بطاقات الدعوات المحلية تخترق الأسواق العالمية

07-06-2010

بطاقات الدعوات المحلية تخترق الأسواق العالمية

اكتسبت بطاقات الدعوات بشكل عام والأفراح بشكل خاص أهمية كبيرة لارتباطها بالمكانة الاجتماعية لصاحب الدعوة والاشخاص الموجهة لهم كما أنها تعبر عن مستوى الحفل وبذلك انتقلت هذه الصناعة إلى مجال رحب تدخل فيه مواد أخرى غير الكرتون والحبر حتى غدا سعر البطاقة يصل في بعض الأحيان إلى 1000 ليرة سورية وغدت هذه الصناعة تملك كل مقومات النمو والاستمرار.

وقال عضو المكتب التنفيذي لاتحاد حرفيي دمشق رئيس مكتب الثقافة زهير الحمو: إن صناعة بطاقات الدعوة والأفراح ترتكز على الابداع في التصميم بالدرجة الاولى فالتصميم المبتكر الجذاب بألوانه وأشكاله يزيد من قيمة البطاقة موضحا أن هذه الصناعة تعتمد على خبرات محلية ومصممين محترفين.

وأضاف الحمو أن الخبرة الانتاجية العالية تلعب دورا مهما في صنع البطاقة فالحد من الهدر في المواد الاولية يقلل من تكلفة البطاقة مشيرا الى أن نسبة الهدر في هذه الصناعة تصل إلى حوالي 6 بالمئة للكرتون الابيض و14 بالمئة للكرتون الملون وبالتالي فإن تكلفة البطاقة التي يطبع عليها الاسم وبعض المعلومات تتراوح بين 2 إلى 80 ليرة سورية مؤكدا ان هناك حوالى30الف بطاقة تطبع سنويا في دمشق تتوزع على حوالى300 صنف من البطاقات المختلفة.

وقال مدير التسويق والمبيعات في شركة طارق بن زياد العالمية فادي شعار: إن صناعة البطاقات لاقت رواجا في الاسواق المحلية والعالمية نتيجة رقي الذوق العام وما تحمله هذه البطاقات من قيم تعكس ذوق صاحبها ومستواه الاجتماعي والاقتصادي.

وبين أن تكلفة بطاقة الدعوة لمختلف المناسبات تتراوح بين 5 إلى 60 ليرة وتزيد حتى تصل إلى 1000ليرة للنوع الفاخر موضحا أن الزيادة في التكلفة تعود لارتفاع سعر المواد الخام حيث أن سعر الورق الخام ارتفع مؤخرا بنسبة 30 بالمئة نتيجة انخفاض العرض للعجينة الاساسية للورق من بلدان المنشأ في حين أن أسعار الاحبار والافلام المستخدمة في الطباعة تتراوح حسب العرض والطلب في الأسواق العالمية.

وأشار شعار إلى أن الشركة تستجر من السوق المحلية المواد الخام من حبر وورق بالاضافة لأشرطة وزهور وقطع خشبية وليف واكسسوارات متنوعة تلعب دورا مهما في هذه الصناعة .

وبين شعار أن التطور التقني في مجال الطباعة أسهم بشكل كبير في رواج هذه الصناعة واتساع أسواقها ما أدى لتحسين الجودة والاداء والخدمة مؤكدا أن المبيعات في موسم الافراح خلال اشهر حزيران وتموز وآب وأيلول تمثل ما يعادل 70 بالمئة من اجمالي المبيعات السنوية كما أن70 بالمئة من انتاج الشركة يصدر الى الاسواق العربية والاوروبية والافريقية والآسيوية.

وتلجأ شركات انتاج البطاقات للترويج عن منتجاتها مع حرص القائمين على الرسالة الاعلانية لهذه المنتجات على ابتكار عبارات جذابة تضاهي المنتج ذاته كعبارات بطاقات دعوة مميزة لزفاف مميزولكي يكون الزفاف مميزا ومكتملا لابد من اسم الشركة بطاقات الدعوة مميزة كتميزك ايتها العروس.

وأكدت الدكتورة أميمة المعراوي استاذة الاعلان في قسم الاعلام في جامعة دمشق أن بطاقات الدعوة والمناسبات هي صورة عن شخصية صاحب الدعوة وذوقه ومكانته الاجتماعية والاقتصادية ومكان إقامة المناسبة أو الفرح لذا يحاول القائم بالاتصال الإعلاني اشباع حاجات ورغبات كل الشرائح والطبقات الاجتماعية فينتج بطاقات تحاكي هذه الاحتياجات على اختلافها من حيث نوعية الورق والتصميم والرسالة الاعلانية بحيث تكون هذه الرسالة مناسبة لكل شريحة وعلى سبيل المثال يركز المعلن على الاسم حينما يكون هذا الاسم معروفا ومشهورا وكذلك يمكن أن يركز على المناسبة أو المكان أوالجهة الداعية في حين شرائح أخرى لا تعنيها إلا المناسبة نفسها فيكون التصميم متواضعا وغير مكلف.

وأضافت المعراوي أن المعلن يراعي ثقافة المجتمع المحلي والثقافات الفرعية ضمنها عند تصميم البطاقة وعلى سبيل المثال اختيار اللون حيث يتم التركيز على اللونين الذهبي والفضي اللذين يرمزان إلى الفخامة والرفاهية والثراء فيما يمثل اللون البنفسجي الوقار والاحترام ومعظم البطاقات تعتمد اللون الابيض والكريم لأنهما يدلان في ثقافتنا على الفرح والسعادة في حين يستخدم اللون الاسود في الثقافات السائدة في شرق اسيا والسودان للتعبير عن الفرح ويمكن ان يستعان باللون الازرق أو الاخضر لحالات تستدعي الاسترخاء والنقاء لان هذين اللونين هما من ألوان الطبيعة.

وأوضحت أن لبعض المناسبات خصوصية معينة يراعيها المعلن حيث يبرز اللون الأحمر في بطاقات التهنئة في عيد الحب لأن هذا اللون هو لون الحب والمشاعر كما أنه يدل على التضحية والكفاح والحماس في حين لا يمكن ان تكون البطاقة بلون اصفر عند عيادة مريض لان هذا اللون يدل على الموت.

وقالت حنان موظفة ان بطاقة الدعوة للمناسبات والأفراح تعطي انطباعا عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي لصاحبها فالبطاقة التي تتضمن اكسسوارات آخرى مثل الخشب المزخرف والقماش والازهار وذات التصاميم المعقدة نسبيا تكون تكلفتها عالية ومكان اقامة المناسبة فخما ما يشير الى وضع مادي معين.

وقال خالد مسعود شاب مقبل على الزواج إن أسعار بطاقات الافراح غالية ولا تتناسب مع دخل الشريحة الأوسع من الناس ما يحد من قدرة صاحب الدعوة على اختيار بطاقة تتناسب وذوقه مبينا أن مجاراة العادات السائدة بضرورة تقديم بطاقة لحضور حفل الزفاف اصبح عبئا اضافيا على تكاليف الزواج الاخرى من حيث الحفل الملابس الذهب المهر المسكن.

تحمل بطاقات الدعوة عبارات غير اسماء اصحاب الدعوة والموعد والعنوان مثل ايات قرانية دعاء اشعار اقوال مأثورة وهي تعبر عن اهتمام صاحب الدعوة وتوجهاته حيث تلاقي هذه العبارات استحسانا من قبل المدعو.

ميساء الشمالي

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...