واشنطن تسعى لمصالحة المالكي وعلاوي
لا تزال المفاوضات تراوح مكانها، في العلن على الأقل، بين الكتل العراقية الساعية إلى تأليف حكومة جديدة تراعي ظروف ما بعد انتخابات السابع من آذار الماضي. ففيما بقي الفشل عنوان مفاوضات دمج كتلتي «ائتلاف دولة القانون» و«الائتلاف الوطني الموحد»، كشفت مصادر إعلامية عن مساعٍ أميركية لتأليف حكومة يكون عمادها قائمتي نوري المالكي وإياد علاوي، «لإضعاف النفوذ الإيراني».
وأفادت مصادر سياسية في بغداد بأنّ واشنطن تحاول رعاية حوارات غير معلنة، بين كتلتي «العراقية» و«دولة القانون»، مستفيدة من تلكّؤ محادثات الاندماج بين قائمة المالكي و«الائتلاف الوطني». وبحسب مراقبين، فإنّ من شأن الاتفاق بين كتلتي المالكي وعلاوي، إن تم، تغيير المعادلة السياسية، «وسيكون المتضرر الأول منه هو التحالف الكردستاني والائتلاف الوطني».
ونقلت صحيفة «العالم» البغدادية، عن مصادر مطلعة، تأكيدها أن الجانب الأميركي، الذي لم يحاول علناً التأثير على المداولات التي تجري بين مختلف الكتل لتأليف الحكومة المقبلة، أوضح لكل من المالكي وغريمه علاوي، أنّ واشنطن يمكنها أن تدعم حكومة من أكبر كتلتين فائزتين، أي «العراقية» و«دولة القانون».
وأضافت المصادر أنّ واشنطن تعتقد أن سيناريو تعاون من هذا القبيل، من شأنه «تحجيم التدخلات المضرّة التي تقوم بها إيران وأطراف أخرى، لإعادة الاعتبار لكتل سياسية صغيرة تراجعت حظوظها في الانتخابات، ويراد لها أن تعود مؤثرة في مفاوضات تأليف الحكومة»، في إشارة إلى «الائتلاف الوطني». وكشفت المصادر نفسها عن أنّ لقاءات عدّة جرت بين ممثلين للكتلتين «في بغداد ومدن أخرى، لكن المالكي فضّل أن تبقى سرية حتى التوصل إلى تفاهم واضح». وأضافت أنّ ما يشجع المالكي على القيام بخطوة كهذه هو «مخاوفه من الائتلاف الوطني، وخصوصاً التيار الصدري، الذي يتوعّد بفتح ملفات عديدة تتعلق بالحكومة المنتهية ولايتها، ما يجعل المالكي بحاجة إلى توطيد علاقته بالغالبية البرلمانية وبالطرف الأميركي».
في هذه الأثناء، سارع «التحالف الكردستاني» إلى التخفيف من أثر تصريح الرئيس جلال الطالباني، الذي سبق أن أعرب عن استعداد «الكردستاني» للانضمام إلى تحالف «دولة القانون» و«الائتلاف الوطني» لتأليف حكومة برئاسة المالكي. وقال القيادي في التحالف الكردي، محمود عثمان، إنّ «العراقية» هي «التي يجب أن تكلَّف بتأليف الحكومة وفق الدستور، لأنها الكتلة الفائزة بأكبر عدد من المقاعد». وفي النجف، صدر أول موقف واضح من إحدى المرجعيات الشيعية؛ فقد خرجت عن مكتب المرجع كاظم الحائري، دعوة «لإنجاز وحدة الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون بأسرع ما يمكن، ونبذ الخلافات والتعالي على الجزئيات غير الضرورية».
أما ميدانياً، فقد اعترف الجيش الأميركي بمقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين حين تحطمت مروحيتهم في شمال غرب تكريت.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد