الصومال: الصراع يشتد بين القراصنة والإسلاميين
رجح مراقبون أمنيون حصول تغييرات على الأرض بما يخص الأحزاب المتشددة في الصومال وحركة القرصنة الناشطة قبالة سواحل البلاد، وذلك بعدما سيطر عناصر من "حزب الإسلام" بالقوة على مدينة هاراردير قبل أيام، بدعوى رغبتهم في مكافحة القرصنة التي وصفوها بأنها "أعمال غير مشروعة في الإسلام."
وتراوحت أراء المحللين حول الخطوة بين رغبة "حزب الإسلام" بالسيطرة على ميناء المدينة وعوائده بعد خسارة ميناء كسمايو بمواجهة عسكرية مع "حركة الشباب،" وبين من يتوقع وجود رغبة لدى الحزب بالإبقاء على عمليات القرصنة والسيطرة عليها بشكر غير مباشر نظراً للمردود الكبير الذي تعود به.
وقال الشيخ علي عبدالناصر، الناطق باسم "حزب الإسلام" لمجلة "تايم": "نريد فرض القانون في المدينة وإعادة النظام إليها.. القرصنة لا تتوافق مع الإسلام ونحن نريد تحسين صورة الصومال."
وتقول تقارير أعدها بنجامين باول، أستاذ علم الاقتصاد في جامعة "سكولف" بمدينة بوسطن الأمريكية، إن الموانئ هي مصدر الثروة الأساسي للكثير من رجال الأعمال وأصحاب النفوذ في الصومال، خاصة وأن البلاد تستورد كل شيء تقريباً منذ أن سقطت الحومة المركزية فيها قبل عقدين، واندلعت حرب أهلية طاحنة دمرت البنية التحتية.
ويرجح باول أن تكون المؤاني الصومالية اليوم بلغت حداً من النشاط يتجاوز ما كانت عليه قبل الحرب الأهلية، وخاصة على صعيد استيراد الأغذية وتصدير الماشية.
أما روجر ميدلتون، محلل شؤون القرصنة لدى مركز "شاثم هاوس" البريطاني للأبحاث فقال إن خطوة "حزب الإسلام" بالسيطرة على هاراردير: "تمثل محاولة من قبل التنظيم لوضع يده على مرفق حيوي يمكن أن يدر له بعض العوائد."
من جهته، قال أندرو موانغورا، مدير برنامج المساعدة لشرق أفريقيا، إن الأزمة الحقيقية بدأت في مارس/آذار الماضي، عندما هاجم القراصنة في هاراردير قوارب النقل الهندية الخشبية، التي كانت المصدر الوحيد للواردات إلى الصومال، وذلك لأول مرة بعد سنوات طويلة، تجنب فيها القراصنة الاعتداء على هذه السفن.
وأضاف موانغورا أن الرسوم على البضائع التي تنقلها تلك السفن كان مصدراً أساسياً لتمويل "حزب الإسلام،" ومع امتناعها عن القدوم إلى الصومال إثر مهاجمتها، ارتفعت أسعار الأغذية في الصومال، وانقطع التمويل عن العناصر المتشددة، ما اضطرها للتحرك والسيطرة على المرفأ.
وقد أكد الناطق باسم "حزب الإسلام،" الشيخ عبدالناصر، صحة ارتباط قرار سيطرتها على المدينة بأزمة احتجاز القوارب الهندية، قائلا: "منذ أن جرت عملية القرصنة وأسعار الأطعمة ترتفع، ولهذا السبب نحن نتطلع إلى السيطرة على المناطق الساحلية.
وبحسب مصادر في "حزب الإسلام" فإن الوحدات المسلحة التابعة له تخطط للتقدم نحو مدينة ساحلية مهمة أخرى، هي هوبيو، التي تشكل أحد أبرز معاقل القرصنة في الصومال اليوم.
أما وزير الدفاع في الحكومة الصومالية الانتقالية، يوسف محمد سيد، التي لا تسيطر إلا على أجزاء من العاصمة مقديشو التي تشكل العوائد القادمة من مينائها مصدر التمويل المحلي الأساسي لها، فقد قال إن عناصر التنظيمات المتشددة "لا يختلفون بتاتاً عن القراصنة."
ولفت سيد إلى وجود صلة بين الجانبين، مرجحاً فرضية دفع القراصنة مبالغ مالية للتنظيمات المتشددة التي تقاتل الحكومة.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد