث مازال نظام الثورة الزهرية بقيادة ساخاشفيكي يترنح تحت ضغوط المعارضة السياسية المتزايدة.
سيناريو السياسة الأوكرانية بعد انتخابات الأمس, تشير التوقعات إلى أنه قد تتضمن الخطوط الآتية:
• استقرار إمدادات النفط والغاز الروسي بما يتيح لأوكرانيا تحقيق المزيد من الاستقرار الاقتصادي.
• انخفاض حدة توترات العلاقات الروسية-الأوكرانية.
• صعود حدة توترات العلاقات الأوكرانية-البولندية, والأوكرانية-البلغارية, والأوكرانية-الرومانية.
• تزايد وتائر التعاون في العلاقات الأوكرانية-التركية, والأوكرانية-الإيرانية.
وما هو أهم سوف يتمثل في تزايد توتر العلاقات الأوكرانية-الإسرائيلية والأوكرانية-الأميركية, وذلك لان حكومة كييف الجديدة, سوف تسعى إلى إبطاء وتائر علاقاتها العسكرية والأمنية مع واشنطن وحلف الناتو, وفي مساء اليوم سوف يتضح المشهد أكثر فأكثر, هل سيتم إعلان فوز المرشح يانكوفيتش بشكل نهائي, أم أن المرشحة يوليا تيموشينكو سوف تلحق بالقطار الرئاسي الذي بدا وكأنه قد فاتها.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد