147 قتيلاً في زلزال تشيلي وأوباما يدعو الأمريكيين للحذر
أعلنت سلطات الطوارئ في تشيلي ارتفاع عدد ضحايا الزلزال المدمر، الذي ضرب البلاد في وقت مبكر من صباح السبت، إلى 147 قتيلاً على الأقل، فيما تتواصل عمليات الإنقاذ وحصر الخسائر في الأرواح والممتلكات، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الأمريكيين إلى توخي الحذر، بشأن موجات مد عاتية "تسونامي"، يتوقع أن تضرب الساحل الغربي للولايات المتحدة خلال الساعات القليلة المقبلة.
وقال الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة على استعداد لتقديم كافة المساعدات الممكنة إلى المنكوبين في تشيلي، في حال طلب السلطات في سانتياغو المساعدة، في أعقاب الزلزال الذي بلغت شدته 8.8 درجة على مقياس ريختر، وخلف دماراً واسعاً في أنحاء واسعة من الدولة الواقعة في غرب أمريكا الجنوبية وتمتد كشريط على الساحل الشرقي للمحيط الهادئ.
وأضاف أوباما، في بيان مقتضب ألقاه من البيت الأبيض: "لا يمكننا أن نتحكم في الطبيعة، ولكننا نستطيع، بل ويجب علينا، أن نكون مستعدين للكارثة عند حدوثها"، كما حث الأمريكيين في كل من هاواي وغوام وساموا الأمريكية، إلى الاستماع جيداً للسلطات المحلية، في حين طلب من السكان على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة، الاستعداد لمواجهة تهديدات محتملة.
وكانت سلسلة من موجات المد العاتية "تسونامي" ضربت عدة مناطق على الساحل الشرقي للمحيط الهادئ، بعد ساعات من الزلزال المدمر الذي ضرب تشيلي صباح السبت بالتوقيت المحلي، وقال المركز الأمريكي للرصد الجيولوجي إن موجة بارتفاع 7.7 قدم، أي حوالي 2.34 متراً، ضربت بلدة "تالكاوانو"، الواقعة على الساحل الغربي لتشيلي.
كما أفاد الرئيس المنتخب لتشيلي، سيباستيان بينيرا، بأن عدد ضحايا الزلزال، الذي يقع مركزه على بعد حوالي 341 كيلومتراً جنوبي العاصمة سانتياغو، قد يرتفع خلال الساعات المقبلة، وهو ما أكدته أيضاً الرئيسة "المنتهية ولايتها"، ميشيل باشليه.
ودعت باشليه، في وقت سابق وفور وقوع الزلزال، سكان المناطق الساحلية إلى التوجه نحو مناطق أكثر ارتفاعاً خشية موجات المد جراء الزلزال، الذي شعر بها سكان العاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس، الواقعة على الساحل الغربي للمحيط الأطلسي، شرقي قارة أمريكا الجنوبية.
وفيما أعلنت رئيسة تشيلي المنطقة التي ضربها الزلزال "منطقة منكوبة"، ما يتيح تقديم مساعدات عاجلة لسكانها، فقد أغلقت سلطات العاصمة مطار سانتياغو الدولي، بعد إصابته بأضرار بالغة، حسبما أفاد مدير عمليات المطار، إدواردو دي كانتو، لمحطة TVN التلفزيونية المحلية.
كما تسبب الزلزال، الذي يُعد ضمن "الزلازل الكارثية"، حيث تفوق شدته الزلزال الذي تعرضت له "هايتي" قبل أشهر، في قطع خدمات الكهرباء والهاتف عن العاصمة، ومناطق واسعة في تشيلي، وأدى إلى إلحاق أضرار فادحة في الممتلكات والمنشآت لم يمكن الانتهاء من حصرها على الفور.
وفي وقت أشار فيه مركز الرصد الجيولوجي الأمريكي إلى أن مركز الزلزال يقع على بعد 341 كيلومتراً جنوبي سانتياغو، صدرت تحذيرات من موجات مد بحري "تسونامي" على طول السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية، إلى جانب القطب الجنوبي وأستراليا واليابان وروسيا.
كما انطلقت صافرات الإنذار في جزيرة هاواي، في السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي، لتحذير السكان من موجات تسونامي محتملة، فيما قال متحدث عسكري أمريكي إن الجيش يراقب تهديدات تسونامي في هاواي، لتقديم المساعدات اللازمة في حالة طلبها، كالسفن والأفراد لإخلاء السكان.
وتشير التقارير إلى أن مركز الزلزال قريب من مدينة "كونسابسيون"، ثاني أكبر البلاد، والتي تضم أكثر من 200 ألف نسمة يعتقد أنهم كانوا في منازلهم بسبب وقوع الهزات في ساعات الليل.
وسجلت بعض سواحل تشيلي وقوع موجات تسونامي محدودة، لم يتجاوز ارتفاعها تسعة أقدام، بينما رفعت حالات التأهب لمراقبة المد في كوستاريكا وبنما والقارة القطبية الجنوبية.
وتحدث أليخاندرو بيريز، أحد المقيمين في فندق "ماريوت" بسانتياغو،قائلاَ "إن الزلزال حطم زجاج الفندق، لكنه لم يتسبب في سقوطه"، نافياً وجود جرحى بين رواد الفندق، أما أنيتا هيريرا، العاملة في فندق "كينيدي"، فقالت "إن الكهرباء قطعت وأُصيب العاملون والنزلاء بالرعب."
ولفتت هيريرا إلى أن فندق "كينيدي" مصمم ضد الزلازل التي تعتبر أمراً اعتيادياً في تشيلي، وإن كانت قد أشارت إلى أن الهزة الأخيرة كانت "قوية جداً."
يذكر أن تشيلي تعرضت لأقوى زلزال معروف في التاريخ الحديث، وذلك في مايو/ أيار 1960، وبلغت قوته آنذاك 9.5 درجات، وأدى إلى مقتل 1655 شخصاً.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد