غضب فـي أراضي 48: إضراب عام واستنفار إسرائيلي
كان لنبأ المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المشاركين في «أسطول الحرية» وقع الصاعقة على فلسطينيي العام 1948، لا سيما بعدما تواردت معلومات عن تعرض رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح لإصابة حرجة، فضلاً عن وجود النائبة العربية في الكنــيست حنين الزعبي في إحدى السفن التي تــعرضت لعملية القرصنة الإسرائيلية. وفيما دعت لجــنة المتابعة العربية للإضراب العام اليوم، وضعت شـرطة الاحتلال قواتها في حال تأهب تحسباً لوقوع مواجهات في شمال فلسطين المحتلة، لا سيما في منطقة المثلث ومدينة القدس.
وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني كمال الخطيب إن الشيخ رائد صلاح غير موجود في المستشفيات الإسرائيلية، ولم يصل بعد إلى الأراضي الفلسطينية، لافتا إلى أن نبأ إصابته توارد عبر الإعلام الإسرائيلي فقط، ولم يتسنّ للحركة التأكد من ذلك بسبب انقطاع الاتصال معه.
وأضاف الخطيب إنّ «تداعيات خطيرة ستحدث في المنطقة إن ثبت فعلا أن الشيخ صلاح قد مس بسوء أو تعرض لمحاولة اغتيال أثناء تواجده على متن إحدى السفن»، موضحاً أن «الشرطة الإسرائيلية بدأت بالفعل حالة التأهب القصوى في المدن الرئيسية خاصة تلك التي تحوي مناصرين للحركة الإسلامية».
وقال الصحافي في موقع «فلسطينيي 48»، التابع لـ«الحركة الإسلامية»، حامد إغبارية لـ«السفير» إنّ «وضع الشيخ رائد صلاح غير واضح، فهناك تضارب في المعلومات بسبب التعتيم الذي تفرضه المؤسسة الإسرائيلية على غرار ما تقوم به عادة في مثل هذه الأحداث». وأضاف: «يبدو أن الأمر خطير بالنسبة للشيخ صلاح»، مشيراً إلى أن «تل أبيب تؤخر الأمر حتى تستعد كي تستوعب ردة الفعل في الشارع الفلسطيني في الداخل».
وتابع «الأوضاع عندنا متوترة جداً، حيث تشهد المدن والقرى الفلسطينية في الداخل تظاهرات عديدة، كما أعلنت لجنة المتابعة إضراباً عاماً غداً (اليوم)»، لافتاً إلى أنّ «قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة ترابط منذ ساعات الصباح في منطقة وادي عارة قرب مدينة أم الفحم».
ونقل موقع «عرب 48» عن النائبة حنين الزعبي، التي كانت على متن إحدى السفن المشاركة في «أسطول الحرية»، قولها في اتصال هاتفي إنّ جميع أعضاء وفد فلسطينيي العام 1948 بخير. ويضم الوفد إضافة إلى الشيخ صلاح والزعبي كلاً من رئيس لجنة المتابعة العربية محمد زيدان والشيخ حماد أبو دعابس.
وحمّل أعضاء عرب في الكنيست رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك مسؤولية هذه المجزرة. وقال رئيس كتلة الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة محمد بركة إن «المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عرض البحر هي جريمة تم التخطيط لها مسبقاً بموجب تعليمات صادرة عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب لديه ايهود باراك، وسقوط عشرات الجرحى والشهداء هو أيضاً بموجب الجريمة المخططة».
بدوره، دعا النائب جمال زحالقة، من كتلة التجمع الوطني الديموقراطي، إلى إعلان الإضراب العام، واصفاً ما حدث بأنه «جريمة حرب وقرصنة نفذت بأوامر من كبير القراصنة بنيامين نتنياهو ومجرم الحرب إيهود باراك». وأشار زحالقة إلى أن «باراك كان قد أصدر أوامره للجيش بمنع وصول السفن إلى قطاع غزة بكل ثمن، وتبين هذا الصباح ما هو الثمن».
في غضون ذلك قررت الشرطة الإسرائيلية رفع حالة التأهب في صفوفها في التجمعات السكانية العربية داخل الخط الأخضر والقدس الشرقية. كما رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في الضفة الغربية وعند الشريط الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة تحسباً من ردود فعل على اعتراض سفن كسر الحصار.
وأصدرت لجنة المتابعة العربية العليا في أراضي العام 1948 إن «جماهيرنا تتوقع منا رد فعل حازم وقاطع وليس اقل من الإضراب العام»، محذرة الشرطة والأجهزة الإسرائيلية «من أي عدوان مخطط على جماهيرنا العربية». كما حمّلت حكومة الاحتلال المسؤولية عن هذه «الجريمة ضد الإنسانية والحرية»، داعية المجتمع الدولي إلى «محاسبة إسرائيل وتقديم قادتها إلى المحاكم الدولية بتهم جرائم حرب».
مع توالي الأنباء عن المجزرة جرى تنظيم عدة تظاهرات في البلدات العربية في الداخل، من بينها الناصرة وسخنين وكفركنا وكفر ياسيف وأم الفحم والنقب وجامعة حيفا والجامعة العبرية في القدس، فيما تجري الاستعدادات لتنظيم تظاهرات في بلدات أخرى، من بينها عرابة البطوف وعكا وسخنين وشفاعمرو وحيفا وكابول وكفركنا.
وذكر موقع «عرب 48» أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت طالبين عربيين من جامعة حيفا، وذلك في أعقاب التظاهرة التي نظمها الطلاب العرب هناك، فيما احتجز أربعة فلسطينيين قرب ميناء أسدود. وفي الناصرة رفع المتظاهرون عدة شعارات تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، وتدعو إلى محاكمة قادتها. ومن بين الشعارات «ليحاكم قتلة وسفاحو شعبنا» و«حكومة مجازر... حكومة إرهاب» و«قتل طالبي الحرية جريمة إرهابية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد