شهية البنوك الدولية تتفتح على سورية
ذكر حاكم مصرف سورية المركزي أن ثلاثة بنوك خليجية كبرى تخطط لدخول السوق السورية المتحررة، ويتزايد اهتمام البنوك الغربية بسورية رغم العقوبات الأمريكية.
قال "أديب ميالة" لرويترز قبل سفره إلى باريس لحضور اجتماعات مع مصرفيين فرنسيين: "إن بنك أبوظبي الوطني ومجموعة سامبا المالية السعودية والبنك الأهلي التجاري السعودي أجروا اتصالات مع السلطات المختصة للحصول على تراخيص بمزاولة أنشطة في البلاد هذا العام، مما قد يرفع عدد البنوك الخاصة العاملة في سورية إلى 16 بنكاً".
وترزح سوريا تحت عقوبات أمريكية منذ عام 2004، لكن العلاقات بين دمشق وواشنطن تحسنت العام الماضي عقب تحسن العلاقات مع فرنسا.
وتخلت الحكومة السورية عن احتكارها للقطاع المصرفي منذ سبع سنوات في إطار انفتاح اقتصادي.
وقال "ميالة": "الشيء المهم هو أن المصارف والمؤسسات المالية الدولية مقتنعة بأن سورية أرض واعدة في مجال الاقتصاد".
وأضاف: "بما أن العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا صارت أوضح، فربما تكون هنالك رغبة بتطوير التعاون مع المصارف السورية".
وقال رداً على سؤال هل تستطيع البنوك الغربية العمل في سورية: "هذا شيء قد يكون صعباً في البداية لكنه لا يمنع من أن يجري التفكير فيه".
وسوف يلتقي الوفد السوري بممثلين عن خمسة بنوك فرنسية منها "بي.ان.بي باريبا" الذي قال "ميالة" إنه تخلى عن سياسة عدم التعامل مع سورية التي تأثرت بالعقوبات الأمريكية.
وقال حاكم مصرف سورية المركزي: "من الواضح أن هذه بادرة لفتح آفاق تعاون جديدة وخصوصاً أن بي.ان.بي باريبا كان لا يتعامل مع البنوك السورية.. هناك شيء جديد على الطاولة".
وأضاف "ميالة" الذي تلقي تعليمه في فرنسا: "إن قرارات السلطات النقدية في يناير/كانون الثاني التي سمحت للأجانب بامتلاك حصة أغلبية في البنوك المحلية كانت عاملاً رئيسياً في زيادة الاهتمام".
وقال: "إن هناك إصلاحاً مهماً آخر سمح لسورية بالاقتراض بالعملة الأجنبية من بنوك في الخارج والدفع من حسابات مصرفية سورية".
وتابع: "هذه خطوة مهمة لتحرير الحسابات الرأسمالية".
وكانت بنوك لبنانية وأردنية أول البنوك التي أنشأت وجوداً لها في سورية بعد السماح للبنوك الخاصة بدخول السوق، وتبعها مستثمرون خليجيون وصدرت تراخيص لبنك قطر الوطني وبنك دلة البركة ومقره البحرين وبنك الكويت الوطني.
وكان بين المصرفيين الذين جاءوا لاستكشاف الفرص المتاحة في سورية "جون ماك" رئيس مجلس إدارة "مورجان ستانلي" الذي التقى و"ميالة" في دمشق في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال "ميالة": "لقد اعتبر جون ماك أن التطورات التي صارت في آخر خمس سنوات كانت كبيرة في مجال التحرر المالي وتشجع على دخول السوق السوري".
وأضاف: "إن الحكومة بدأت تشجيع البنوك التي يوجد مقرها في سورية على تمويل الخدمات واحتياجات البنية التحتية"، مشيراً إلى مناقصة أقيمت منذ بضعة أيام لتمويل صفقة بقيمة 45 مليون دولار لشراء طائرتين فرنسيتين من طراز "إيه.تي.آر" لحساب شركة الطيران السورية الحكومية.
وفاز بالصفقة البنك التجاري السوري الذي يخضع لعقوبات أمريكية محددة، وقال "ميالة": "إن السلطات السورية تدرس أيضاً اقتراض ما مجموعه 150 مليون دولار لإعادة تأهيل وشراء طائرات أخرى".
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد