الوزن الزائد ومخاطر السكري
وجدت دراسة مسحية واسعة أن الفتيات البدينات اللواتي يفقدن وزنا قبل بلوغهن سن الرشد تنخفض لديهن لاحقا احتمالات الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
فقد قام فريق بحثي مشترك من معاهد الصحة القومية الأميركية وجامعة هارفرد بتحليل بيانات تغطي 16 سنة لنحو 110 آلاف امرأة مشاركة في "دراسة قومية حول صحة الممرضات" نشرت بدورية "رعاية مرضى السكري" حيث رصدت الدراسة النسوة اللاتي أصبن بالسكري خلال فترة المتابعة (1989-2005) بعد أن جمع المسح الأولي معلومات عن صحتهن وأسرهن وأنماط معيشتهن.
وطلب من المشاركات بالدراسة أن يقارن أشكال أجسامهن عندما كن في سن 5 و10 و20 سنة بمجموعة رسومات تمثل نساء بمختلف الأحجام، بدءا من الهزيلة (مقاس1) إلى البدينة (مقاس9) بالإضافة إلى الطول والوزن في سن الثامنة عشرة، كما قدمت الممرضات –كل عامين بعد المسح الأولي- معلومات تفيد مدى إصابتهن بمرض السكري.
رصد الباحثون 3307 حالات إصابة بالسكري خلال فترة الدراسة، ووجدوا أن الممرضات البدينات في صباهن أكثر تعرضا للإصابة عندما يصبحن راشدات. فقد ارتفعت نسبة الإصابة بالمرض إلى الضعف لدى الممرضات اللواتي صنفن أنفسهن في سن الخامسة بمقاس6 أو أكبر، مقارنة مع زميلاتهن اللواتي وصفن أنفسهن بمقاس2.
أما الممرضات اللاتي وصفن حجمهن في سن العاشرة بمقاس6 أو أكبر، فقد كن أكثر تعرضا للإصابة بالسكري بحوالي 2.57 ضعف، وارتفعت نسبة الإصابة تسعة أضعاف لدى الممرضات اللواتي أبلغن عن أن مؤشر كتلة أجسامهن فاق 30 في سن الـ18 مقارنة بنظيراتهن الطبيعيات الوزن (مؤشر كتلة الجسم 18-19).
يذكر أن مؤشر كتلة الجسم يقيم بحسب مستوى زيادة الوزن، ويُحسب بقسمة الوزن بالكيلوغرامات على مربع الطول بالأمتار، ويعتبر الوزن صحيا بين 18 و24، وزائدا بين 24 و30، وبدينا فوق 30.
ونظرت الدراسة في التأثير المشترك لزيادة الوزن بمختلف الأعمار حيث اتضح أن اللواتي ذكرن أنهن زائدات الوزن خلال فترة الطفولة والمراهقة والرشد كن أكثر تعرضا للإصابة بالسكري بنحو 15 ضعفا مقارنة بالممرضات اللواتي لم يعانين من زيادة الوزن خلال المراحل العمرية الثلاث.
وأظهرت الدراسة أن الممرضات اللواتي تعرضن لزيادة في الوزن في سن العاشرة -وليس بعد ذلك- لم يتعرضن للإصابة بالسكري بنسبة أكبر من اللواتي كان وزنهن طبيعيا دائما.
وتقول إدوينا يِيونغ -مؤلفة الدراسة وخبيرة الأوبئة والوقاية بمعاهد الصحة القومية- إن النتائج تشير إلى الأهمية البالغة للتخلص مبكرا من الوزن الزائد لدى الفتيات للحد من مخاطر إصابتهن بالسكري بعد بلوغهن سن الرشد.
يذكر أن النوع الثاني من السكري هو الأكثر شيوعا ويتمثل في ارتفاع مستويات سكر الدم وصعوبة إنتاج واستيعاب الجسم للإنسولين، وتساهم زيادة الوزن وقلة النشاط البدني والوراثة في الإصابة بالمرض.
مازن النجار
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد