سحابة البركان الأيسلندي «تتقلّص»و أوروبا تفتح سماءها تدريجياً

20-04-2010

سحابة البركان الأيسلندي «تتقلّص»و أوروبا تفتح سماءها تدريجياً

مع انقشاع سحابة البركان الأيسلندي، وتراجع معدل الرماد المنبعث منه تدريجياً، قرر الاتحاد الأوروبي «فتح ممرات في سماونه» تدريجياً، علّ ملايين المسافرين العالقين في مطارات العالم، يتنفسون الصعداء، بعد حالة «فوضى» دامت خمسة أيام، حتى الآن. مسافرون ينتظرون الفرج في مطار ميونخ، جنوبي ألمانيا_0
في هذه الأثناء كانت شركات الطيران، التي تكبّدت خسائر بلغت نحو مليار دولار، تبحث سبل تعويض خسائرها، وطالبت الاتحاد الأوروبي بدفع تعويضات، باعتبار أن الحكومات الأوروبية «اعتمدت على النظريات أكثر من الوقائع، في قراراتها إغلاق سماواتها».
- وأعلن مصدر دبلوماسي أن وزراء النقل في دول الاتحاد الأوروبي اتفقوا، خلال اجتماع عقدوه عبر دائرة تلفزيونية مغلقة دعت إليه مدريد التي ترأس أوروبا حالياً، على تخفيف إجراءات تقييد حركة الطيران، بسبب سحب الرماد البركاني ابتداء من اليوم، موضحاً أن «هناك إجماعا بشأن تحديد نطاقات جديدة تضم منطقة أصغر لحظر الطيران بالقرب من البركان»، على أن يتم تضييق هذه المنطقة «تدريجياً وبشكل منسّق».
وكان وزير النقل البريطاني اندرو ادونيس قال أنه ونظراءه «سيبحثون نتائج الرحلات التجريبية»، التي أجرتها بعض الشركات أمس الأول، والتي تمكنت من عبور السحابة «بأمان».
من جهته، أعلن وزير البيئة الفرنسي جان لوي بورلو عن عقد اجتماع اليوم لشركات الطيران الفرنسي والحكومة لبحث إمكان تقديم مساعدة حكومية للصناعة الجوية في البلاد، داعياً إلى «التوصل إلى اتفاق على صعيد أوروبا لتنسيق المساعدات».
وكان وزير النقل الاسباني خوسيه بلانكو أعلن قبيل الاجتماع أن أي قرار حول إعادة فتح المجال الجوي الأوروبي سيكون مشروطا بتأمين «سلامة» المسافرين، مدافعاً عن قرار الحكومات الأوروبية إغلاق سماونها إذ انه «في أوضاع غير مرغوب فيها، لا أحد يريد تحمل المسؤولية». البركان الآيسلندي مازال يؤثر على أجواء أوروبا
- وكانت حوالي 30 دولة أغلقت مجالها الجوي أو فرضت قيودا على استخدامه بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، فيما علق حوالي 6.8 مليون راكب في أنحاء العالم، بحسب المجلس الدولي للمطارات، الذي أعلن أن القيود شلت الحركة في 313 مطارا.
وبدأت بعض الدول بإعداد خطط لإعادة مواطنيها العالقين في الخارج. وتجري بريطانيا، التي لديها 150 ألف مواطن عالقين في الخارج، محادثات مع مدريد لإقامة مكان تجمع في اسبانيا حيث أعيد فتح المجال الجوي. كما قررت نقل الآلاف من مسافريها إلى البلاد عبر سفن البحرية الملكية.
وأشارت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية «يوروكونترول» إلى أن «أكثر من ثلاثين في المئة من الرحلات، أي بين ثمانية وتسعة آلاف رحلة من أصل 28 ألفا، تم تأمينها اليوم (أمس)».
لكن المسافرين حول العالم كانوا على موعد مع يوم إضافي من «الحجز»، حيث مددت ألمانيا قرار إغلاق مطاراتها ساعات إضافية، قبل أن تسمح بعد الظهر بإقلاع طائرة من مطار برلين تيغل نحو اسبانيا. وقررت بريطانيا إغلاق مجالها حتى اليوم، على أن تفتحه تدريجيا.
أما فرنسا، فقررت فتح ممرات جوية بين مطارات باريس ومطارات الجنوب خاصة في بوردو وتولوز ومارسيليا ونيس اعتبارا من صباح اليوم.
في المقابل فتحت تشيكيا مجالها الجوي بينما فتح مطاران في رومانيا وآخران مؤقتاً في فنلندا. وكذلك فعلت النمسا؛ والدنمارك بالنسبة للرحلات الجوية على ارتفاع يتجاوز 35500 قدم.
- وكانت الحكومات الأوروبية تعرّضت لانتقادات حادة من الهيئة الدولية للنقل الجوي «اياتا»، التي انتقدت «الفوضى» في طريقة إدارة أوروبا لأزمة سحب الرماد البركاني، وتحدثت عن طلب شركات الطيران العالمية فتح «بعض الممرات الملاحية» على الأقل، «بدلاً من إغلاق كل المجال الجوي».
وطالب جيوفاني بيزينياني، مدير «اياتا»، التي تمثل 230 شركة طيران حول العالم، الأوروبيين «بقرارات تستند إلى أوضاع حقيقية لا إلى نظريات» تكبد الشركات خسائر تقدر بـ250 مليون دولار يومياً، آخذاً عليهم أن «يتطلب الأمر معهم خمسة أيام لتنظيم مؤتمر هاتفي مع وزراء النقل»، وقال إن «الأوروبيين ما زالوا يستخدمون نظاما يعتمد على نموذج نظري بدلا من اتخاذ قرار يعتمد على وقائع».  وبدوره، قال مفوض شؤون النقل في الاتحاد الأوروبي سيم كالاس «لا نستطيع الانتظار إلى أن تختفي تدفقات الرماد» آملاً أن «يخلو 50 في المئة من المجال الجوي الأوروبي من الخطر اليوم (أمس)».
- كانت شركة «بريتيش ايروايز» البريطانية أول من طالب الاتحاد الأوروبي بدفع تعويضات لشركات الطيران، المتضررة من الأزمة، على غرار «تعويض الشركات المتضررة من هجمات 11 أيلول»، حسبما قال المدير التنفيذي للشركة ويلي والش، مضيفاً أن «التحليل الذي أجريناه، والرحلات الاختبارية، تقدّم أدلة تثبت بأن القيود الشاملة المفروضة حاليا على المجال الجوي غير مفيدة».
وبدا مفوض شؤون المنافسة في الاتحاد الأوروبي جواكين الومينا «منفتحاً» على فكرة «مناقشة تدبير شبيه بالتدبير الذي اتخذناه بعد اعتداءات 11 أيلول»، والذي أتاح للشركات تلقي مساعدات في «ظروف استثنائية».
وردّ وزير النقل الألماني بيتر رامساور بأن قرار الحكومات الأوروبية استند على «بحر من المعلومات»، معتبرا أن أي قرار آخر كان ليعتبر «غير مسؤول»، رافضاً تعويض شركات الطيران مالياً.
حركة البركان
في هذه الأثناء، بدأ بركان ايجافجويل الثائر تحت نهر في ايسلندا، يلفظ حمماً، فيما تراجعت نسبة الرماد المنبعثة منه، لتبلغ ارتفاع 2 كلم، بعدما كان ارتفاعها قد بلغ الأسبوع الماضي 11 كلم، ما منح المسافرين آمالاً بأن تفتح الأجواء الأوروبية قريباً.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأيسلندية اوردور غودموندسدوتير أن «الوضع بات، حتماً، أفضل مما كان عليه السبت الماضي»، فيما تحدث الخبير في مصلحة الأرصاد الأيسلندية هيورليفر سفينبيورنسون أن «نسبة الرماد تقلّصت بنسبة كبيرة، وطبيعة السحابة تتغير وبدأ لونها يتحول من الرمادي إلى الأبيض، ما يعني أنها عبارة عن مياه تتبخر». لكن الخطر لم يزل بعد، فالصخور المنصهرة قد تفتح ممرات جديدة للمياه لتجري إلى فوهة البركان وتتسبب بمزيد من الثوران وعودة انبعاث الرماد. وفسر الخبراء ظهور الحمم بأنه يعني أن «ثوران البركان بدأ يهدأ».
من جهتها، أعلنت مصلحة الأرصاد الجوية البريطانية أن منخفضاً جوياً بدأ بنقل «السحابة غرباً، ما يعني انها قد تبلغ منطقة نيوفاوندلاند، شرقي كندا اليوم (أمس)»، ولكن على ارتفاع «منخفض» تحت الارتفاع الذي تعتمده غالبية الطائرات، على أن تعود بعدها إلى المحيط الأطلسي.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...